يشهد شاطئ "وادي القصب" بسكيكدة اقبالا كبيرا من قبل المصطافين بكل شرائحهم الاجتماعية، لا سيما العائلات، و من كل أنحاء الوطن خلال موسم الاصطياف، ويقع هذا الشاطئ الحضري في مكان منخفض بعشرات الأمتار على جانب الطريق المزدوج الوحيد الذي تسلكه كل السيارات بين سكيكدة و فلفلة والذي خصصت فيه أجزاء كبيرة لتوقف المركبات بشكل يمكن الزائرين من الاستمتاع بتلك المناظر الجميلة و الخلابة، التي تصنعها الألوان والأشكال المختلفة للمظلات الكبيرة والمتنوعة المنصوبة في الأماكن المفتوحة للسباحة على امتداد الشاطئ والتي لا يصل المصطافون إليها إلا باستعمال سلالم. وأول ما يجلب الزائر لهذا الموقع الجميل من الشريط الساحلي لولاية سكيكدة، و الذي يمثل امتدادا لشواطئ العربي بن مهيدي المعروفة باسم "جان دارك" هو وجود نوعين من الأماكن المخصصة للسباحة، الأولى عبارة عن أماكن عمومية، أما الثانية فهي عبارة عن مربعات محددة لمساحة ب 100 متر على 50 مترا تابعة لمستثمرين خواص استفادوا منها بموجب عقود امتياز. وتشير التقديرات إلى أن الرقم قد يتجاوز 5 ملايين مصطاف وسائح هذه السنة بكل شواطئ سكيكدة، انطلاقا من المرسى شرقا وصولا لواد الزهور غربا والتي يصل عددها ل 23 شاطئا بزيادة بلغت أربعة شواطئ خلال هذا الموسم ، بسبب الثراء الطبيعي الذي تتميز به المنطقة، التي تتنوع بين الشواطئ الصخرية والرملية، كما أن عدد منها مفتوح على العمران في حين يتوغل عدد آخر في الغابات والتلال لدرجة تعانق فيه أمواج البحر اخضرار الجبال في منظر خلاب وساحر قلما تجده في أي منطقة ليس في الجزائر، فحسب بل في العالم أيضا، بالإضافة للشواطئ التي توحي بالانعزال من خلال تواجدها في مناطق مغلقة والتي باتت تنافس الشواطئ الشهيرة بالولاية باعتبار أن عدد من المصطافين سواء كانوا من العائلات أو جماعات الأصدقاء يحبذون الابتعاد عن صخب المدن وحتى صخب الشواطئ المكتظة، ومن بين الشواطئ التي يضعها المصطافون والسياح على قائمتهم نذكر شواطئ عاصمة الولاية وتحديدا مدينة سكيكدة المتمثلة في الجنة، ميرامار، القصر الأخضر، سطورة والتي تشتهر بأنها ملاذ زوار الولاية والشواطئ الممتدة على طول ساحل العربي بن مهيدي ببلدية سكيكدة وصولا إلى بلدية فلفلة دون أي حاجز طبيعي أو اصطناعي، ما عدا الشواطئ التي استفادت منها الفنادق على غرار فندق كل من روايال توليب و السلام وكذا شواطئ الامتياز التي لم تنته عقودها بعد، شواطئ قرباز ببلدية جندل محمد سعدي، شواطئ سيدي عكاشة، كهف فاطمة، الرميلة، المرسى بشرق الولاية، الشاطئ الكبير، واد بيبي، مرسى الزيتون، عين دولة، تنمارت، أم القصب بغرب الولاية . ولعّل الامتياز الكبير الذي تحصل عليه المصطافون هذه السنة هو مجانية الدخول لها على طول السواحل المسموحة بالسباحة ، يأتي هذا بعد أن أغلقت أفضلها في وجوههم خلال السنوات الماضية، بسبب اختيارها كشواطئ امتياز من قبل المستثمرين، وقبلهم سماسرة الشواطئ الذين يفرضون منطقهم على المصطافين من خلال احتلال مساحات، أما اليوم بات بمقدور أي مواطن اقتناء شمسية والانطلاق نحو البحر، وهو ما يحصل في الوقت الراهن من خلال توافد أعداد كبيرة من السكان و السياح على شواطئ الولاية، و منها شاطئ وادي القصب بفلفلة، الذي سجل إقبالا كبيرا للمصطافين، من مختلف أنحاء الوطن، خلا موسم الحالي، نظرا لنطاقته و توفره على كل المرافق الضرورية.