ماذا نعني بالعنف ؟ - مفهوم العنف يختلف من مجتمع إلى آخر حيث من السلوكات ما توصف بالعنف في حين في مجتمعات أخرى تعتبر سلوكات عادية ومنها ما يعرف لدى المجتمع بالعنف فيما لا يراها القانون مثلا غير ذلك . يمكن القول أن العنف من السلوكات الشاذة ؟ - نعم هي شاذة خارجة عن التقاليد والأعراف فالعنف سلوك خارج عن المعتاد يترجم من شخص لآخر وقد يلحق به ضررا معنويا أو جسديا. هل حقا الجزائري عنيف بطبعه؟ - لا أظن ذلك فما يقال عن المجتمع الجزائري بأنه عنيف غير صحيح لأن كما سبق وأن قلت لكم أن من السلوكات ما يراها البعض أنها عنف لكن في حقيقة الأمر هي غير ذلك . إذن كيف تفسرون السلوكات العنيفة التي أخذت منحا خطيرا في مجتمعنا في السنوات القليلة الماضية ؟ - أظن أن هذه الأمور ترمز إلى مرحلة ما يعيشها المجتمع الجزائري لأن العنف هو تصرف غير مشروع وغير عقلاني و بالتالي فاعله محط اتهامات ولهذا أقول لكم أن المجتمع الجزائري ليس مجتمعا عنيفا بالمفهوم الذي يتم تسويقه حاليا من قبل وسائل الإعلام فهو يعيش كغيره من المجتمعات الأخرى مرحلة معينة من التطور و التحول والانتقال في كل المجالات خاصة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية هذه الأخيرة تعكس التغير الذي تعرفه سلوكاتنا. هل عنف المجتمع انعكس سلبا على النخبة السياسية أم أن هذه الأخيرة هي التي سنّت مثل هذه السلوكات التي نشهدها الآن؟ - حسب ظني لا يوجد أي علاقة بين المجتمع و الممارسة السياسية أو النخبة السياسية كل منهم في واد حتى وإن وجدت علاقة لكن لا ترقى إلى مرحلة التأثير خاصة إذا تحدثنا عن العنف وما جرى مؤخرا في البرلمان والمناوشات الكلامية بين التشكيلات السياسية ، فالممارسة السياسية في الجزائر تشهد تحولا قد لا يرقى إلى مستوى الدول المتقدمة لكن ما يمكن تأكيده هو وجود هامش من الحرية في هذا النوع من الممارسة . إذن ما يجري حاليا بين بعض قادة الأحزاب من سب و قذف هو شكل من أشكال الحرية حسبك ؟ - لا ليس كذلك لكن هو يرمز إلى تغيير ومرحلة انتقال تعرفها الساحة السياسية بالجزائر قد تكون في المستقبل القريب أكثر نضجا وعقلانية ، ربما ما تطالعنا به الجرائد في الفترة الأخيرة من انتقاد حول ما يجري من أحداث و تبادل التهم بين بعض قادة الأحزاب تجعل الكثير يجزم أن الممارسة السياسية في الجزائر هي في الحضيض لكن اعتقد أنها فترة من عدم النضج أو الوعي للانتقال الى مرحلة من الممارسة النوعية الهادفة . هل ما نقرأه على صفحات الجرائد من تراشق بين زعماء الموالاة و المعارضة يعكس حقيقة الديمقراطية أم يثبت فراغ أجندتهم السياسية ؟ - أظن أن الديمقراطية ليست وجود أكبر هامش للحرية قصد إتهام الآخر وإنما هي ممارسة يكرسها الدستور والمجتمع وما يحدث حاليا يؤكد أن هناك انفراج على المستوى السياسي وبدأت بعض الأمور تتضح فمثلا الحديث عن مرض الرئيس وعن اجهزة الامن وغيرها من المواضيع وهو ما يمكن القول عنه أنه ديمقراطية ولا هامش من الحرية بما أننا لا نتحدث هنا غن تقييد الحريات وإنما هي ممارسة لا يمكن الحكم على نوعيتها . وهل يعقل أن تخرج هذه الممارسة عن مسار انتقاد برامج الأحزاب إلى التخوين و تبادل التهم ؟ - في الحقيقة الطبقة السياسية بالجزائر تتحمل نوعا من المسؤولية فيما يجري وأعني به مثل هذه السلوكات الصادرة عن قادة بعض الأحزاب والتي لا بد أن لا تصل بالممارسة السياسية إلى هذا المستوى .. لكن تبقى مرحلة تعكس الأزمة التي تعيشها النخبة السياسية في الجزائر. ما هو مستقبل الساحة السياسية بالجزائر في ظل ما يجرى من تصادمات ؟ - لا يمكن أن نستشرق مستقبل الساحة السياسية بالبلاد لكن ممكن أن نرى فاعلين جدد في الساحة وهو ما قد ينبئ بتغيير في الممارسة إلى مستوى أحسن . الواقع السياسي بالبلاد أضحى مادة دسمة للتهكم من قبل الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما تعليكم على ذلك ؟ - هذا الأسلوب الذي تبناه هؤلاء الشباب يعبر عن اهتمامهم بالسياسة لكن بطريقتهم الخاصة فهم لا يهتمون ببرامج الأحزاب وتفاعلهم عبر "الفايس بوك" هو انتقادات لاذعة للفاعلين السياسيين وهو تعبير عن رفضهم للبرامج و المواقف . يرى المتابعون للساحة السياسية أن مثل هذه السلوكات التي يقوم بها الساسة قد تجعل المواطن يعزف عن المشاركة في الاستحقاقات القادمة ؟ - عزوف الناخبين عن المشاركة في المواعيد الانتخابية لا يرجع إلى مثل هذه السلوكات وإنما لعدة أسباب مختلفة لكن هذه التصرفات التي ينتهجها بعض زعماء التشكيلات السياسية قد ترفع نسبة العزوف ليس عند الشباب فقط وإنما فئات أخرى من المجتمع .