بعد ازدهار تجارة خطف الرعايا الأجانب في إفريقيا، خاصة الفرنسيين في السنوات القليلة الماضية وأساساً منذ التدخل العسكري المباشر في شمال مالي لطرد المتشددين من أنصار القاعدة وداعش من المنطقة، تصاعدت محاولات الابتزاز من قبل مجهولين للحكومات الإفريقية القريبة من مناطق العمليات بعد توالي المكالمات والمراسلات الموجهة إليها والتي تؤكد اختطاف مواطنين فرنسيين وتطالبهم بالتدخل لدفع الفدية في مكالمات هاتفية بصوت وزير الدفاع جان ايف لودريان، وفق ما كشفت مجلة جون افريك، المتخصصة في الشؤون الإفريقية. وأوضحت المجلة أن الوزير الفرنسي رفع دعوى قضائية "ضد مجهول" لدى المحاكم الفرنسية، بعد تواتر مكالمات هاتفية يُقلد فيها أصحابها صوته، ويتصلون فيها بمسؤولين في حكومات أفريقية مختلفة، لطلب دفع فدية لإطلاق سراح رهائن فرنسيين مزعومين، يعملون في أجهزة المخابرات أو المنظمات الإنسانية على يد مجموعات إرهابية في أفريقيا، مع الوعد بتمكينهم من استرجاع الأموال المدفوعة بواسطة المساعدات المالية والمنح على التنمية التي تقدمها فرنسا لهذه الحكومات. وأوضحت المجلة، أن الوزير المزعوم، كان يدعي في مكالماته الهاتفية اضطراره للاستنجاد بأصدقائه الأفارقة، لأن القانون الفرنسي يمنع دفع فدية مالية لجماعات إرهابية مقابل إطلاق سراح مواطنيه، ولكنه مستعد للتحايل على القانون في إطار اتفاقيات التعاون الثنائي الاقتصادية والمالية. وأضافت المجلة أن وزارة الدفاع الفرنسية، فوجئت بحجم الاتصالات الواردة من رؤساء دول وحكومات أفريقية للاستفسار عن المساعدة المطلوبة لتحرير الفرنسيين، واستبيان قانونية المقترح الصادر عن وزير الدفاع، ما دفع الأخير، إلى رفع دفع قضائية ضد كل من يثبت تورطه في هذا الابتزاز وانتحال صفته وتقليد صوته.
