اندثر زمن الأجداد جملة قالها لنا مجموعة من الشباب القاطنين بالقرى لما سألناهم عن طريقة العيش بالبادية وهل هي كما كانت عليه في السابق أم ذهبت مع من ذهبوا ،والعينة كانت دوار أولاد بسادات القريب من مدينة تيغنيف فعند ولوجك إلى الدوار تجد كل النساء في بيوتهن وعدد قليل من الأطفال يلعب فلما تسال أين هن النسوة فتجاب بأنهن في البيت يطبخن. يعني أن الكوشة كما يسميها أصحاب البادية أو فرن الحطب الذي كان يجتمع عليه النسوة في الخارج صباحا من أجل طهي خبز القمح أو الشعير فقد تم توديعه منذ زمن التسعينات ولم يعد له مكان حسب بعض العائلات التي قالت بان المتاعب المادية و الجسدية هي من كانت وراء التخلي عنه واللجوء إلى خبز الخباز الذي يعد حسبهم اقل تكلفة وبدون تعب أما حسب بعض العائلات فقد احتفظت بفرن الحطب بالقرب من مساكنها لكن لا يشتغل فقط فقد أبقت عليه استنادا لمقولة نقرى للزمان عقوبة مصرحة في هذا الشأن بأنها لم تقم بهدم الفرن كما عملت العديد من العائلات كاحتياط في حالة ما إذا لقت الأسرة صعوبات في شراء خبز المدينة كما يسمونه هنا تضطر الأسر إلى التوجه إلى الأصل، وفي هذا السياق ذكرت لنا العائلات معاناتها الأخيرة مع سوء الأحوال الجوية والثلوج التي قطعت عنهم الطرقات وجعلتهم يحلمون بالخبر حيث استنجد البعض منها بخبز الشعير المطهو في فرن الحطب ومنذ ذلك الحين تقول السيدات بان الفرن مغطى أو بالأحرى مغلق إلى حين الحاجة الملحة إليه ، وبخصوص طريقة الطهي فقد أشارت النسوة إلى أن العديد من العائلات لاسيما التي يتضمن عدد أفرادها الجدات أو الأمهات من كبار السن لا يزلن يستعملن بعض الطرق التقليدية في الطهي وتحضير العديد من المستلزمات المستعلمة للطبخ بأيديهن على غرار الطماطم المصبرة التي أشارت بعض السيدات بأنها لم تقم باقتنائها يوما وإنما تقوم بعملية طحن الطماطم في الفترة الصيفية لما ينخفض ثمنها وتقوم بتخزينها في قارورات وبكميات كبيرة يمكن أن تكفيها لمدة السنة وتضيف معها الفلفل الأحمر الذي تقم النسوة بتجفيفه جيدا و طحنه لتتحصل على تابل الفلفلة الحمراء من هنا تقل الأمهات بأنهن قد تخلين عن الطماطم المصبرة بخلطة الطماطم الطازجة المطحنة بالإضافة إلى الفلفل الأحمر المجفف والمهروس ، هذا وقد أضافت بعض العائلات إلى أنها لاتزال تقوم بتربية الدجاج والاسترزاق و الطهي والتداوي ببيض العرب كما يسميه أهل البادية ، من جهة أخرى ومن بين الوصفات التي لم تندثر بعد وإنما هي في طريقها إلى ذلك حسب سكان الدوار هي الروينة التي تستعملها الأمهات من اجل إطعام أطفالهن و حتى الكبار لما فيها من فوائد كبيرة وهي تتكون حسبهن من القمح المطحون جيد ا والماء والسكر ،وكذا طبق الرقاق الذي أضحى السكان يستعملونه فقط في المناسبات عكس ما كان عليه في الماضي أين كانت العائلات تقول ربات البيوت تقوم بتحضير هذا الطبق أحيانا مرة في الأسبوع نظرا لمحبوبيته لدى أفراد العائلات حاله في ذلك حال الكسكسي الذي هو الأخر بات يزور العائلات القروية من حين الى أخر ،في المقابل فقد كان لجنس الرجال القاطن بالبادية كلمته في الموضوع حيث تأسف عن تخلي العائلات الريفية عن أصالتها من خلال الحفاظ على عاداتها وتقاليدها في الطهي بالمكونات الطبيعية والتي كانت سبب عدم انتشار الأمراض والأوبئة التي ظهرت في السنوات الأخيرة كما تحسروا على مزاحمة أهل البادية لأصحاب المدينة في شراء الخبز من المخابز وكذا دخول عالم البيتزا والأطباق الجاهزة.