تعتبر التغيرات و التحولات التي غالبا ما يقوم بها صاحب المنزل داخل مسكنه انعكاسا لثقافته و ميولاته، حسب ما أكده مختصون في علم الاجتماع الحضري و الهندسة المعمارية، مضيفين أن التغييرات قد تكون اختيارية و إرادية و تتمثل في الجوانب التجميلية و تنفيذ مطالبه الحسية من حيث المقياس و الشكل و توجيه الحركة، و طرق الإضاءة و غيرها من التقنيات التي يحب السكان أن يضع عليها لمسته الخاصة، هذا و يمكن أن يكون الساكن مجبرا على التغيير بسبب ضيق الشقة مثلا حيث يضطر إلى التوسعة من خلال تحويل الحمام أو الشرفة إلى غرفة إضافية، أو توسعة المطبخ و يحدد ذلك حسب المختصين عدد أفراد الأسرة أيضا، و طبيعة الحياة الإجتماعية، و لا تسيء التغييرات التي تطرأ على السكن من الداخل إلى المبنى عموما بعكس تلك التي تمس الجانب الخارجي الظاهر للعيان. و غالبا تأتي هذه التغييرات بسبب عدم علم المصممين بمطالب الساكن و طبيعة حياته و كذا بيئتهم القديمة. أما فيما يتعلق باستغلال المساحات المشتركة من قبل أحد الجيران و تملكها بطريقة غير قانونية باتخاذها كحديقة أو "حوش" مغلق ذكر المهندس المعماري محدان على أن الظاهرة سواء كانت مسيئة أو مجملة للوجه العام للمحيط الحضري فهي تبق غير مرخصة و تملك المساحات المشتركة تعد مخالفة، مضيفا أن هذا الإشكال يأتي أمام غياب دور مديرية البناء و التعمير للولاية و الأجدر أن تكون هناك متابعو و مراقبة مستمرة للمحيط المعماري حفاظا على الشكل العام و الموحد للمدينة. و من جهتهم أكد بعض السكان من الذين أجروا تعديلات داخل شققهم أن السبب هو عدم انجاز التصاميم وفق ثقافة و واقع المجتمع، فغالبا ما تكون غير مرغوبة و لا تتلاءم مع ميولاتهم و متطلباتهم فيلجئون إلى التغيير الطفيف أو الجدري في كثير من الحالات.