امتد تأثير المسلسلات التركية إلى المجتمع اليوم ليدخل في عدة مجالات وأصبح التأثير حتى على ثقافة وتفكير الأسر الجزائرية فأصبحت الظاهرة طاغية على المجتمع الجزائري بصفة خاصة والعربي بصفة عامة منها موضة الأسماء التركية للمواليد الجددمع لانتشار الواسع لأسماء أبطال المسلسلات على المواليد الجدد. بلاغ حياة سارة حيث أصبحنا نجد الكثير من الآباء والأمهات يعمدون إلى تسمية أبنائهم بهذه الأسماء عوضا الأسماء العربية والإسلامية التي كانت في السابق مثل فاطمة وخديجة ومحمد، لتحتل بذلك مكانها تلك الأسماء المرتبطة بأسماء أبطال المسلسلات، فكل مسلسل يُعرض إلا وأصبحت أسماء أبطاله شائعة في وسطنا وكل أم تلد مولودا تسميه على اسم بطل أو بطلة مسلسل أمثال نهال،سمر،عاصي …. أسماء "حديثة" تطيح بالأسماء التقليدية وفي غمرة الفرح بالابن أو الابنة الوافدة على الحياة، يتناسى الأهل أنهم مقيّدون بالمادة 64 من قانون الحالة المدنية الذي يشترط أن يكون الاسم جزائرياً، فيسارعون إلى إطلاق أسماء حديثة مستوحاة من المسلسلات التركية لا علاقة لها بالهوية الوطنية ولا معنى لها وهي غالباً ما تجلب نوعا ما من الدهشة والغرابة لموظفي الحالة المدنية. عراك يومي مع عمال الحالة المدنية لتسجيل أسماء المواليد الجدد يحال أحياناً إلى المحاكم الجزائرية، للظفر بأسماء فارسية وتركية وأخرى غربية مما أدى إلى التخلّي تدريجاً عن عشرات الأسماء الجزائرية الأصيلة والمستوحاة من أسماء الأنبياء والرسل. و عليه تقربت "الحياة العربية" من الحالة المدنية ببلدية "حسين داي" للتعرف أكثر عن الموضوع سألنا أحد العاملين في قسم تسجيل المواليد الذي قال أنه "وصل الأمر إلى حدّ الطلاق بسبب خلاف الزوجين على اسم مولودهم الجديد وذلك بعودة قدوم رجل إلى المصلحة لتغيير اسم ابنه من "أيمن" إلى "كنان" بسبب زوجته التي هددته بالخلع إذا لم يلبِ رغبتها في هذا الاسم التركي وعلامات التحصر بادية على وجهه". ومؤكدا لنا أنه في بعض الأحيان لا نعرف حتى كتابة ذلك الاسم الذي يأتون به. وبالخصوص قامت "الحياة العربية" بجولة استطلاعية في الشارع الجزائري لرصد آراء الناس ورأيهم في هذه الأسماء التركية "عمي محمد" التقيناه و عند سؤاله ضحك قليلا ثم قال بأن مجتمعنا اليوم أصبح يستقطب كل ما هو من عادات الغرب ويدّعون بأنها موضة فحفيدتي لا أناديها باسمها "هيام" أفضل أن أناديها "سهام" فأصبحنا نحنّ إلى سماع أسماء أجدادنا وآبائنا في يومنا هذا، وهو حال العديد من الأجداد والجدات الذين يتلقون صعوبة كبيرة في حفظ الأسماء العصرية ويحورونها فيصبح للمولود اسمان أو اسم ينادى به في البيت وآخر في الشارع أو المدرسة. جلول صاحب محل سألناه فأجاب بأنه لم يمض الكثير على رزوقه بمولود وهو مولوده الأول فاختار له اسم أخيه الكبير الراحل الذي كان بمثابة والده "عمر" ويلقبونه ب "عميمر" مما أدى إلى إشاعة فرحة كبيرة في وسط العائلة. أما أمينة قالت بأن هاته الأسماء تعجبها وجميلة في لفظها أحسن من الأسماء القديمة وقررت إن رزقت بمولودة ستسميها "فتون". لأسماء الرؤساء والزعماء.. نصيب عند الجزائريين وفي ذات السياق وكما شهد مطلع الثمانينات انتشار اسم "هواري" في عدد من الولايات تأثّراً برحيل الرئيس هواري بومدين فيما شهد اسم صدام حسين انتشارا مع بداية التسعينات نسبة للرئيس العراقي الراحل. وخلال الفترة ذاتها تأثر الجزائريون أيضاً بالأسماء الشرقية التي غزت الأفلام والمسلسلات المصرية والسورية على غرار شذى، رشدي، أروى وفي السنوات الأخيرة انتشر فيروس الدراما التركية فأصبحوا يسمّون أبناءهم بأسماء أبطال هذه المسلسلات على غرار سيدرا، جود،روشان وغيرها.