تعرف السيجارة الالكترونية انتشارا متوسطا بين المدخنين في وهران و الجزائر عموما رغم توفرها في الأسواق بشكل ملفت، حيث أنها بدأت تروج في السوق الجزائرية قبل سنوات قليلة فقط، إلا أن المدمنين على التدخين يحملون أفكارا مسبقة على انه يستحيل أن تكون هناك وسيلة أخرى قادرة على إقلاعهم عن تدخين السيجارة العادية غير الإرادة، و لعل ذلك كان سببا وراء قلة شعبيتها، و قبل أن نتطرق إلى أصداء و آراء الشباب و المختصون حول منافع و أضرار السيجارة الالكترونية يجب التعريف بها كمنتج و اختراع عبقري لمحاربة التدخين و علاج المدمنين عليه. جاءت السيجارة الالكترونية لتستعمل كبديل للسيجارة التقليدية و هي عبارة عن جهاز الكتروني له نفس شكل السيجارة العادية يعمل ببطارية تعمل بدورها على تحويل النيكوتين السائل إلى بخار يستنشقه المدخن، و من ميزاتها أنها لا تترك أي رائحة، و لا رماد، و لا دخان، أو لهب، كما أنها لا تحتوي على جميع المواد الكيميائية المضرة بالصحة مثل تلك المجودة في السيجارة العادية. و تختلف الآراء حول هذا المنتج الالكتروني الذي لا يزال الإقبال عليه محتشما بين قبول و رفض، فمن جهتهم يؤكد المسوقون فاعلية السيجارة الالكترونية في إقلاع المدمن عن التدخين كليا، فضلا على كونها لا تحمل أي أخطار على الصحة و أنها ساعدت الكثيرين من التخلص من التدخين و من المشاكل الصحية الناتجة عنه، كما اختلفت آراء الشباب الذين سألناهم عن هذا البديل الالكتروني للتدخين، و ذكر هشام البالغ من العمر 24 سنة انه جرب احد أنواع هذه السيجارة بعد أن سمع عنها و اقتناها من أحد المحلات المروجة لها بشكل مغري بوهران بمبلغ لم يتجاوز 2000 دينار و بعد تدخينها لفترة قصيرة اكتشف أنها لا تقل ضررا عن السيجارة التقليدية، لم يوضح استنتاجه لكنه قال أنه لم يشعر بتحسن، و ذكر حمزة شاب مدمن على التدخين أنه جرب نوع غالي من السيجارة الالكترونية وصل ثمنه إلى أكثر من 10 آلاف دينار، وذكر ميزات المنتج و فوائده على الصحة و لكنه أكد أن الإقلاع عن التدخين لن يكون إلا بالإدمان على النوع الالكتروني في حد ذاته و ذلك في مدمنون يجزمون بعدم فعاليتها... نظره يتطلب وقتا أطول، و أضاف خالد أن السيجارة الالكترونية لا تعطي للمدخن ذلك الشعور الذي يحصل عليه من التدخين العادي، و بالموازاة أشار بعض المدخنين إلى حالات نادرة جدا نجحت في الإقلاع عن التدخين بفضل تجربة السيجارة الالكترونية و لكن هذه الحالات كانت تحمل إرادة قوية في التوقف عن التدخين بعد ما ساءت أحوالهم الصحية. و في هذا الصدد أفاد السيد عادل طبيب عام أن هذا الاختراع لازال لم يأخذ حقه من الدراسة المعمقة التي تأتي على أساس التجربة و الاعتماد على عينات إلا أن الظاهر –حسبه أن السيجارة الالكترونية لا تحتوي على كل تلك المواد الخطرة و المسرطنة التي تحملها السيجارة الالكترونية و بالتالي فان حجم الخطر قد يقل، مضيفا أنها في الوقت ذاته قد تحول المدخن إلى مدمن على التدخين الالكتروني بدلا من الإقلاع بشكل نهائي على التدخين. و دعا الطبيب إلى ضرورة اللجوء إلى السلطات الصحية للحصول على الموافقة قبل استهلاك أي منتج له تأثير مباشر على الصحة، و من جهة أخرى كانت قد أجريت عدة دراسات عالمية حول فوائد و أضرار السيجارة الالكترونية منها من أكدت نجاعة المنتج في مكافحة ظاهرة التدخين دون أي أخطار صحية أو أعراض جانبية، و منها من خلصت إلى أنها أكثر خطورة من السجائر العادية و اعتمدت، هذه الدراسات عموما على تحليل دقيق لمركبات المنتج، و لم تؤخذ كنتائج لتجربة ميدانية على عينات أو حالات مجربة، و لذلك لم تسجل أي نتائج نهائية تحسم بفوائد أو أضرار استعمال السيجارة الالكترونية.
