أوضحت وزارة الثقافة أن القرار المتضمن "فتح دعوى تصنيف مذابح الجزائر" كتراث وطني والذي تم الغاؤه "غير ملائم من الناحية الإجرائية والتنظيمية" نظرا لتخصيص الموقع لانجاز مقر البرلمان (مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني)، حسبما أفادت به أول أمس الوزارة في بيان لها. وكان قرار إلغاء القرار المتضمن "فتح دعوى تصنيف موقع مذابح الجزائر" قد صدر في جويلية المنصرم و"ظهر بعد ذلك أن القرار هو غير ملائم من الناحية الاجرائية والتنظيمية باعتباره قد صدر بخصوص موقع هو منذ خمس سنوات تحت وضع تنظيمي خاص طبقا للمرسوم التنفيذي المؤرخ في 2009 والمعدل بالمرسوم التنفيذي المؤرخ في 2010 المتعلق بالتصريح بالمنفعة العمومية للموقع قصد انجاز في هذا المكان مقر البرلمان"، حسب ما جاء في نفس البيان. وكانت المذابح الواقعة بحي رويسو التي تعد "واحدة من البنايات التاريخية الشاهدة على الفترة الصناعية للجزائر" قد استفادت من قرار وزاري تم بموجبه فتح دعوى لتصنيف هذه المباني نشر في الجريدة الرسمية ل 23 مارس 2014. وتتوفر مذابح العاصمة التي تعود إلى الفترة الاستعمارية في غالبها على ثلاث قاعات للذبح التي تبلغ مساحتها 3250 مترا مربعا إضافة إلى إسطبلات تمتد على 3764 مترا مربعا. وقد أجلت السلطات العمومية غلقها في انتظار إنجاز منشأة مماثلة خارج وسط العاصمة لتخفيف الضغط عن المدينة. وقد وجه فنانون تشكيليون في سبتمبر2013 نداء عبر الانترنيت للسلطات العمومية قصد "السماح بإنشاء فضاء يخصص للفن والثقافة بمكان مذابح العاصمة حاليا لاستغلال المساحة كموقع ثقافي يأوي الفن والفنانين الذين هم في حاجة إلى فضاء خاص بهم". وكان رئيس الديوان بالنيابة بوزارة الثقافة قد أوضح في أوت الماضي انه تم إلغاء هذا القرار بعد أن اعتبرت اللجنة المتعددة القطاعات أن الموقع لا يحمل مواصفات "الأملاك الثقافية". وقد سبب قرار الإلغاء الذي يعتبر "إجراء عادي لإعادة الأمور إلى وضعها التنظيمي المنسجم" خيبة أمل الفنانين الذين اعتبروا القرار بمثابة تصنيف موقع "مذابح الجزائر" لجعله فضاء ثقافي مخصص للفنون التشكيلية في حين أن القرار لم يكن يتضمن تصنيف موقع "مذابح الجزائر" ضمن قائمة التراث الثقافي، حسبما ذكر البيان. وأمام هذا "الانشغال" الشرعي للفنانين "الذين يتطلعون لإيجاد فضاءات أخرى للإبداع والإنتاج والتوزيع الفني، فان وزارة الثقافة "تعكف على إيجاد حلول من خلال "تكثيف فضاءات التعبير والإبداع الفني والثقافي" عبر"الاستغلال الأنجع للهياكل الموجودة أو من خلال إحداث فضاءات جديدة"، حسب البيان.