ظاهرة مؤسفة انتشرت كلمح البصر في البيوت الجزائرية تتمثل بموت العشرات من المواطنين اختناقا بالغاز، بسبب المدافئ المغشوشة التي أصبحت تصنع الحزن و الموت في بيوت الجزائريين، حيث تم خلال هذه السنة حجز 40000 مدفأة مغشوشة، وتسجيل 55 حالة وفاة و567 حالة اختناق بسبب استنشاق أحادي غاز الكربون. لطيفة مروان لا شك في أن المدفأة من أكثر الضروريات التي يجب توفرها في بيت كل مواطن، خاصة عند حلول فصل الشتاء الذي يتميز بالبرودة الشديدة، لذا يلجأ العديد من المواطنين إلى اقتناء المدفأة التي صارت اليوم تشكل هاجسا كبيرا لدى المواطنين، بسبب الخطر الذي صار يحدق بهم، حيث صاروا يدفعون ثمن الدفء بأرواحهم و أرواح عائلاتهم، هذا ما تأكده مختلف الاحصائيات لمصالح الحماية المدنية و جمعية حماية المستهلك، و التي كشفت أن الظاهرة في ازدياد مستمر. لم نجد صعوبة في إيجاد عينات من الضحايا، الذين كادوا أن يفقدوا أرواحهم بسبب مدفئة مغشوشة، لأن الظاهرة منتشرة بشكل كبير، حيث قال السيد بلقاسم من العاصمة أنه كاد أن يفقد حياته وحياة عائلته بسبب مدفئته، حيث استنشق أحادي غاز الكربون الذي كاد يقتله لولا تدخل جيرانه الذين اسعفوه في الحال، أما السيدة نورة من البليدة فقد قالت أنها فقدت أختها بسبب المدفأة المغشوشة بعدما استنشقت ذلك الغاز القاتل، و هذه هي عينات قليلة من الضحايا الذين سقطوا في شباك الغش والبزنسة. كشفت الاحصائيات التي قدمتها مصالح الحماية المدنية لهذا العام على واقع مرعب لظاهرة المدافئ المغشوشة، حيث سجلت في الفترة الممتدة من شهر جانفي إلى شهر أكتوبر لسنة 2013، 377 تدخل خلف 55 حالة وفاة و 567 شخص تم إنقاذهم، أما فيما يخص الحصيلة المسجلة في شهر نوفمبر الفارط فإن الحماية المدنية سجلت 7 وفيات و 137 شخص تم إنقاذه. أما حصيلة شهر ديسمبر فقد سجلت ذات المصالح 20 حالة تدخل انجر عنه 16 حالة وفاة و 54 شخص تم إنقاذه وإسعافه في الوقت المناسب. وفي اتصال ل "الحياة العربية" برئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي قال بأن ظاهرة المدافئ المغشوشة، تشكل خطرا كبيرا على المواطنين نظرا لحالات الاختناقات التي صارت تحصد أرواح المواطنين، و يجب على جميع المتدخلين محاربة هذه الظاهرة خاصة وأن المتعاملين الاقتصاديين جزءا من المسؤولية.