يعاني سكان العديد من التجمعات السكنية الحضرية التابعة لمختلف البلديات بوهران من انتشار زرائب تربية المواشي قرب منازلهم وداخل النسيج العمراني ،ولم يكن هذا النوع من النشاط وليد اليوم بل برزت الظاهرة مع موجات النزوح الأولى لسكان أرياف الولايات المجاورة لوهران خلال العشرية السوداء ففي حي بوعمامة (الحاسي) التابع لبلدية وهران تتواجد عشرات الزرائب والحظائر المخصصة لتربية الاغنام والبقر والماعز ،ويخيل للمتجول في أزقة هذا الحي الحديث النشأة نسبيا انه في احد التجمعات السكنية الريفية التي الف الناس فيها هذا النشاط الذي يتميز به التجمعات السكنية ذات الطابع الريفى عادة ،غير ان الغريب في الامر هو انتقال مظاهر التريف وانتشارها الى المدينة وضواحيها واستمرارها رغم تهيئة تلك الاحياء وتزيينها وإخراجها من التهميش الذي عانت منه لسنوات خلت ،وتعبر الشوارع المعبدة بالزفت بهذا الحي قطعان من الغنم يسهر رعاة يقطنون بالحي على رعيها في الغابات المجاورة للحي ويعودون مساء الى بيوتهم التي حولوها الى زرائب غير شرعية لتربية المواشي ،وتصاحبهم الكلاب في رحلتهم وتجد المنازل الواقعة قرب "منزل الراعي " للبيع لكن الناس تتجنب السكن فيها لمعرفتهم المسبقة بما تعرفه تلك "الحومة" من انتشار للرائحة الكريهة والحشرات ،ولم تقتصر المعاناة على سكان الاحياء الناشئة بفعل موجات النزوح الريفي التي شهدتها الجزائر اثناء تسعينيات القرن الماضي ،وان كان انتشار تلك المظاهر اثناء السنوات الاولى للنزوح مقبولا نتيجة المعاناة التي لقيها قاطنو الارياف في الولايات المجاورة ، لكن غير المقبول حسب السكان هو استمرار هذه المظاهر لازيد من 20 سنة خاصة وانها تسبب المعاناة مع الرائحة الكريهة التي تنبعث من الزرائب ،وساهم غياب السلطات الوصية والرقابة الميدانية رغم الشكاوى المتكررة للسكان في انتشار هذه الظاهرة على نطاق واسع لدرجة انها وصلت الى التجزئات العقارية الشرعية والسكنات الفردية "الفيلات " ،بالمقابل لازال سكان منطقة القرايدية ببلدية طفراوي يعانون مع نفس المظاهر رغم ان الحي عبارة عن تجزئة عقارية شرعية ،كما يشكو سكان العديد من الاحياء ببلدية مرسى الحجاج ايضا نفس الظاهرة خاصة بحي "البحيرة الصغيرة " ،في حين تعاني الاحياء الواقعة شمال مدينة قديل من انتشار الزرائب خاصة وان المنطقة تقع قرب غابة "الزنين" بينما يتشابه الوضع في هذه المنطقة مع الاحياء الواقعة شمال بلدية حاسي بن عقبة ايضا التي تقع قربها غابة الاسود ،وبارزيو عاصمة البترول لم يسلم سكان عمارات حي بن بولعيد وحي زبانة من الظاهرة اين تجد العديد من زرائب الاغنام قرب المنحدرات القريبة من الاحياء ،كما يعاني سكان العديد من أحياء بوسفر والعنصر من نفس الاشكال ،ويلاحظ ان الظاهرة تنتشر بكثافة في البلديات المحاذية للحزام الغابي ، وفي بوتليليس ايضا ورغم تحضر منطقة بوياقور والبريدية وحي الهاشم واستفادتها من مشاريع تحسين حضري الا ان السكان يعانون نفس المشاكل ، وتعتبرالاحياء الواقعة غرب ولاية وهران على غرار حي اللوز وكوكا وتجزئة خميستي والروشي وحي بوعمامة ومنطقة الرونكا المحاذية لغابات مرجاجو من اهم المناطق التي تنتشر فيها الظاهرة بحكم قرب الاحياء المذكورة لغابات المرجاجو ،رغم خروج هذه الاحياء من دائرة "التجمعات الفوضوية "