»تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية« إنطلاقاً من 16 أفريل 2011 إلى أفريل 2012 نعم إنها محطة إستثنائية وسنة »الحراك الثقافي لمدينة أصيلة عريقة ذات معالم أثرية تاريخية ومخطوطات متنوعة وعناصر فنية متميزة وتقاليد متوارثة في مختلف المجالات ولكنها مع ذلك عاشت في فضاء لايليق بها كمدينة لها وزنها الحضاري والحضري بفعل غياب التفعيل الثقافي -الفني - الإجتماعي لعدة سنوات خلت وتغييب عناصر التأثير والتغيير والتطوير نتيجة إنكسار سلم التقييم الموضوعي والتقويم الواعي لمختلف المراكز المجمدة والطاقات المعطلة بفعل التهميش والإقصاء لكل الأصوات والأقلام والعناصر الرافضة لسيادة شعار »ليس في الإمكان أفضل مما كان« المقابل بالشعار العامي الشعبي »هذا ما حلبت البقرة« و »هذا القماش أدي ولا خلي«!؟ . إن تلمسان قبل »سنة الحراك الثقافي« كانت منطقة محاصرة بالتقوقع والجمود بفعل الإحباط الذي بسط جناحيه عليها بشكل مرعب ومتعب وفي المقابل نتساءل ماذا بعد الإختتام »هل من جديد ؟« و »هل من تجديد ؟« لأن الحياة تفرض تحقيق الغيات وذلك بإستعمال الوسائل إستعمالاً حقيقياً ومثمرا ومبرحا لم لا ؟ إن طبع ونشر وتوزيع 365 عنوان بعدد أيام السنة تحرك ثقافي فاعل ولكن ما وزن تلك العناوين في ميزان النقاد أهل الإهتمام بالإبداع !؟ وفي ميزان القراء أصحاب الإرتباط بالمطالعة الحرة المستقلة والمكتبة الذاتية الخاصة لأن النوعية تحتاج إلى تقييم نقدي وعناصر مهتمة (بالحراك الثقافي) في مسعاه لتجاوز المقرر بالهيمنة والمفروض بالوصاية (الظاهرة ...أو المستترة) لا يهم بل مايهُم هو الوصول العملي لكل المساهمات العديدة إلى أهدافهاوالمواقع المرسومة لها سلفاً لربح الوقت وتجاوز مسار »لا قديم يشكر ولا جديد يذكر « وهنا أساس ترديد العبارة المتداولة »لا جديد ... بلا تجديد ..!!« فهل بعد الإختتام ما يشير إلى إقامة فضاء يضمن قولا ..و..فعلا إستمرار »الحراك الثقافي« من نقطة الإنطلاق إلى خط الوصول بعيداً عن الصدام وإغلاق باب الحوار لكشف المستور وفضح المراوغ والحربائي والقزحي والخفاشي لأن إطار »أدخل يا مبارك بحمارك« (على حد التعبير العامي) وسع ظاهرة النشاط الفوضوي في عالم (الإبداع والإمتاع) وهمش فعالية النوعية الرافضة للتدجين والتجميد بل أصبح (الفعل النوعي) على هامش الهامش وهنا »الحراك الثقافي النوعي« ما مستقبله بعد إختتام سنة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية« تم هل 365 عنوان المدعمة ماليا وإشهارها من وزارة الثقافة تستحق كلها الطبع والنشر والتوزيع ؟ أم أن بعض الأقلام الطفيلية سجلت أهدافها بالتسلل في غفلة من (حكم) مباراة »فكرة القلم« ؟! كما أن المطابع الحرة دور النشر لم ترق إلى إعتماد المقاييس المعتمدة في الطبع والنشر والتوزيع ؟ إن صناعة الكتاب بالجزائر في أغلب دور النشر تفتقر إلى المقاييس المتعارف عليها عالمياً لأنها تسير وفق التعبير العالمي »كور واعطي للأعور« حتى الأخطاء المطبعية أصبحت ذات حضور مقلق نتيجة عدم إخضاع الكتاب للمراجعة والتصحيح من طرف المختصين الذين لا يسمحون بالأخطاء ولا يتسامحون مع العناصر التي لا تراقب النصوص ولا تخلصها من الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية »فمتى يعاد الإعتبار لمحورني - التصحيح - والتقييم ؟!« . إن »الحراك الثقافي« بتلمسان كان فاعلا ومؤثراً ومغيراً ولكن كل ذلك يظهر جليا في المقارنة بين (ثلاثية) ما كان وما هو كائن وما ينبغي أن يكون دون إفراط ولا تفريط في التقويم والتقييم والفرز وفق عناصر نقدية شفافة وحيادية ومحترفة »راجعوا الحوصلة وإحكموا« . ... وماذا عن تلمسانبعد إختتام سنة »الحراك الثقافي«؟! أي ..»تلمسان إلى أين مستقبلا فنيا وثقافيا وحرفيا وإبداعيا وإمتاعيا؟« لذا لابد من الإستعداد لمحاربة (الرداءة) و (التحريف) حتى لا تصاب العناصر الفنية والثقافية (بالإحباط) !! وفي هذا المجال نذكر المشهد الرمزي التالي للتذكر والتأمل والتجاوز يحكي أنه في يوم من الزيام وضع الشيطان لافتة في أحد المحلات لبيع بعض أدواته وكان أعلى سعراً ملصقاً على أداة (غريبة الشكل) وعندما سئل »ماذا تكون؟!« أجاب الشيطان :»... إنها (الإحباط) وهي أقوى أدواتي وضربتي القاضية التي أقود بها الإنسان إلى اليأس وتدمير الثقة في حياته«!! وهنا نحذر من عودة (الركود) من جهة ونذكر بضرورة تجاوز (الرداءة) من جهة أخرى .