الضغط على المراكز خلال فصل الصيف وراء ندرة شيكات النجدة. اختفت هذه الأيام صكوك النجدة التي يستخدمها العمال والمتقاعدون الذين لا يحوزون على دفتر الصكوك العادي في سحب أجورهم ومعاشاتهم من مراكز البريد الموّزعة على مستوى ولاية وهران، الأمر الذي خلق تذمرا واستياء كبيرين وسط المواطنين، لاسيما بعد قيام بعض أصحاب الأكشاك باستغلال حاجة المواطن الماسة لسحب المال فراحوا يبيعون صكوك النجدة بمبالغ مالية تتراوح مابين 50 و 100 دينار جزائري، علما أن هذه الظاهرة أضحت تحدث أمام أعين أعوان مراكز البريد الناشطة بالولاية. ومن جهتها أفادت مديرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بولاية وهران أنّ ندرة صكوك النجدة تعود بالدرجة الأولى إلى الضغط الكبير الذي تعرفه مراكز البريد الموّزعة عبر الولاية، لاسيما خلال فصل الصيف وهو السيناريو الذي يتكرر - حسبها- سنويا، نتيجة إقبال عدد كبير من المواطنين من خارج الولاية لتمضية عطلة الصيف بولاية وهران، مضيفة أنه وبغية امتصاص هذا الضغط وتوفير الخدمات المثلى للزبائن تم وضع مركز بريد متنقل في خدمة زبائن بريد الجزائر وذلك على مستوى بلدية "عين الترك"، إلاّ أنّ التوافد الهائل للمواطنين -حسبها- من مختلف الولايات حال دون تلبية جميع طلباتهم في وقت واحد. وفي نفس السياق أكدت مصادر مسؤولة أخرى من مديرية البريد لولاية وهران أنّ أعوان مراكز البريد الناشطين بالولاية أضحوا في الأشهر الأخيرة يرفضون صكوك النجدة ويطالبون الزبائن الراغبين في سحب الأموال عن طريق هذا النوع من الصكوك بضرورة حيازتهم على البطاقات المغناطيسية، فضلا عن إجبارية مطابقة توقيعهم الأوّل الذي فتحوا به حساب بريدي، للتوقيع الجاري. فيما أكد - مصدرنا- في الشأن نفسه أنّ هذا الإجراء يأتي حفاظا على سلامة زبائن بريد الجزائر، لاسيما بعد سلسلة السرقات عن طريق الاحتيال التي تعرضت لها بعض مكاتب البريد المتواجدة عبر عاصمة الغرب الجزائري، وفي مقدمتها مركز البريد المتواجد بدائرة "وادي تليلات"، أين قام أحد المحتالين بسحب مبلغ مالي تقدر قيمته ب 40 مليون سنتيم عن طريق مراحل متتالية، باستخدام صكوك النجدة وبطاقة تعريف مزوّرة تحمل اسم ولقب شخص آخر و صورة الطرف المحتال، فيما شهد المكتب البريدي الكائن بحي "أسامة" عملية احتيال أخرى تمثلت في سحب قيمة مالية تقدر بأكثر من 4 ملايين سنتيم، ولدى محاولة ذات الشخصين الكرة مرة أخرى، تم إلقاء القبض عليهما وتحويلهما إلى مصالح العدالة.
