يشهد ميناء بني صاف على مدار اليوم حركة تجارية في بيع السمك المختلط بطريقة اقتصادية تتمثل في جمع السمك من مختلف الأنواع والأحجام ثم وضعها على الأرصفة على شكل مجموعات أو كما يسمى محليا (بالعرام) حيث تباع كل مجموعة مختلطة من السمك الأبيض والأزرق بأسعار تتراوح مابين 800 إلى 1000 ألف دج وتنخفض مع حلول ساعات المغرب ثم فترة الليل وفي جولة لميناء بني صاف نهاية الأسبوع المنصرم ذكر البائعون الذين هم من فئة الشباب أن هذه المهنة وإن كانت متعبة وشاقة إلا أنها تبقي ضمن الأعمال الهامة مؤكدين أن هذه المجموعة من السمك المختلط يتم شراؤها من عند الصيادين مباشرة بعد عودتهم من مهمة الصيد التي تدوم أكثر من يومين حيث يشترون السمك بأسعار أرخص من تلك التي تباع داخل المسمكة ومن ثم يتم فرزها وجمعها في مجموعات على شكل( عرام) ويباع للمواطنين الذين حسب تصريحاتهم يأتون إليهم من كل حدب وصوب وحتى من الولايات الشاطئية مثل مستغانم ووهران ومنطقة الغزوات مفضلين بذلك البضاعة المحلية لميناء بني صاف لمذاقها الممتاز وأسعارها المنخفضة التي سرعان ما تنخفض أكثر وأكثر بعد فترة العصر ثم المغرب حيث أكد السيد م ع البالغ من العمر 36 أنه يحبذ بيع سلعته وهي جديدة بدلا من إرجاعها للبيت ثم بيعها في اليوم الموالي بأسعار رخصة وفي نفس الوقت لا يريدها الزبون الذي يفضل البضاعة الجديدة والطازجة الخارجة من البحر في نفس اليوم الذي تباع فيه وبالرغم من قساوة الطبيعة صيفا وشتاء والتعب الذي يجده هؤلاء الباعة والصيادون في جمع لقمة عيشهم إلا أنهم أبدوا فرحتهم ورضاهم الكامل في هذا العمل الذي يحبونه مؤكدين أنهم لا يلقون ولا يعانون من أي مشاكل داخل الميناء شاكرين بذلك حراس الشواطئ الذين يساعدونهم على تحدي الصعاب لجميع الصيادين مهما كانت درجة خطورة عملهم و يعرف ميناء بني صاف حركة دؤوبة للمواطنين الذين يفضلون السمك الطازج الذي يصطاد في الفترة المسائية خاصة سمك المرنان والكلمار والجمبري والإسبادون والإخطبوط والسيبيا وهي أنواع نجدها بكثرة عند هؤلاء الشباب الذين يعطون دروسا يومية في العمل والمثابرة من أجل لقمة العيش الحلال دون ملل أو شكوى للتذكير يعتبر ميناء بني صاف وجهة كل مواطني ولاية عين تموشنت الذين يردون شراء مادة السمك الطازجة بأسعار معقولة وجودة عالية حيث تأتي إليه جميع فئات المجتمع خاصة الفئة العاملة التي تفضل زيارة الميناء في الفترة المسائية مباشرة بعد ساعة العصر.
