استمتع جمهور حفل الفنان عباس ريغي "روح النفوس" خلال ساعتين من الزمن بمجموعة من الأغاني التي جمعت بين الزجل والمحجوز القسنطيني، وبالأداء الراقي لعناوين من تراث موسيقى المالوف. خصص الفنان الجزء الأول من الحفل لنوع العروبي الذي تشتهر به مدرسة الجزائر العاصمة عبر قصيدة "غاب فلك لحباب" للشاعر الفقيه مصطفى بن الكبابطي، تكريما لجمهوره العاصمي، كما قدم مقتطفات من نوع سيكا من قبيل "الصلاة والسلام على خير الانسي"، "روح النفوس"، "جار علية ذا الفراق"، "أين البدر المنير"، "تاالله ارتجى الحباب"، "تحبيني". وبطلب من الجمهور وفي أجواء رمضانية ونفحات عالية من السماع أدى ريغي الذي كان مرفوقا بثمانية موسيقيين بصوته العذب أغاني على غرار "البوغي"، "قسنطينة"، "يا ظالمة"، "بجاه الله جيناكم"، "أنا المدلل"، "قتالة"، "عشيق ممحون"، "جاني ما جاني"، "حامة يا حامة"، وغيرها من روائع تراث المالوف القسنطيني تحت تصفيقات الجمهور وزغاريد النساء. وأعرب ريغي "سعادته للقاء جمهوره بقاعة أوبرا الجزائر، وحضور عائلات تتذوق أنغام مدرسة المالوف القسنطيني، في إطار هذه السهرة الرمضانية، وذلك بعد غياب عامين عن هذا الصرح الثقافي الكبير"، مؤكدا على "أهمية الحفاظ على الموروث الموسيقي الأندلسي وترويجه وتدوينه للأجيال القادمة سواء المالوف القسنطيني أو الصنعة أو الغرناطي وغيرها باعتبارها ارث يعكس هويتنا وثقافتنا واسهامنا الفني الإنساني". وأضاف الفنان "أن الجمهور في أوروبا وكندا وغيرها من دول العالم ممن يلتقي معه خلال جولاته وحفلاته الفنية متعطش لهذا اللون الغنائي العريق ويتذوق طابع المالوف وغيرها من الطبوع الموسيقية الجزائرية باعتبارها من الأنواع الموسيقية العتيقة"، مبرزا من جهة أخرى أنه "بصدد التحضير لإصدار ألبوم جديد، وهو مجموعة كاملة تضم أربعة أقراص مضغوطة أنتجت بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتتضمن ملخص لأغاني طابع المالوف القسنطيني والمحجوز والزجل والعروبي والحوزي". وبحوزة هذا الفنان الحائز على الجائزة الأولى للمهرجان الوطني لموسيقى المالوف سنة 2009 عدة ألبومات على غرار "مجروح" (2010) و"مال حبيبي مالو" (2012) و"عاش من سبا الاحباب" (2016) و"صالح باي " (2017) .