خلال إشرافه على مراسم إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة: لعقاب يدعو النقابات المهنية للصحافيين للعب دور إيجابي    بلعابد يؤكد بأن مواضيع الاختبارات لن تخرج عن الدروس المقدمة: أزيد من مليون ونصف المليون مترشح لامتحاني البكالوريا والتعليم المتوسط    لعقاب يبرز الانجازات المحققة في القطاع ويؤكد: على الإعلام لعب دوره في الذود عن مصلحة وسيادة الوطن    الجزائر/موريتانيا : افتتاح الطبعة 6 لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط    تجسيدا لقرار الرئيس تبون: وصول مجموعة أخرى من الأطفال الفلسطينيين الجرحى للعلاج بالجزائر    عنابة: ربط ذراع الريش بنظام الكاميرات والحماية عبر الفيديو    موعد غينيا اتضح في انتظار مواجهة أوغندا: الكاف ضبطت رزنامة مواعيد شهر جوان    تعيين برباري رئيسا للوفد الجزائري في أولمبياد باريس    الفاف تبنت مبادرة الصلح: رفع قرار حظر تنقل السنافر وأنصار مولودية الجزائر    إعلام قوي للذّود عن مصلحة الوطن    الجزائر تستقبل دفعة ثانية من الأطفال الفلسطينيين    قسنطينة : وفاة طفل غرقا في بركة مائية ببني حميدان    الوادي: ضبط 3 مشتبه بهم في جريمة قتل شخص    تفاعل واسع مع رحيل جوهرة الساورة حسنة البشارية: عميدة موسيقى الديوان توارى الثرى    جيجل: إحياء الذكرى 42 لوفاة محمد الصديق بن يحيى    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    صالون دولي للسيارات والابتكار من 23 إلى 26 ماي بقسنطينة    رحيل سفيرة موسيقى الديوان حسنة البشارية    حان الوقت لرفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    أكثر لاعب أنانيٍّ رأيته في حياتي!    حيماد عبدلي مطلوب في نادي نيس الفرنسي    "الفاف" تطلق مبادرة "صلح كروية" وتتوعد الحكام    في خطابه له أمام نقابيي الاتحاد العام للعمال وأحدث صدا،الرئيس تبون : نجدد تمسك الجزائر بالطابع الاجتماعي للدولة ولن نتخلى عنه    القضاء على إرهابي و قبض عنصري دعم    سكيكدة ولاية نموذجية في برنامج تعاون دوليّ    وضع شاطئ "الكثبان" على طول 7 كلم تحت تصرف المصطافين    اقتناء 4 شاحنات ضاغطة لجمع النفايات    مصالح الدولة في مهمة بلوغ "صفر حرائق" هذا الصيف    الموافقة على اعتماد سفيرتي الجزائر بسلوفينيا وإثيوبيا    صحفيو غزة.. مئات الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل القضية    دبلوماسيون ومتعاملون أجانب: رغبة في تطوير المبادلات    إطلاق مسابقة أحسن صورة فوتوغرافية    دعوة لصيانة الذاكرة من التزييف والتشويه    معرض للمنتجات الجزائرية بنواكشوط    توقيع 3 اتفاقيات بالصالون الدولي "لوجيستيكال"    حراك الجامعات المؤيّد لفلسطين يتوسّع..    تمثيلية جبهة البوليساريو بإيطاليا تنظم يوما تكوينيا لمرافقي الأطفال الصحراويين خلال الصيف    السيد العرباوي يحل ببانجول للمشاركة في أشغال قمة منظمة التعاون الإسلامي    بن طالب ينافس أوباميانغ على جائزة أفضل لاعب أفريقي في فرنسا    دراجات/ طواف البنين الدولي: الجزائري ياسين حمزة يفوز بالمرحلة الرابعة    الاتحاد الأوروبي سيمول 7 مشاريع للطاقة عبر "بنك الهيدروجين"    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي : الجائزة الكبرى "الغزالة الذهبية" من نصيب الفيلم الاسباني "ماتريا"    دعا لها مشاركون بندوة علمية بسطيف.. ضرورة بناء وتكوين قدرات فعالة في إدارة المخاطر محافظة على الموروث الثقافي    الاهتمام بالتكوين ضروري لتحسين أداء الأفواج الكشفية    النفط يتأرجح بين توقعات أوبك+ ومخاوف بشأن بالاقتصاد الأميركي    مشاركة قرابة 20 ولاية في المعرض الوطني للفنون والثقافات الشعبية    البرلمان العربي: الصحافة العربية لها دور ريادي في كشف جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال الصهيوني استهدف منزلا برفح    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    تيارت..هلاك ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في حادث مرور    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتيات تحت العشرين مدمنات على الإنترنت و الهاتف النقال و ينتظرن فارس الأحلام
نشر في الحياة العربية يوم 17 - 10 - 2011

فتياتنا تحت العشرين يقفن على عتبة الحياة العملية، وينتظرن خطواتهن الأولى نحو الواقع وتبعات المعيشة، ولكن رؤيتهن حتى ذلك السن للحياة غالبًا ما تكون حالمة، وأمنياتهم وردية، فهن يحلمن بالتفوق في الدراسة ليصبحن ذوي مراكز مرموقة، أو ليقدمن خدمات جليلة لبنات جنسهن.. وعلى استحياء وخجل منهن من يحلمن بحياة زوجية سعيدة.. وبعريس ذي ملامح وصفات نادرة..أمنيات الفتيات وكيف ترسم مستقبلهن هذا هو ما نناقشه في هذا التحقيق:
في البداية تقول هند علي 18 سنة، طالبة بالمرحلة الثانوية-: إن أمنيتي للمستقبل هي أن أتفوق في دراستي، وأحصل على مجموع كبير يمكنني من الالتحاق بكلية الطب التي طالما حلمت بالتخرج فيها؛ لأصبح طبيبة نساء وتوليد؛ وأرى أن هذا التخصص خاص جدًا بالسيدات، ويتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية في الحفاظ على خصوصية المرأة وعدم اطلاع الرجال على عوراتها حتى لو للتداوي والعلاج.
وكذلك حلم فاطمة ابنة الستة عشر عاماً أن تدرس الطب ، وهي أمنية طالما داعبت مخيلتها منذ كانت في مهدها، تقول هذه الفتاة التي التقيناها بعد انتهاء الدوام المدرسي في ساحة مدرسة أحمد شوقي الثانوية للبنات بغزة: منذ الصغر وأنا أحب مهنة الطب، وطالما مارستها أثناء اللعب مع الشقيقات والصديقات.وتتابع أنها تحاول جاهدة لأن تبقى على تميزها في الدراسة؛ لتتمكن من الحصول على المعدل الذي يؤهلها لدراسة الطب، تصمت قليلاً وترسم على وجهها ابتسامة تؤكد أن أمنيتها تلك على المستوى الشخصي، بينما أمنياتها على المستوى العام كبيرة ومتعددة بتعدد آلام شعبها، تتمنى أن يغدو الطريق إلى العالم أسهل بعد فتح معبر رفح للفلسطينيين جميعهم وليس للمرضى والحالات الإنسانية كما هو الحال حاليا، وتتمنى أيضاً أن تعود مشاعر الألفة والتوافق بين الفلسطينيين، وأن يزول الاحتلال وتتحرر القدس للتمكن من زيارتها والصلاة في المسجد الأقصى.
حياة زوجية سعيدة:
أما نهى -20 سنة حاصلة على شهادة تقني تجاري- فترى أن التعليم والعمل والاجتهاد والطموحات العلمية غالبًا ما تكون أمنيات ثانوية أو غير أساسية في حياة الفتاة، لأنها من الممكن أن تستغني عن كل تلك الأمور في حالة زواجها مع تزايد مطالب الزوج وحاجات الأولاد وخدمات المنزل، وبالتالي فإن الأمنية الأساسية لدى الفتيات دائمًا ما ترتبط بالزواج وشكله المستقبلي، ومواصفات العريس الذي كان يطلق عليه في الماضي فارس الأحلام، وفارس الأحلام ليس موجودًا حاليًا وإنما هو عريس والسلام.
وتقول نهى إنها لا تستطيع أن تمنع نفسها من أن تتمنى وتحلم بحياتها في المستقبل، ومن أن ترسم ملامح زوجها، وتتخيل شكل منزلها ولون سيارتها وأسماء أولادها، ولكنها سرعان ما تفيق على الواقع من حولها فمستقبلها سيكون كأختها الكبرى مليء بالأزمات المالية، والمشاكل الزوجية، وشريك حياتها أبعد ما يكون عن تلك الملامح التي تمنتها في يوم من الأيام حتى أولادها اعتادوا العناد والشقاوة.
حياة بلا منغصات
وتبدو أمنيات إيمان، 18 عاماً، لا حدود لها، فهي متطورة بتطور الأوضاع حولها، تتمنى الفتاة بين طرفة عين وأخرى تستوي كل موازين الحياة، لتصبح في مجتمع مثالي فلا تجد مكاناً للغش والكره والحقد في نفوس البشر، وتجد السعادة والأمل غامراً لوجوه الفلسطينيين جميعهم المنهكين فقراً وظلماً واحتلالاً.
تحلم أن تعودا يوماً لمدينة يافا وبيت أجدادها وأن تنعم بالحرية، تقول إيمان :تلك أحلام وأمنيات قد يشترك فيها معي كل من هو فلسطيني ولكن أمنياتي الخاصة تتلخص في إنهاء الثانوية العامة بنجاح لاستكمال الدراسة الجامعية، ومن ثمَّ الحصول على وظيفة محترمة؛ لتقوم بدورها في تنمية المجتمع. ولا تنفي أنها تحلم بأن تجد زوج المستقبل لتبني معه أسرة ملؤها الحب، وتنجب أطفالاً يكونون لها قرة عين في الدنيا والآخرة، وتستكمل: أحلم أيضاً أن تنتهي أزمات حياتنا في قطاع غزة، كأزمة الكهرباء، وأزمة الغاز، وأزمة السفر وأزمة البطالة وأزمة الفقر. تحلم الفتاة أن تعيش بلا منغصات تثقل قلبها وفكرها.
الإبداع عبء .. والحلم بتحقيقه سراب
تجمع الحياة – لا سيما الاجتماعية – متناقضات متعددة، حيث تعاني الحياة الاجتماعية اضطراباً بين الاستقرار والتوتر .. بين السلوكيات السوية والظواهر الخطرة ..فارتفاع معدلات الطلاق وزيادة المشاكل الأسرية ، وإهمال الوالدين لتربية الأبناء ترك المجال واسعاً للأبناء ومنهم الفتيات لكي يصنعوا عالمهم الخاص وفق رؤيتهم ، وقد يكون هذا العالم مليئاً بالشرور وقد يكون عالماً خيراً .. ذلك راجع إلى ثقافة الفتاة وتربيتها ونظرتها للحياة ..ومن هنا نكتشف أن لكل فرد في الأسرة عالمه الخاص فهناك شريحة من الفتيات – وفق دراسة علمية – انكبت على نفسها وانزوت أمام الحاسوب لتفرغ هواياتها ووقت فراغها الطويل تصنع أصدقاء جدد .. تتحاور معهم أو تتناول المعارف الجيدة أو الرديئة .. المهم أنها تعيش حياتها فيه .. ولا شك أن لذلك منافعه ومضاره .
شريحة ثانية تعيش استقراراً أسرياً نادراً وتعيش في كنف الوالدين تخطط لمستقبلها تحت إشراف والديها وتهتم بدروسها الجامعية أو المدرسية أو تهتم بمهنتها وتحاول الإبداع فيها لكن غالباً ما تقابلها العقبات .
فالطالبة الجامعية س.أ : تدرس العلوم السياسية وتهوى الرسم تقول : إنها تشعر بغصة وتنظر إلى المستقبل بتشاؤم ، وترى أن الفتاة صاحبة الموهبة والإبداع لا تملك حق الحلم .. مجرد الحلم .. وهي بذلك واقعة بين شقي رحي .. إذ لا تستطيع التخلص من حالة الإبداع من جانب ولا تستطيع تحقيق حلم إبداعها من جانب آخر ولذا أصبحت موهبتها عبئاً عليها .
أما الفتاة ه.ج : تتفق مع زميلتها وتضيف أن المجتمع لا يحسن التعامل مع الموهوب ، فإذا برزت علامات الذكاء على تلميذة في الفصل الدراسي – مثلاً – بدرجة عالية عن زميلاتها فإن المسؤولين عن المدرسية يحارون في كيفية التعامل معها ، رغم أن هناك أسس علمية للتعامل مع هذه النوعية من الذكاء وتشير إلى أن الغريب أن وزارة التربية تخصص مراكز للأطفال بطيئي التعلم أو ذوي الاحتياجات الخاصة بينما لا تخصص مراكز خاصة للموهوبين وتخلص قائلة : يبدو أن المطلوب من الموهوب التأقلم مع المجتمع بهذا الوضع وإلا قيل عنه إنه مشاغب وتؤكد : نحن نريد فقط الدعم المعنوي .
شريحة أخرى من الفتيات افتقدت عالمها داخل الأسرة التي تصدعت أركانها بسبب الطلاق أو الخلافات فوجدت عالماً أرحب في المخدرات وما يتولد عنها من انحرافات أخلاقيةوهذه الشريحة كما يقول الكاتب عصام الفليج فأن علماء التربية وعلم النفس والاجتماع أرجعوا رنحرافها إلى ضعف الوازع الديني أو أصدقاء السوء .
أما الشريحة الأغرب فهي تلك التي تعاني الترف المفرط في السلوك فلجأت إلى سلوكيات غريبة .. فقد لا يكون إدمان الإنترنت مستغرباً أما إدمان الهواتف النقالة – مثلاً – فكثير من الفتيات أصبحن ينتظرن كل يوم الجديد في الهواتف النقالة وفي نغماتها الجديدة التي بلغت 700 نغمة .يقول عباس علي صاحب مكتب لبيع الهواتف إن مكتبه يشهد ازدحاماً كبيراً لطلب خدمة إدراج النغمات المتنوعة .
ويوضح أن الشباب – لا سيما الفتيات – هم أكثر الزبائن طلباً لهذه الخدمة .لكن ربما تنزوي تلك الهوايات أمام هواية جديدة وغريبة لدى عدد من الفتيات وهي إقدامهن على التحرش أو مغازلة الشباب لمجرد التحرش – كما تقول ش.ص : دون أن يكون القصد تكوين علاقة .وبين هؤلاء جميعاً تقف شريحة شكلها المجتمع بثقافته وتربيته وطريقة إدارته للحياةهذه الشريحة مصابة بانعدام الثقة والخوف من المستقبل وتوقع المفاجآت دائماً لذلك يتردد أفرادها في اتخاذ أي قرار لأنهم أصيبوا بضعف المقدرة على التخطيط للمستقبل .
خطوات مهمة لننقل الأمنيات إلى أرض الواقع
يوضح د. محمود القلعاوي - المستشار التربوي – أن المسلم عموماً لا يستطيع أن يعيش من غير أمنيات. فالأمنية أمر مشروع حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته رواه أحمد، وحسنه بعض العلماء وضعفه بعضهم.
ونرى أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه ذات يوم: تمنوا، فقال رجل: أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله، ثم قال: تمنوا، فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤًا وزبرجدًا وجوهرًا أنفقه في سبيل الله وأتصدق. ثم قال: تمنوا. فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين. فقال عمر: أما أنا فأتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالاً مثل أبي عبيده بن الجراحأورده المتقى الهندي في كنز العمال نقلا عن ابن سعد. أما عمر بن عبد العزيز فقال: إن لي نفساً تواقة، ما تمنت شيء إلا نالته، تمنت الإمارة فنالتها، وتمنت الخلافة فنالتها، وأنا الآن أتوق للجنة وأرجو الله أن أنالها أورده السيوطي وعزاه للبيهقي.ويضيف د. محمود أننا إذا ما انتقلنا للفتاة فنقول: إن مرحلة الشباب وما قبلها أجمل فترة من فترات عمر الإنسان.. حيث يخططن ويفكرن كيف ستكون حياتهن المستقبلية.. في مرحلة مفعمة بالأحلام والأفكار والأمنيات. فالفتاة تفكر بمستقبل واعد وترسم أمامها أحلامها .. غد أفضل .. غد يحمل الأمل والأفضل .. ولكن حتى ننقل هذا الطموح وتلك الأمنيات إلى أرض الواقع فلابد للفتيات من أن:
أولاً: يضعن أمنياتهن وأحلامهن نصب أعينهن تمامًا.. وهنا يجب أن نؤكد على أن تكون الأمنية نافعة ومفيدة، وبالطبع مشروعة المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله. ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله. وما شاء فعل. فإن لو تفتح عمل الشيطان رواه مسلم.
ثانيًا: لا بد من إصرار وعزيمة لتحقيق طموحاتنا مهما كانت صعبة، وعلى الفتاة أن تبذل طاقتها وجهدها لتحقيق حلمها وأمنيتها، وألا تيأس إذا ما فشلت في تحقيق طموحها في محاولاتها الأولى. بل تعيد الكرة مرة بعد مرة.
ثالثاً: من الأمور المهمة أن نسأل أهل الذكر وذوي الخبرة في المجال الذي نريد الوصول فيه، ومن المهم جداً أن نضع في اعتبارنا أن عدم تحقق أمنياتنا ليس من سوء الحظ وقد يكون خير لنا. فهي أقدار الله.. والله لا يقدر إلا الخير وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَسورة البقرة.
دور الأهل والمدرسة عظيم في تحقيق أمنيات الفتيات
أما عن دور المدرسة والأهل في تحقيق أمنيات بناتنا فيشير د. محمود إلى أن مهمتهم عظيمة. فكلامها قد يقتل هذا الطموح وقد ينميه ويخرجه للنور. فالإثابة والتشجيع والتحفيز عوامل أساسية تفتح لفتياتنا سبيلا من أعظم سبل تربية المبدعين.. وتفجر بداخلهم الطاقة والعزيمة؛ من أجل تحقيق الذات والوصول للأمنيات وتحويلها لواقع معاش.
في بحث أجري على عينة من الطالبات تبين أن :
60 % من المشاركات في البحث سعيدات لوجودهن مع عائلاتهن أو لتفوقهن في الدراسة أو لتمتعهن بالصحة أو العافية.أما غير السعيدات 32 % فيرجع عدم سعادتهن إلى المشكلات الأسرية والخوف من المستقبل وما ارتكبنه من ذنوب ومعاص . 67 %من الفتيات تأثرن بقدوات صالحات من النساء لاتصافهن بالحكمة والعقل وتدينهن وحسن معاملتهن للأخريات.فيما تأثر 34 % بقدوات غير صالحات لأنهن حققن نجاحاً دنيوياً أو لأنهن قدمن إليهن جميلاً.ويقضي 20 % من فتيات العينة أوقات فراغهن في قراءة القرآن والكتب الدينية ومساعدة الأم في الأعمال المنزلية وزيارة الأقارببينما يقضي 33 % منهن أوقات فراغهن في قراءة القصص والمجلات ومشاهدة التلفاز وسماع الأغاني .والباقي يقضينه في خليط من النشاطات الإيجابية والسلبية .على مستوى هموم الواقع والمستقبل ينشغل 73 % من الطالبات بالتفكير في التخرج والعمل والزواج ويخشين من التقصير في حق الله، أما النسبة الباقية فينحصر همها في التخلص من الدراسة وأن تصبح امرأة لها شأن وشهرة .
الاهتمامات الثقافية للطالبات جاءت متباينة ذلك أن :
69 % منهن يطالعن القصص الخيالية ويتابعن أخبار العالم وأحداثه السياسية
فيما يطالع 31 % الكتب الدينية والعلمية والنسوية .تكوين الصداقات يخضع لمعايير اختيار الصديقة بين 74 % من الفتيات ، ومن أهم هذه المعايير أن تكون تلك الصديقة مخلصة وأمينة وصادقة .نسبة الفتيات اللائي يرتدين عباءة على الكتف بلغت 62 % من العينة وسوغن ذلك بأن هذا النوع من العباءات مريح و أكثر سترة لأنه يمكن التحكم في إغلاقها تماماً .والنسبة الباقية يرتدين عباءة على الرأس ولأنها أكثر ستراً واحتشاماً للمرأة .وقد تمتع 46 % من الفتيات بعلاقات أسرية قوية نظراً للتفاهم بين الوالدين وقوة الترابط بين أفراد الأسرة.بينما تمتع 44 % منهن بعلاقات أسرية متوسطة القوة بسبب انشغالهن في الدراسة وعمل الوالدين خارج المنزلفيما عانى 10 % منهن من علاقات أسرية ضعيفة بسبب وجود زوجة الأب وعدم التفاهم بين أفراد الأسرة .
هكذا تحدثت الفتيات
تقول هاجر 18 سنة : أكثر ما يشغل تفكيري وأحلم به هو النجاح فأنا أدرس الآن في آخر مرحلة من الثانوية العامة التي من خلالها يتحدد بها مستقبلي .أمي قدوتي في الصبر وتحمل المشاق ومعلمتي قدوتي في اتزانها وإخلاصها لعملها ومحبتها للآخرين وعطائها وصديقتي قدوتي حين أراها تقف معي في وقت الشدة قبل وقت الرخاء تعبيراً عن وفائها لي .هيفاء طالبة في المرحلة الثانوية : هناك سؤال يتردد في ذهني وذهن كل واحد من جيلي وهو لم لا تصارح الفتاة أمها بما يشغل تفكيرها ؟وإجابته قد تهم كل أم ولها نقول : إنه الخوف .
نعم خوف الفتاة من أن تتعرض للكلام الجارح أو ربما الضرب وللأسف فاللوم دائماً يقع على عاتق الفتاة دون أن تلام الأم لأنها أهملت بيتها وانشغلت عن فلذات أكبادها بالزيارات والحفلات والمكالمات الهاتفية والصديقات أما إهمال الوالد فحدث عنه ولا حرج . هاتوا لي فتاة يجلس معها والدها ويستمع إليها ويناقشها ويوجهها فهو يكل ذلك إلى الزوجة ، وربما لا يتابعها في هذه المهمة .الفتاة تعيش فراغاً قاتلاً بعضهن ملأه بمتابعة الموضة والحديث عن فلانة وكيف ظهرت في آخر حفل وماذا ارتدت وهل كان فستانها لائقاً عليها وفوق هذا كله يقتدين بممثلات السينما من حيث اللبس وقصة الشعر وطريقة الرقص وإشغال اللسان بالأغاني الماجنة .
بدور 17 سنة تلقي باللائمة على الأمهات لما يعانيه الفتيات وتقول : إذا أردتم معرفة ما تفكر به الفتاة وفيم ترغب وبأي شيء تحلم ألقوا نظرة سريعة على مجالس النساء اللواتي يكبرننا سناً فلن تجدوا غير الحديث عن الأسواق والأزياء والحفلات التي أقيمت أو تقامèناهيك عن الأحاديث الخاصة عن مشاكلهن الزوجية .إن اهتمام الفتاة ينبع من الوسط الذي تعيش فيه وإذا كان واقع نسائنا كما ذكرت فلماذا نستغرب أن يكون واقعنا نحن الفتيات على شاكلته .
أتذكر أن المجالس النسائية التي كانت تعقد في بيتنا انشغلت مرة بالمشاركة في المسابقات العلمية .وكان لذلك أثر طيب علينا نحن الفتيات فقد أكسبتنا تلك الأيام معلومات ثمينة وغيرنا بما نمط حديثنا المتكرر ولكن سرعان ما تلاشت هذه البادرة وعدنا لما كنا عليه .وتشاركها سمر.م 15 سنة الرأي فتقول : مشكلتي أن الجميع وخصوصاً أبي وأمي يعاملونني على أنني ما زلت طفلة مع أنني أعرف أشياء قد لا يعرفها الكبار ولي وجهة نظر خاصة في الحياة .. لكنني لا أجد من يسمعني من الكبار فألجأ إلى أصدقائي ..أما زميلتها س.ط طالبة جامعية فلها أسلوب خاص في الحياة : أحب الاكسسوارات والملابس الملفتة للنظر .. أعشق الضجيج والحركة والأشياء غير التقليدية .
وعلى الدرب نفسه تسير ر.الصواف 19 سنة : أهم شيء عندي سماع الأغاني وقراءة القصص الغرامية وأحب ارتداء الملابس الملفتة الغريبة .. أما الجوال والنظارة فتمنحني ثقة وتميزاً .. وأحاول خلسة التعرف والتحدث مع الشباب عبر التليفون أو عبر الإنترنت .
وإلى نمط الحياة نفسه تنتمي ر.س التي تقول : أحب قراءة القصص البوليسية وحل الألغاز ومشاهدة الأفلام الأجنبية .. وأفضل مهاتفة الأولاد عن البنات .
وهذا الأمر لا أذكره لأبي ولا لأمي لأنهم لا يحبون ذلك .. لكنهما مشغولان بالهموم المادية ومسؤولياتهم الأخرى .. ولا يعرفان كثيراً عن حياتي ..مي. م 18 سنة : أمي مديرة مدرسة .. تلقي علي وابلاً من الأوامر .. وأنا أظهر طاعتي لها لكنني أفعل خارج البيت ما يحلو لي .. في الجامعة أضع المساحيق في حجرة الطالبات وأحياناً أذهب إلى رحلات يومية مع الأولاد والبنات بدون علم أسرتي لأن قيودهم تزعجني .. وفي نفس الوقت لا يسمعون جيداً أو يهتمون بآرائي .
السلوكيات التي نرفضها من فتياتنا قد تكون حصاد ما زرعته أيدينا وما أكثر ما يؤكد ذلك في واقعنا :
أم جهاد ربة منزل تقول : ابنتي في الرابعة عشرة من عمرها وقد لاحظت في الآونة الأخيرة أنها عندما تتحدث عبر الهاتف تخفض صوتها أو تغلق عليها حجرتها .. استدرجتها حتى عرفت أنها مشغولة عاطفياً بأحد أقاربنا من الشباب وقد حكيت لوالدها الذي عنفها بشدة ومنعها من الحديث عبر الهاتف وفرض عليها مزيداً من الرقابة .. ومنذ ذلك اليوم وابنتي لا تبوح لي بسر خاص بها .. بل أراها شاردة وتنفر مني أحياناً ..ص.س زوجة عاملة تقول : كنت دائماً مشغولة بعملي خارج البيت وأعود منهكة لأقوم بالمهام المنزلية ، وقد حققت مع زوجي لأولادنا مستوى اجتماعياً واقتصادياً طيباً .. وكانت ابنتي دائماً تحاول أن تتحدث معي وتحكي لي عن صديقاتها وما تمر به في المدرسة أو عن أحلامها وطموحاتها .. لكنني كنت دائماً منشغلة عنها ولا أهتم كثيراً بأحاديثها الخاصة والبعيدة عن الدراسة والمذاكرة .. وقد كانت ابنتي متفوقة لكن الآن تدهور مستواها الدراسي .. وتدنت طموحاتها .
* إحدى الفتيات كانت تكن لأمها رفضاً وكرهاً شديداً لأنها كانت في فترة مراهقتها منشغلة عنها بالعمل وصراعاته وترقياته بينما كانت هذه الفتاة تعاني العديد من التساؤلات والمشاكل التي تحتاج فيها لحنان الأمومة .
علم الاجتماع: بمَ تفكر الفتيات في المدرسة ؟
بدأ علماء الاجتماع والمختصون في الطب النفسي والعقلي والاجتماعي في بعض دول بالاهتمام بالحياة الشخصية للفتيات المراهقات، بعد ان وجدوا انهن يواجهن العديد من الصراعات النفسية.وفيما اهتم الاختصاصيون النفسانيون في السابق أكثر بظاهرة المراهقة بصفة عامة، فهم يبحثون اليوم في الفروقات بين الجنسين.
لقد كان التكيف مع المجتمع والمنظومة المدرسية ابرز مشكلة تواجه الفتيات المراهقات، حيث تقول مختصة نفسانية : كان الأولاد يذهبون إلى المدرسة لرؤية أصدقائهم، بينما تذهب الفتيات ليظهرن بشكل أفضل لأجل أنفسهن ولأجل آبائهن ومدرسيهن.
ومن هنا يظهر أن التفكير في النجاح المدرسي كان دافعهن الرئيسي، لكن في الحقيقة، واذا ما صدقنا ما يقوله المختصون الذين يستقبلون العديد من الفتيات يوميا، فإن صراعات داخلية جديدة اضحت تهدد استقرار الفتيات في عمر المراهقة.تقول معالجة نفسانية ان تطور اجساد الفتيات اصبح سريعا جدا، حيث بدأت مظاهر البلوغ تظهر عليهن وهنّ في الصف الخامس او السادس الابتدائي،فتراهن يتصرفن كالبالغات بسرعة، ويظهر ذلك في سلوكياتهن، حيث لا يلعبن في ساحة المدرسة اثناء الاستراحة...وتعترفن اثناء الجلسات مع النفساني بأنهن قضين بعض الوقت في اللعب مع دمية باربي نهاية الاسبوع.
هذا الفرق الواضح بين نمو جسد البنت السريع وعدم نضجها الفكري يضاف الى انشغالات المختصين، بل ويثير قلقهم،مثلما تشير اليه ماري سانشات سنة أولى تعليم ثانوي مهني، حيث تقول {البنت مجبرة على الانتباه لشكلها..ذلك ان الفتيات سيلاحظن كل شيء فيها، وحينها يصبح الماكياج مهما جدا بالنسبة لها.
وتقول مشرفة أجتماعية إن الفتيات في مرحلة المراهقة يعانين من الاضطرابات الغذائية ومن القلق بسبب خوفهن من الانفصال عن الوالدين.وهنا تكمن اهمية الحوار الاسري بين الوالدين والبنات اللواتي، وبسبب غياب الحوار العائلي، يبحثن عن صداقات وعلاقات عبر شبكة الانترنت وعن طريق الهاتف النقال.
يبدو الحوار امرا غير ذي قيمة بالنسبة لبعض الاهل، لكنه ضروري جدا لتجد الفتيات من يستمع اليهن والى همومهن.وهناك مشكلة هامة تعاني منها معظم الفتيات في الكثير من المدارس الأوروبية وهي التميز مابين الشاب والفتاة و هي مشكلة حقيقية تفرض سلبياتها على عدد كبير من الفتيات والذين يحاولون من التهرب من المواجهة مع الشباب وحتى مع المدرسون وهذا يفرض عليهم جهود أكبر ويحد من طموحاتهم . مع العلم أن قوانين التميز بين الشاب والفتاة عمرها أكثر من 50عاما ولكن تطبيقها عمليا وكأنها غير موجودة.
ومع كل هذا الأمور التي تشغل الفتيات فهناك لبعضهن نتائج جيدة جدا في الدراسة وأحيانا تكون أفضل بكثير من نتائج الشباب بالرغم من تمايز الظروف التي يعيشها كل منهم .
في مراكز عمليات التجميل!!!
أصبحت كل فتاة تبحث عن مقاييس الجمال المثالية التى يمكنها الحصول عليها، ولم يعد الماكياج العادي كافياً لملاحقة أحدث صيحات الموضة، وظهرت مراكز وعيادات التجميل، التي انتشرت إعلاناتها في الصحف والمجلات تعلن عن إزالة التجاعيد وتفتيح البشرة، وخفض الوزن وتقويم الأسنان.
في البداية كان الإقبال على هذه المراكز ضعيفاً، لكن مع مرور الوقت ازدحمت هذه الأماكن، الغريب أنها امتلأت ببنات دون العشرين من أعمارهن، وأصبحن من المترددات عليها، فهذه فتاة تسعى لتصغير الثدي وأخرى تريد تكبيره، وفتاة ثالثة تتمنى تكبير شفتيها، وأخرى تريد استعمال الوشم في عمل ماكياج دائم، وهو ما يُعرف باسم تاتو.
ما علاقة بنات تحت العشرين بعيادات ومراكز التجميل؟ وما هي أسباب لجوئهن إلى عمليات التجميل؟
حيث تلجأ العديد من الفتيات تحت العشرين إلى هذا النوع من العمليات، لأنها تكون ضرورية في بعض الحالات؛ فهناك إحدى الفتيات تضطر بعد تغير مفهوم الجمال من جمال الروح إلى جمال الصورة لإجراء عملية تصغير الأنف بعد أن عانت لفترات طويلة من هذه المشكلة، خاصة أنها تتمتع بجمال واضح، وبالفعل نجحت العملية وتحولت بعدها إلى فتاة مختلفة ليس من ناحية الشكل فقط، لكنها أصبحت أكثر حيوية وانطلاقاً بعد أن كانت تعاني من الوحدة والانغلاق.
مايا فتاة في 17 عاماً من عمرها كانت تعاني كثيراً من أنفها الكبير الذي كان يجعلها عرضة للسخرية من عدد من أصدقائها، وهو ما دفعها لإجراء عملية جراحية لم تستغرق سوى عدة ساعات تخلصت بعدها من أنفها الكبير.
لكن لم يكد يمضي على إجراء العملية شهران حتى فوجئت بحدوث انتفاخ في الأنف والجبهة، مما سبب لها صدمة شديدة جلست بعدها في المنزل رافضة الخروج أو مقابلة أي إنسان، كما لم تستطع حضور الامتحانات فعادت مرة ثانية للمركز لتعود إلى حالتها الطبيعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.