في تونس الخضراء، الإرهاب الداعشي يكشر عن أنيابه، بل عن رشاشه، يغتال الأبرياء العزل، يقتل بكل دم بارد ضيوفا في بلد مسلم، ولان تونس اختارت السلام والتعايش، ففقد باغتها الإرهاب الداعشي برصاصات قاتلة، رصاصات أصابت معدة الناس، واخترقت كبد الاقتصاد، وقطعت قلب الأمن، ومزقت وجه البلد الذي ظل يبتسم لزواره. في الواقع المجزرة التي ارتكبها الإرهاب الداعشي في حق سواح أجانب في منطقة سوسة، إنما تعبر بحق عن واقع جديد في المنطقة، واقع تؤل أطراف معادلته إلى الصفر على اعتبار أن الإرهاب يقتل ويدمر دون هدف محدد، فالدواعش في تونس ليست لهم مطالب من الدولة التونسية وإنما هم يقاتلون ضمن مخطط دولي، ينطلق من أفغانستان مرورا بالعراق وسوريا وصولا إلى ليبيا وتونس.. وهنا مكمن الخطر، فالإرهاب بإبعاده الدولية، وبأجندته الخفية لا يمكن مقاومته إلا بوحدة المواطنين وتجندهم خلف المؤسسات التي تقاوم الإرهاب. تونس اختارت التعايش، وشعبها اختار الديمقراطية والإرهاب اختار الدموية، الفوضى…ولأنه جبان وحاقد فقد اختار الفناء بدل الحياة، لكنه سيفشل..مهما كان الثمن فإرادة البناء ستتغلب على معاويل الهدم.