بعد أسبوع من عملية احتجاز الرهائن بفتدق راديسون بباماكو التي أودت بحياة 22 شخصا على يد تنظيم جماعة المرابطون المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي , و إنقاذ ما يزيد عن130 رهينة أخرى , بدأت الحياة في عاصمة مالي تعود تدريجيا إلى مجراها العادي , حيث شيع الماليون ضحاياهم , و أعلنت الحكومة عن حالة الطوارئ لمدة 10 أيام لتجنب اعتداءات أخرى , و تم توقيف إثنين على الأقل من المشتبه فيهم , و اجتمع أعضاء البرلمان في جلسة طارئة أجمعوا خلالها على بذل جهد أكبر في مجال الأمن بمضافة دوريات المراقبة و إبعاد الباعة المتجولين الذين يعرقلون حركة المرور , و دعوة أجهزة الأمن المختلفة إلى العمل مع بعضها و تجميع معلوماتها لضمان نجاعة استغلالها , مع الحرص على إقناع السكان بالتعاون من أجهزة الأمن في مواجهة الجماعات الإرهابية . و كما فعلت فرنسا فإنه من غير المستبعد أن تمدد سلطات مالي حالة الطوارئ إلى نهاية العام الجاري. و بخصوص الفندق المستهدف , فإن صاحبه , ينوي إعادة فتحه في أقرب وقت ممكن, ليظهر بأن الإرهاب لن يمنعهم من العيش و القيام بأشغالهم اليومية , حسبما نقلته عنه الصحافة المحلية . غير أن ما لم تنقله الصحافة , هو من كان المستهدف على وجه الدقة من عملية فندق راديسون ؟ هل هي فرنسا الحاضرة عسكريا في مالي في إطار عملية بدأتها في مارس الماضي و مازالت مستمرة , أم المستهدف جمهورية مالي , أمن بعثة الأممالمتحدة مينوسما ؟ أم كل العالم لأن نزلاء الفندق المحتجزين , ينتمون إلى 15 دولة ؟ أم أن الجماعة الإرهابية التي نفذت العملية , لها أذن أو عيون , تسمع و ترى ما تبرمجه و تخطط له أجهزة الاستخبارات , إذا ما صدقت تعليقات المغردين والمعلقين على الحادثة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ؟ التي تشير إلى أن باماكو أصبحت قبلة لكل أعوان الاستخبارات , و مقرا لاجتماعاتهم من حين لآخر لتبادل المعلومات المتعلقة بالإرهاب العالمي . بالإضافة إلى الاحتفاظ بعين ساهرة على مناجم مالي من الثروات الطبيعية التي لا تقدر بثمن , وخاصة منها اليورانيوم ؟ فأين تكمن الحقيقة في كل هذه الاحتمالات ؟ و هل يعرف أهل الضحايا في يوم من الأيام الأسباب الحقيقة في مقتل ذويهم ؟ لا يسعنا سوى أن نأمل ذلك .