عاش الجمهور الوهراني سهرة أول أمس بمسرح الهواء الطلق المرحوم حسني شقرون، أوقاتا سعيدة مليئة بالجمال، الفرجة والعبق الفني التقليدي المنبعث من عمق صحرائنا الشاسعة، حيث وبصوتهم الشجي وآلاتهم الموسيقية التقليدية وفرقة "القرقابو" المحترفة، أبدع كل من المعلم مجبر، المخضرمة حسنة البشارية وسعاد عسلة، في ليلة مليئة بالأصالة الصحراوية العريقة، فضلا عن كلمات قائدهم الموزونة والمعبرة عن التراث الغزير الذي تزخر به الجزائر، وكانت الساعات التي قدم فيها هؤلاء الفنانون الثلاثة فرصة للعائلات الوهرانية لاكتشاف المؤهلات الفنية التي تتميز بها هذه الكوكبة من المبدعين الذين ينحدرون من صحرائنا الغالية، وكيف استطاع كل واحد منهم الوصول إلى النجومية والتعريف بهذا الفن العريق، بفضل خبرتهم وموهبتهم الفائقة، لاسيما المغنية المخضرمة، حسنة البشارية التي كانت نجمة السهرة بدون منازع، بفضل صوتها الرخيم، وتحكمها المذهل في آلة القمبري، إذ بدت سعيدة على ركح مسرح المرحوم حسني شقرون، وهي تلتقي عشاقها ومحبيها الذين تفاعلوا معها، وعشقوا أغانيها التي أدتها سهرة أول أمس. ونفس الأمر بالنسبة للمغني المتألق المعلم مجبر والأنيقة سعاد عسلة التي كانت هي الأخرى في الموعد ولم تخيب جمهورها الذي أبى إلا أن يحضر إلى المسرح، لمشاهدة هذه الفنانة بلباسها الصحراوي التقليدي وفرقتها التي قدمت ديكورا وكوكتيلا متنوعا من أغانيها القديمة التي اشتهرت بها وحتى جديدها الذي أعجب كثيرا العائلات الوهرانية الحاضرة من بينهم بعض المغتربين الذين يقضون هذه الأيام فصل الصيف بالكورنيش الوهراني.