خلف الأزمة السياسية المتصاعدة بين الموالاة والمعارضة، ثمة أزمة أخرى اخطر واعنف واشد باسا على الفرد والأسرة والمجتمع…طبعا أنا أشير إلى الأزمة العنيفة التي تنخر المدرسة الجزائرية جراء القبضة الحديدية بين النقابات والوصايا… أولا: لاحظنا أن الحكومة تتصرف وكان ما يدور في القطاع لا يعنيها..فهي تبدو منشغلة بتوفير الزرنة في البريد المركزي..والموالاة أيضا غير مهتمة أصلا بالموضوع فهي منشغلة بالدفاع عن السلطة ومكتسباتها…أما المعارضة فالمدرسة ليست أولوية بالنسبة لها اليوم، فالمشكلة برأيها تكمن في كيفية تحقيق انتقال ديمقراطي قد يأتي وقد لا يأتي. ثانيا: الأولياء والأسرة وحتى المجتمع العريض استقال..فلم يعد يهتم لمصير أبناءه وهو يراهم يتسكعون في الشوارع … إذن الجميع منشغل، والمدرسة تغرق يوما بعد يوم في مستنقع التعفن..مدرسة لم تعد تنتج إلا العطل والعطب..مدرسة لا يتقن فيها التلميذ إلا كلمة الإضراب…. كنت أتمنى لو خرجت المعارضة في وقفة احتجاجية من اجل إنقاذ المدرسة ، وكم كنت أتمنى لو فتحت الموالاة ورشات وملأت القاعات من اجل الحديث عن واقع المدرسة وافاقها، وكم كنت أتمنى لو تكرمت الحكومة واستقبلت كل المعنيين في القطاع من اجل دراسة متطلبات التعليم بدءا بالمعلم والتلميذ وصولا إلى الموظفين، ثم المناهج والبرامج… كم كنت أتمنى لو تدخل الريس شخصيا في مسألة الأزمة التربوية بدل ان يبعث رسائل تهنئة لدول عدد سكانها اقل بعشرات المرات من عدد منتسبي قطاع التربية!!!! أن الإهمال واللامبالاة التي تتعرض لهما المدرسة اليوم هو احتقار وهدم للمستقبل، هو تحطيم لموارد جزائر الغد… ولهذا على الجميع الانتباه فالأمر يستحق العناية بل يستدعي وقفة حقيقية لإنقاذ أجيال الغد من ضياع محتوم.