يكاد لبنان يخصتر كل مشاكل وتناقضات الوطن العربي السياسية والمذهبية والعرقية والدينية والأمنية بل وصراعات بعض دول المنطقة مثل اسرائيل وايران وغالبا ما تجري تصفية الحسابات على أرضه وبواسطة أبنائه وقد كان واضحا من البداية أن الحرب الأهلية في سورية سيكون لها تأثير سلبي على لبنان بعد ان صدرت تصريحات بتصدير العنف الى دول الجوار وجاء التدخل العسكري لحزب الله اللبناني العلني في سورية ومساعدته للحكومة السورية ليزيد من توتر الوضع في لبنان خاصة على الحدود مع سورية التي عرفت مناوشات بين الجيش اللبناني وبعض التنظيمات المسلحة في سورية ومنها جبهة النصرة التي اعترفت بخطف جنود لبنانيين السنة الماضية ما يزالون رهائن لديها حتى الآن ولكن الخطر الشديد يأتي من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروف بداعش الذي كان وراء التفجيرات الأخيرة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانيةبيروت وهي المنطقة التي يتواجد فيها حزب الله وأنصاره بكثافة ففي يوم 12نوفمبر الحالي وقع هجوم انتحاري مزدوج هز الحي السكني في برج البراجنة مخلفا حوالي 40قتيلا وأكثر من 200جريح في صفوف المدنيين وهو أخطر هجوم تعرفه لبنان منذ الحرب الاهلية وقد سبقه هجوم آخر على فندق ببيروت في جويلية 2014 نفذه انتحاري فجر نفسه وهكذا يجد لبنان نفسه طرفا غير مباشر في الأزمة السورية التي تنقسم مواقف الطبقة السياسية في لبنان حولها حيث تعارض القوى السياسية اللبنانية الاخرى مشاركة حزب الله في الصراع السوري وتحمله المسؤولية في اضطراب الوضع الامني بسبب ذلك الأمر الذي أدى الى عدم وجود تفاهمات حول انتخاب رئيس جديد للبنان وفشل كل المحاولات الهادفة الى ذلك وهكذا يبقى استقرار الوضع في هذا البلد متوقفا عما تؤول اليه الأزمة السورية التي يجري تدويلها