تأخذ الحياة الاجتماعية بولاية أدرار ، نكهة خاصة في شهر رمضان المعظم ، وتختلف حسب تنوع أقاليمها الأربعة ، حيث تتميز كل منطقة بعاداتها وتقاليدها التي تطبع أيام الشهر الفضيل . وتقبل العائلات في عموم منطقة توات في هذه المناسبة الدينية العظيمة ، على تحضير وإعداد أنواع متعددة من الأطباق التقليدية ،ومن العادات الاجتماعية الأخرى ، التي تبرز في هذا الشهر الفضيل في منطقة أدرار ، هي جلسات الشاي والأنس خاصة بعد آداء صلاة التراويح كل حسب طريقته الخاصة ، حيث يفضل البعض تناول الشاي في كنف العائلة طيلة ليالي شهر رمضان الكريم ، فيما يفضل البعض الآخر احتساء أكواب الشاي خارج المنزل برفقة الأصدقاء أو الأقارب في الساحات العمومية أو في الأماكن التي تستهوي بعض الشباب ، كالكثبان الرملية خارج التجمعات السكانية لتحلو بذلك جلسات الأنس والسمر ، خاصة مع الحرارة الشديدة التي تطبع الشهر الفضيل هذه السنة . وفي سياق هذه الطقوس التي يمارسها الأدراريون خلال شهر رمضان المعظم ، وحفاظا على أمن الأشخاص والممتلكات ، وضعت مديرية الأمن الولائي بأدرار ، مخططا أمنيا استثنائيا ، لتأمين موسم الصيف وشهر رمضان المبارك ، بتجنيد المئات من أعوان وضباط الشرطة والدرك ، لتامين حياة المواطنين ومراقبة الطرقات مع وضع التحركات المشبوهة تحت الرقابة الأمنية . حيث سخرت مصالح الأمن إمكانيات مادية وبشرية هامة عبر جميع أقاليم الاختصاص بدوائر عاصمة توات ، لتأمين الساحات العمومية ومرافق الترفيه والتسلية وتنظيم حركة المرور ، والنشاط التجاري بالأسواق البلدية ، التي تعج بالحركة في مثل هذا الفصل الذي يتزامن مع بدء العد التنازلي لشهر رمضان المبارك . وقد تم ضبط مخطط عمل خاص يعتمد في الأساس على تأمين تحركات الأشخاص عبر جميع المواقع ، سواء بعاصمة الولاية أدرار أو المقاطعة الإدارية تيميمون ثاني أكبر تجمع سكاني بالولاية ، مع الرفع من عدد الدوريات الأمنية الليلية بالأحياء الشعبية ، لردع جميع التحركات المشبوهة في ترويج المخدرات والأقراص المهلوسة والمشروبات الكحولية ، وكذا السطو والاستيلاء على المنازل والمؤسسات الإدارية ذات الطابع العمومي والخاص وفق المعلومات المتاحة . ويعتمد الشرطة بأدرار في نشاطهم خلال المرحلة الجوية الحالية ، على احتلال الميدان و مراقبة جميع التحركات ، خاصة ما تعلق منها بالرعايا الأفارقة تحت الرقابة الأمنية التي تشرف عليها فرق التفتيش والمراقبة التابعة لمصالح الشرطة القضائية الإقليمية المتنقلة. من جانب آخر تم إسناد مهمة تأمين خلال المرحلة السالف ذكرها ، بالبلديات الحدودية على غرار تيمياوين و برج باجي مختار إلى عناصر الدرك الوطني ، حيث تم دعمهم بالعتاد اللازم من مركبات وشاحنات لنقل عناصر سلاح الدرك الوطني للتسهيل من مأمورية التدخل والتحرك . وبخصوص النقل خلال الشهر الفضيل ،أوضحت مصالح مديرية النقل بأدرار ، أنه سيتم تنظيم أوقات النقل بالنسبة للنقل الجماعي خلال شهر رمضان المعظم وتمديدها إلى غاية الواحدة صباحا اجباريا ، لتمكين المواطنين من قضاء انشغالهم ليلا ، خصوصا وان شهر رمضان سيتزامن مع فصل الصيف . كما كشفت ذات المصالح أنه سيتم استحداث مركز ولائي لمراقبة حركة المرور عبر البلديات ، ناهيك عن توحيد التذاكر بالنسبة لكافة وسائل النقل العمومي . كما شرعت مديرية النقل بأدرار في تطهير حظيرة النقل تدريجيا من المركبات القديمة التي تثير استياء كبيرا لدى المواطنين ، زيادة على خطرها البيئي ، غير أن سحب هذه المركبات من الخدمة مرتبط بوضع استراتيجية خاصة ، تضيف ذات المصالح ، حيث يتم تكثيف المراقبة التقنية التي من شأنها أن تحدد نوعية المركبات التي ستعمل ، أما الناقلون الذين تجمد مركباتهم من الحركة ، فانهم سيستفيدون من تحفيزات لتعويضهم أو استغلال مركبات أخرى ، غير أن الصيغة التي يتم بها التعويض لم تحدد بعد . من جهتها مصالح وزارة التجارة سطرت برنامجا خاصا بالشهر الفضيل ، حيث ستكثف من متابعة واقع الأسواق المحلية ، من حيث التموين بمختلف المواد الأساسية ذات الاستهلاك الواسع ومتابعة أسعارها ، والتكفل الجيد بالمهام التحسيسية والرقابة اللازمين ، وذلك لحماية جميع المستهلكين من أخطار التسممات الغذائية من جهته ، وضمان جودة المواد والخدمات المعروضة للاستهلاك وكذا شفافية ونزاهة المعاملات التجارية . اما مواقيت العمل خلال شهر رمضان الكريم ، فلم يتم بعد تحديدها من طرف المديرية العامة للوظيف العمومي ن حسب ما أفادتنا به بعض المؤسسات العمومية بالولاية ، غير أنه لا يستبعد أن يتم تحديد مواقيت العمل في المؤسسات والإدارات العمومية بأدرار بمناسبة شهر رمضان المبارك ، من الساعة السابعة والنصف صباحا إلى الثانية والنصف مساء ، بما في ذلك مراكز البريد المواصلات التي ستشرع ابتداء من العشر الأواخر من الشهر الفضيل في فتح مكاتبها ليلا لتمكين المواطنين من اقتناء لوازم وألبسة العيد ، كما كان عليه الحال خلال رمضان السنة الماضية . وعلى صعيد آخر ، تشهد ولاية ادرار هذه الأيام حركية تضامنية مكثفة تصنعها جمعيات خيرية ، تحسبا لحلول شهر رمضان المعظم ، وذلك من خلال تنظيم مبادرات تضامنية عديدة مع الفئات المحتاجة ، سيما القاطنة بالمناطق المحرومة . وفي هذا الصدد ، تقوم جمعية ناس الخير بجمع مساعدات إنسانية ومواد غذائية يتبرع بها المحسنون وتوضيبها في شكل طرود ، إضافة إلى إفطار عابري السبيل . من جهتها بادرت جمعية همسة أمل للخير التضامنية بتنظيم قافلة تحسيسية تتوجه خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل ، الى البلديات النائية على غرار طلمين ، المطارفه ، اولاد عيسى وغيرها ، بالتنسيق مع جمعية نادي اطباء وصيادلة المستقبل ، حول كيفية الوقاية والتعامل مع داء السكري وارتفاع ضغط الدم خلال شهر الصيام ، إلى جانب توزيع قفف رمضانية بقصور هذه الجماعات المحلية ، حسب عضو الجمعية بنبرا رمضان . بدوره سطر المكتب الولائي لجمعية كافل اليتيم برنامجا تضامنيا هاما بمناسبة شهر رمضان المبارك ، يتضمن انشطة تضامنية تتمثل في ، في توزيع عدد كبير من القفف الرمضانية التي لم يحدد عددها بعد ، كدفعة اولية على عائلات معوزة ، من خلال قوافل تتوجه لقصور بلديات ، فنوغيل ، تامست ، تمنطيط وعدد اخر من من العائلات التي تقصد مكاتب الجمعية وفروعها عبر مختلف بلديات الولاية ، استنادا لما أشار إليه رئيس المكتب الولائي للجمعية باحيدي عبد القادر . وفي هذا السياق وضعت جمعية أبواب الخير التضامنية برنامجا للقفة الرمضانية والإفطار الجماعي لعابري السبيل واليتامى ، ويتم خلاله توزيع أزيد من 200 قفة رمضانية يقول رئيس الجمعية عميره بوجمعه . أما جمعية شباب الخير بادرار ، فقد تساهم بدورها في جمع وتوزيع أزيد من 150 قفة رمضانية على العائلات المعوزة ، إضافة إلى تحضير مبادرة توفير ملابس العيد للأطفال والأيتام والمحتاجين .
