في الوقت الذي تغزو فيه بواخر دول مثل تركيا، الصين، وأوروبا عامة، موانئ دول أخرى لإفراغ حمولاتها من مختلف المنتجات التي تدر عليها أموالا طائلة، تغرق الحكومة الجزائرية في كيفية تنظيم التجارة الخارجية، ذلك لأن النقاش السخيف الذي احتضنته قصر الأمم حول التجارة الخارجية تمحور بشكل أو بأخر إشكالية: ماذا نستورد وماذا لا نستورد؟. تساءلت في خلوة بنفسي وعكست السؤال فقلت: ماذا ننتج وماذا لا ننتج؟ صدقوني أكاد اجزم أنني لم أجد شيء ينتج فوق هذه الأرض الطيبة: القمح مستورد، الثوم مستوردة وهي التي تنبت في إي رقعة ترابية، البطاطا، المفرقعات، الأكياس، الدواء، اللباس، الأدوات الكهرو-منزلية، السيارات، الآلات، السلاح، وأخيرا نحن نستورد الأفكار والتجارب… فوق هذا وذاك أعجبني تصريح لأحد المتعاملين الاقتصاديين حين قال: موانئنا مهيأة للاستيراد وليست للتصدير، فأدركت أن ما وصلت إليه من نتيجة جراء قلب إشكالية البحث الذي أعدت له الحكومة جلسات، منطقي وصحيح.. فمتى تدرك الحكومة أن طرح السؤال بطريقة صحيحة مع فهمه يعد نصف الإجابة أن لم يكن كل الإجابة في موضوع حديثنا؟.