فوتت مولودية باتنة على نفسها فرصة لا تعوض لمواصلة مشوار البطولة بنجاح بعد أن أرغمت على اقتسام نقاط المباراة التي نشطتها أول أمس أمام ضيفها رائد القبة. وبإجماع العديد من المتتبعين فإن التشكيلة الباتنية لم تكن في يومها مقارنة بالمواعيد السابقة التي نشطتها في باتنة، حيث وجدت صعوبة في فرض منطقها فوق الميدان بعد أن سقطت في لعب المنافس وأصبحت نيتها مع مرور مجريات اللعب هي تفادي الخسارة أكثر من المراهنة على تحقيق الفوز وهو ما فوت على زملاء وناس فرصة الارتقاء إلى المرتبة الثانية ومراقبة الرائد الحالي خاصة بعد تعثر «الموك» في المدية. لعب عشوائي وأداء هزيل ولم تظهر العناصر الشابة للمولودية بالمستوى الذي أقنعت به في الجولات الأربع الأولى، حيث افتقدت التشكيلة إلى اللعب المنظم الذي يضمن التنسيق بين الخطوط الثلاثة، ما أثر سلبا على الهجوم الذي لم يصنع فرصا كثيرة، هذا إضافة إلى الأخطاء الفادحة المرتكبة. وقد تمكن لاعبو القبة من أخذ زمام المبادرة وبناء هجمات سريعة ومنسقة، ما صعب من مهمة أصحاب اللونين الأبيض والأسود الذين تلقوا هدفا مفاجئا بعد مرور 20 دقيقة كشف غياب التركيز اللازم لدى أبناء المدرب مقرة. غياب زياد أفقد التوازن في الوسط والهجوم ووقف الكثير ممن تابع اللقاء على الفراغ الكبير الذي خلفه زياد الغائب بسبب إصابة تعرض لها في مباراة بلعباس، وهو ما أفقد التوازن في خط الوسط الذي عجز عن بناء هجمات منظمة وأثر في الوقت نفسه على الأداء الهجوم الذي لم يكن في يومه، بدليل أن رفقاء البديل ميساوي ضيعوا كرات سهلة. رد فعل إيجابي وحيد سمح بمعادلة النتيجة ويبقى الإشكال الكبير الذي عانت منه التشكيلة الباتنية هو افتقادها إلى الإرادة التي ميزتها في المواعيد السابقة مصحوبة بالأداء الفعال الذي من شأنه أن يقلب الموازين، بدليل أن أبناء مقرة لم يحسنوا التفاوض مع المنافس سوى في لقطة معادلة النتيجة التي جاءت في رد سريع بعد دقيقة فقط من هدف الزوار. إلا أن هذا العامل لم يزد من تحفيز العناصر الباتنية التي عجزت عن بناء هجمات منسقة. المولودية تضيع فرصة لا تعوض للعودة إلى الوصافة وخلف التعثر الأول من نوعه في باتنة موجة من التأسف وسط الجمهور العريض للمولودية، خاصة أن ذلك فوت على زملاء زغيدي فرصة مهمة للقفز مرة أخرى إلى المرتبة الثانية والبقاء في موقع جيد لمراقبة الرائد الحالي شباب قسنطينة قبل التفكير في اللقاء المحلي أمام الجار شباب باتنة، حيث أجمع الكثير أن المولودية لعبت أسوأ مباراة لها منذ بداية الموسم. الأنصار يطالبون بالتدارك أمام «الكاب» وأمام هذا الإخفاق المفاجئ أصبحت أنظار جمهور المولودية منصبة على «الداربي» الواعد المرتقب نهاية الأسبوع أمام الجار شباب باتنة، حيث لم يتوان عشاق اللونين الأبيض والأسود في المطالبة بمحو التعادل الذي فرض على فريقهم من قبل القبيين والعمل على تحقيق نتيجة إيجابية أمام الشباب الباتني. زغيدي: «نعتذر لأنصارنا ونعدهم بوجه أفضل» تأسف العنصر النشيط زغيدي على اكتفاء المولودية بالتعادل أمام رائد القبة، وأكد ابن المغير أن فريقه لم يكن في يومه، وطلب في الوقت نفسه عدم الضغط على العناصر الشابة للمولودية التي أدت ما عليها في المباريات السابقة، ما يتطلب حسب قوله الوقوف إلى جانبها حتى تحضر بصورة عادية تحسبا للمباريات المقبلة، واعدا عشاق اللونين الأبيض والأسود بأداء أفضل في المواعيد المقبلة مصحوبا بنتائج تكون في مستوى التطلعات، وبخصوص اللقاء المحلي الذي ينتظر المولودية أمام الجار شباب باتنة أكد زغيدي أن زملاءه سيحضرون له بصورة عادية من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، ولم يخف محدثنا حاجة المولودية إلى لمسة الأنصار في المدرجات حتى يقفوا إلى جانبهم ويمنحوهم الدعم المعنوي. ----------- إدارة المركب تجتمع اليوم لضبط أمور «الداربي» من المنتظر أن تعقد إدارة مركب 1 نوفمبربباتنة مساء اليوم الأحد اجتماعا بمعية الجهات الأمنية والمحلية لضبط مختلف الجوانب التنظيمية التي تخص اللقاء المحلي المقبل بين الجارين الشباب والمولودية، حيث سيتم الوقوف على كيفية تقسيم المدرجات بين أنصار الفريقين وتحديد سعر تذكرة الدخول والوقوف على مختلف المعطيات التي تسمح بالسهر على السير الجيد لهذا اللقاء الذي ينتظر أن يعرف توافدا مكثفا للجماهير الباتنية. تذكرة الدخول لن تزيد عن 300 دج وحسب الأخبار الأولية المحيطة بالجهات المعنية فمن المنتظر أن يتم تفادي العديد من الهفوات التي عرفتها المواعيد السابقة خاصة ما يتعلق بسعر تذكرة الدخول إلى المدرجات التي وصلت إلى قيمة مبالغ فيها من قبل إدارة شباب باتنة على الخصوص، حيث يرتقب ألا تزيد قيمة التذكرة هذه المرة عن 300 دج مع إمكانية التفاوض، ويأتي هذا القرار الذي سيتم تجسيده فعليا على هامش الاجتماع المنتظر اليوم بعد حالة التذمر التي ميزت الشارع الباتني من تصرف الجهات المنظمة التي لم تراع الوضع الاجتماعي والمادي للأنصار وبالغت في رفع تذكرة الدخول إلى 600 دج ناهيك عن القيمة التي بيعت بها في السوق السوداء. إدارة «الكاب» اكترت الملعب ب30 مليون وعكس إدارة المولودية التي لم تبرم أي عقد مع إدارة مركب 1 نوفمبر، فان مسيري شباب باتنة سيقدمون على كرائه وفقا للعقد الذي يبقى ساري المفعول منذ بداية الموسم، حيث قدرت قيمة كراء اللقاء المحلي ب30 مليون مقابل 20 مليون في المواعيد الأخرى، وعلى هذا الأساس فإن مداخل اللقاء المقبل ستصب في خزينة شباب باتنة بعد أن تقوم بتسوية مختلف التكاليف الخاصة بالجهات التنظيمية إضافة إلى قيمة الكراء، في الوقت الذي ستكون المولودية معفية من الإجراءات التنظيمية بحكم أن أصحاب اللونين الأبيض والأسود يكونون في موقع الضيوف هذه المرة. نحو تقسيم متساو للمدرجات بين أنصار المولودية والشباب ومن غير المستبعد أن يتم إحداث تغييرات كثيرة في طريقة تقسيم المدرجات خلال هذا الموعد، حيث سيتم توظيفها بالتساوي بين أنصار المولودية والشباب مع تغيير موقع تواجد جمهور كل فريق، حيث تحدد مبدئيا الجهة الغربية لمصلحة أنصار شباب باتنة بحكم أنهم المستقبلون في هذا اللقاء على أن يتم تحديد مكان تواجد أنصار المولودية في الجهة الشرقية المحاذية للوح الإلكتروني، وتم الإقرار مبدئيا بالتوزيع العادل بين أنصار الفريقين في المدرجات حتى يتم العمل بالمثل في مباراة العودة التي ستكون تشكيلة المولودية هي المستقبلة فيها. -------- الجمهور بقوة وشجع اللاعبين حتى النهاية سجل جمهور المولودية حضورا قويا في مباراة أمس الأول على غرار ما سجله في اللقاء المحلي الأصغر أمام أمل مروانة، حيث عكف على تشجيع شبان المولودية إلى آخر أنفاس اللقاء، ورغم مرارة الإخفاق التي حرمت فريقهم من العودة إلى المرتبة الثانية إلا أن ذلك لم يمنعهم من التصفيق للاعبيهم وعناصر القبة، في الوقت الذي لم يسلم الطاقم الفني من بعض الانتقادات بسبب غياب اللعب المنظم فوق الميدان. زياد تابع اللقاء على الأعصاب غاب اللاعب زياد لأول مرة عن المباريات الرسمية لفريقه هذا الموسم، وتابع مجريات اللقاء من المدرجات على الأعصاب، في ظل بقاء النتيجة متعادلة في المرحلة الثانية، ويظهر ان زياد وقف على صعوبة متابعة اللقاء من موقع مناصر. بولطيف أنقذ فريقه من عدة أهداف كان الحارس بولطيف في الموعد وأنقذ فريقه من عدة لقطات ساخنة شنها الزوار، وسمحت تدخلاته الموفقة بإنقاذ فريقه من عدة أهداف خاصة في المرحلة الثانية التي تابعها الجمهور الباتني على الأعصاب بعد أن عجزت المولودية عن إمضاء هدف الفوز. بلهادي غادر بسبب الإصابة تعرض المدافع بلهادي إلى إصابة في آخر لحظات اللقاء بعد احتكاكه مع أحد لاعبي القبة، ولو أن البعض أرجعها إلى الآلام التي كان يعاني منها بعد الإصابة التي تعرض لها في الحصة التدريبية التي جرت يوم الثلاثاء المنصرم عقب احتكاكه مع أحد زملائه في المقابلة التطبيقية التي برمجها الطاقم الفني، وقد تم تعويضه بزميله هزيل الذي سجل عودته كبديل بعد غيابه منذ الجولة الثانية من البطولة عقب الإصابة التي تعرض لها في الركبة. شواطي يعود أساسيا وقارش خرج تحت التصفيقات سجل المدافع شواطي عودته إلى التشكيلة الأساسية موازاة مع التغييرات الاضطرارية التي قام ربها الطاقم الفني والناجمة عن لعنة الإصابات التي مست عددا من الأسماء الأساسية، حيث عاد إلى منصبه كظهير أيمن مقابل تحويل عليلي إلى وسط الميدان الدفاعي، كما سجل قارش أول دخول له كأساسي وكان وراء هدف التعادل لفريقه، ما جعل الجمهور يصفق له مطولا حين تم استبداله في منتصف المرحلة الثانية بزميله ميساوي. القائم حرم وناس من هدف قام وناس بعدة مبادرات لإحداث الخطر على منطقة القبة إلا أن الحظ لم يحالفه هذه المرة سواء في اللقطة التي جانبت الإطار بعد رأسية محكمة أو القذفة القوية من خارج منطقة العمليات التي اصطدمت بالقائم الأيسر للحارس القبي خلال المرحلة الثانية، وهو ما حرم فريقه من هدف شبه محقق كان كفيلا بقلب مجريات اللعب. ------ الاستئناف مساء اليوم في الشاوي استفادت العناصر الباتنية من راحة يوم واحد بعد اللقاء الذي نشطته أمس الأول، حيث من المنتظر أن تستانف التدريبات مجددا مساء اليوم في حدود الساعة الرابعة بملعب عبد اللطيف الشاوي، وستكون الحصة مناسبة لإجراء بعض تمارين الاسترجاع قبل تسطير البرنامج التحضيري تحسبا للموعد المقبل أمام «الكاب». الأنصار لم يقتنعوا بالأداء وأطراف تدعو إلى عودة بن جاب الله لم يقتنع أنصار المولودية بالأداء الذي أبانت عنه التشكيلة الباتنية في اللقاء الأخير وحملوا نسبة هامة في تراجع مردود التشكيلة إلى الطاقم الفني بقيادة المدرب مقرة، حيث لم يتوان الجمهور الغفير الذي تابع المواجهة من مدرجات 1 نوفمبر في التعبير عن غضبه من المردود المقدم الذي جاء مغايرا للأداء الذي استهلت به المولودية مجريات الجولات الأولى من هذا الموسم، حيث ذهب البعض إلى حد المطالبة بعودة المدرب الأسبق بن جاب الله لمواصله مهامه على العارضة الفنية للنادي، وهو ما جعل إدارة زيداني تصطدم بإشكال حقيقي قد ينعكس سلبا على نفسية اللاعبين الذين عبروا في وقت سابق عن ارتياحهم لطريقة عملهم مع المدرب المستقيل. التيار لا يمر بين مقرة وبعض اللاعبين ومن الجوانب التي وقف عليها المحيط المقرب للمولودية هو عدم مرور التيار بالشكل المطلوب بين المدرب مقرة وبعض اللاعبين، ما أثر بصورة سلبية على المجموعة التي تبدو غير مرتاحة لطريقة عمل مقرة، وقد فكرت الإدارة الباتنية جديا في معاقبة بعض الأسماء التي لم تفصح عنها بالاسم منتصف الأسبوع المنصرم وإحالتها على المجلس التأديبي، إلا إنها قررت التخفيف من لهجتها حفاظا على استقرار التشكيلة وتفاديا لانعكاسات سلبية. الإدارة تفكر في استعادة بن جاب الله ولم تجد الصيغة المناسبة وما يؤكد أن الأمور لا تسير بالشكل المطلوب في العارضة الفنية هو أن إدارة زيداني كشفت عن نيتها في استعادة المدرب بن جاب الله من خلال اللقاءات التي جمعت رئيس المولودية بهذا الأخير في عدة مناسبات آخرها في النصف الثاني من الأسبوع المنصرم، إلا أن ذلك لم يفرز مستجدات ملموسة بسبب رفض بن جاب الله العمل مع مدرب يشترك معه في نفس الصلاحيات، ما ينجر عنه تضارب في الرؤى والأفكار، وهو ما جعل المسيرين يخفقون في إيجاد الصيغة المناسبة التي تسمح باستعادة المدرب بن جاب الله الذي ندم الكثير على رحيله. تخوفات من انعكاس المشاكل الفنية على مستقبل النادي ولم يخف الكثير من المتتبعين تخوفهم من انعكاس سوء التفاهم الحاصل بين عدد من اللاعبين والطاقم الفني على مستقبل التشكيلة التي ستكون على موعد مع رهانات هامة وحاسمة في مقدمة ذلك اللقاء المحلي أمام شباب باتنة، خاصة وأن عدم ارتياح اللاعبين تسبب في الظهور بوجه شاحب في اللقاء المنصرم، ناهيك عن الطريقة التي ضيعت فيها المولودية نقطة على الأقل في سفريتها السابقة إلى بلعباس، لتبقى الكرة في مرمى المسؤول الأول زيداني لإيجاد الخيارات المناسبة التي تعيد الهدوء إلى التشكيلة. مقرة يبرر الإخفاق بنقص الخبرة رفض المدرب مقرة الإشارة إلى الأجواء الداخلية التي تميز التشكيلة الباتنية خاصة ما يتعلق بسوء تفاهمه مع بعض الأسماء، وأرجع التعثر الأخير أمام القبة إلى نقص الخبرة لدى التعداد الحالي، مضيفا أنه اعتمد في خياراته على الأسماء التي اعتبرها جاهزة في الوقت الذي أرغم على إراحة عدة لاعبين لازالوا لم يصلوا إلى المستوى الذي يسمح بمنح الإضافة اللازمة للتشكيلة، وقال محدثنا انه يمنح الأولوية للتكوين أكثر من أي شيء آخر واعتبر التعادل الذي فرض على فريقه بالمنطقي خاصة وأن المنافس عرف كيف يبادر منذ بداية اللقاء، ودعا الجميع إلى التعقل حتى يساهموا في مساعدة التشكيلة الحالية على استعادة النتائج الإيجابية مستقبلا.
