مديرية الاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة المراسل الصحفي عبد الحليم عتيق    بهدف تحسين الإطار المعيشي: انطلاق عديد مشاريع التهيئة الحضرية بمختلف البلديات بقسنطينة    وزيرة الثقافة زارتها بعد إعلان مرضها    على هامش أشغال مؤتمر القمة 15 لمنظمة التعاون الإسلامي ببانجول: العرباوي يجري محادثات مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي    الأمين العام لحزب جبهة التحرير،عبد الكريم بن مبارك،من تمنراست: حزب الأفلان سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة موحدا ومتماسكا    الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي: وفد برلماني يشارك بروما في منتدى المجموعة الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط    بمشاركة 900 عارض من بينهم 600 من الوطن من 14 بلدا بالعاصمة: بلعريبي يدشن الطبعة 26 للصالون الدولي للبناء (باتيماتيك2024)    الفلاحة.. طريق مفتوح نحو الاكتفاء الذاتي    تقدير لجهود الجزائر في توطين الصّيرفة الإسلامية    توفير كل الإجراءات لجذب الاستثمارات ودعم المؤسّسات النّاشئة    الجزائر ستواصل الدفاع عن «أم القضايا» بمجلس الأمن    النّخبة الوطنية تحصد6 ميداليات في اليوم الخامس    بعد رواج عودته الى ليستر سيتي: إشاعات .. وكيل أعمال محرز يحسم مستقبله مع الأهلي السعودي    دورة الجزائر الدّولية للدراجات ستحمل طابع العالمية    الجولة 24 من الرابطة الثانية "هواة": أكبر المستفيدين في "معركة" البقاء.. عين مليلة تؤجل الصعود الرسمي لآقبو و"البوبية" تعقد مأمورية "بونة"    الوزير الأوّل يلتقي برئيس غينيا بيساو    الحماية المدنية..يقظة وتأهّب دائم للإنقاذ والتّدخّل    برنامج الجزائر الجديدة في حاجة إلى المؤمنين بالمشروع الوطني    طريق السلام يمرّ عبر تطبيق الشرعية الدولية    غيريرو يغيب عن إيّاب رابطة أبطال أوروبا    هذه تواريخ سحب استدعاءات المترشّحين    إقبال واسع على معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط    من ظاهرة النصب والاحتيال عبر الأنترنت الدرك الوطني يحذّر..    موقع إلكتروني لجامع الجزائر    ثلاث ملاحم خالدة في الذّاكرة الوطنية    جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تنظم لقاءً    على الجميع الالتزام بالمرجعية الدّينية الوطنية    الجزائر-قطر : اتفاق على فتح مجالات تعاون جديدة    المجلس الشعبي الوطني : يوم برلماني حول "واقع سياسة التشغيل في الجزائر"    تربية المائيات : الوزارة تدعو الراغبين في الاستفادة من تحفيزات قانون المالية 2024 الى التقرب من مصالحها    يخترع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع .. هنية يتهم نتنياهو ب"تخريب جهود الهدنة"    الأيام السينمائية الدولية بسطيف: 21 فيلما قصيرا يتنافس على جائزة "السنبلة الذهبية"    بموجب مرسوم تنفيذي : إنشاء القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة لمازونة بولاية غليزان وتعيين حدوده    جيجل: إعادة فتح حركة المرور بجسر وادي كيسير بعد إصلاحه    "معركة الجزائر" تشحذ همم الطلبة الأمريكيين للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة    جيدو/الجائزة الكبرى لدوشانبي: ميدالية برونزية للمصارعة الجزائرية أمينة بلقاضي    بلمهدي يشرف على يوم تكويني لفائدة المرشدين الدينيين المعنيين ببعثة حج 2024    التوعية بمخاطر الأنترنت تتطلب إدراك أبعادها    السيد بلمهدي يشرف على يوم تكويني لفائدة المرشدين الدينيين المعنيين ببعثة حج 2024    فلسطين: ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و683    الصحة العالمية: هجوم الكيان الصهيوني على رفح قد يؤدي إلى "حمام دم"    الجزائر تستنفر العالم حول المقابر الجماعية بغزّة    حماية الطفولة: السيدة مريم شرفي تستقبل من قبل وزير المصالح الاجتماعية بكيبك    إجراءات للوقاية من الحرائق بعنابة: تزويد محافظات الغابات في الشرق بطائرات "الدرون"    ميلة: قافلة طبية لعلاج المرضى بسيدي مروان    رئيس الجمهورية يهنئ نادي فتيات أقبو    أول وفد لرياضيينا سيتنقل يوم 20 جويلية إلى باريس    النزاع المسلح في السودان.. 6.7 مليون نازح    المعالم الأثرية محور اهتمام المنتخبين    اقترح عليه زيارة فجائية: برلماني يعري فضائح الصحة بقسنطينة أمام وزير القطاع    البروفيسور الزين يتوقف عند "التأويلية القانونية"    الالتقاء بأرباب الخزائن ضمانا للحماية    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرنان: “نادم على إيقاف مشوار مذكور.. لهذا كانت إصابات حشيشي، اسماعيل وسقني خطيرة، وأصبت لونيسي، دزيري، قايد، قوال وعليش”
نشر في الهداف يوم 08 - 12 - 2010

“ندمت على تقمص ألوان “الموك”، ولو شاركت في الداربي لسجلت في شباكهم وذهبت إلى الاحتفال مع CSC“
“وجدت نفسي مع “السنافر” في سجن الكدية وكنا نتجاوب مع الأهداف مباشرة من بن عبد المالك”
يواصل حرنان تسجيل اعترافاته ويتكلم عن قصته الكاملة مع إتحاد الحراش، عن شباب قسنطينة وعن بعض المباريات التي أدخل فيها اسمه على أساس أنها مرتبة، يدافع عن نفسه في عدة محطات ويتأسف للمجموعة المعتبرة من اللاعبين الذين أوقف مسيرتهم الكروية..
ثم جاء اللقاء الأخير في الموسم أمام الحراش، الفائز يلعب نهائي البطولة أمام إتحاد العاصمة (البطولة كانت تلعب بمجموعتين، ماذا حصل؟
لم أكن أملك مشكلا مع الحراشيين فقد واجهتم مرتين مع إتحاد عين البيضاء على أرضية 1 نوفمبر دون مشكل، سجلوا علينا في الدقائق الأخيرة وحصل ما حصل، الأنصار دخل أرضية الميدان لأنهم كانوا على حافة الملعب، لم يكن بين اللاعبين شيء، الكارثة تسبب فيها الأنصار وتم الاعتداء عليّ بزجاجة مياه غازية مهشّمة غرسوها في رأسي، ولا يمكن أن أصوّر لكم النزيف الذي حصل لي، ورغم هذا الاعتداء واقتحام الجمهور إلا أن الفدرالية لم تحرك ساكنا وعاقبتهم بلقاء واحد وكانت سعيدة لأن الحراش فازت علينا، وهي التي فعلت كل شيء لتتوج الصفراء في ذلك الموسم.
يومها بدأت قصتك مع الحراش؟
بدأت بالظلم والاعتداء عليّ في موسم اللقب، لم أكن لاعبا في الفريق حين ضربوا كاوة في لقاء متلفز، وبقيت “الشحنة”، وفي لقاء العودة في الموسم الموالي تعرضت من جديد إلى الظلم وحاول فكيد ويحيى هشام الاعتداء عليّ وحصلت مشكلة كبيرة في الملعب يومها، وأنتم تعرفون أني “مانكرديش” من يؤذيني يدفع الثمن.
ماذا حصل أولا في قسنطينة في موسم 99-2000؟
جريت وراء عدد معتبر من اللاعبين، الكل أصابهم الرعب، ضربت فكيد ويحيى هشام اللذين توعدتهما مسبقا في حوار ل “الهدّاف” (يظهر لنا القصاصة التي لا زال يحتفظ بها) وضربت لاعبين آخرين عدا لونيسي الذي احترمه كثيرا وراحم الذي استُقدم لاعبا جديدا، أنا “مانحقرش”، المهم أني فزت عليهم برباعية وسجلت هدفا.
في لقاء العودة في الحراش يقول عزيزان أنك خفت وخرجت؟
أنا أخاف؟ استغرب لما يقول هذا الكلام وهو لعب معي في فريق واحد ويعرف إن كنت أخاف أم لا. رجلي غرست في بساط ملعب المحمدية لمّا حاولت ركل الكرة فتسبّب لي ذلك في إصابة عضلية. لم أدّع الإصابة ولو كنت خائفا لما جئت أصلا إلى الحراش، الحراش يخاف منهم الجميع لكني كنت أتجوّل في سوق الحراش قبل اللقاء وأقتني ما أريد وألعب ثم أغادر.
هل لا زالت تتنقل إلى الحراش؟
لا زلت أتنقل إلى هناك إلى غاية اليوم وبعض أنصار الحراش يعترفون بقوتي ويقولون لي عندما ألتقيهم: “أنت راجل ولا تخاف”. كانوا يكرهوني عندما كنت ألعب ضدهم، وعندما كنت ألعب أمام منافس آخر يستمتعون بطريقة لعبي لأن حرارتي من حرارة الحراش.. أنصارهم بصراحة “فحولة”، وأحبهم رغم كل ما تعرضت له من طرفهم.
موسم 98-99 كان فاشلا على طول الخط وش. قسنطينة عجز عن احتلال مرتبة مع السبعة الأوائل، لماذا؟
بدأ سعدان معنا ذلك الموسم ثم غادر وجاء نجار، احتللنا المرتبة السابعة بسبب مشاكل الرئيس بن الشيخ لفقون الذي لم يتمكن من تسيير الفريق بسبب الأعضاء الموجودين إلى جانبه، كما أنه كان “عاقل ونية”، فضلا عن هذا كانت هناك تكتلات قوية وكثيرة وسط الفريق وفشلنا في اللقاء الأخير في احتلال مرتبة ضمن الستة الأوائل الذين يصعدون إلى القسم الممتاز، الهزيمة الأخيرة في الموسم كانت مُرة أمام “الكاب” بنتيجة 4-1.
في ذلك الموسم التحق شقيقك حكيم بك وصرتما زميلين؟
مسيرو الشباب شاهدوه في مباراة نصف نهائي كأس الجمهورية بين إتحاد عين البيضاء ومولودية وهران، شقيقي كان رائعا يومها وهو من عادل الكفة، لعب مدافعا محوريا وعمره 19 سنة، اتصلوا بي قبل هذه المباراة وسألوني فاقترحت معاينته وأعجبوا به لينضم في الأخير إلى الفريق حيث لعب في كل المناصب هو أيضا.
ووجدت نفسك أنت ظهيرًا أيمن وهو أيسر، هل تتذكر حكايات طريفة؟
ما أتذكره أن المهاجمين كانوا يخافوننا ويفضّلون تفادي اليمين واليسار مفضّلين اللعب في العمق، من كان يريد أن يلعب يذهب عند عرامة وبوريدان في المحور، الجميع كان يهرب منا، وصار هناك ازدحام شديد وعدد معتبر من اللاعبين في المحور، على جهتي وجهته كنا نلعب دون إزعاج.
إذن اتبع توصياتك بشأن ترهيب المنافسين؟
لا، أبدا لم أمنحه أي نصيحة، لأنه أصلا يلعب بحرارة واندفاع وقوة، حتى في الركنيات كان يصعد معي وقد سجلنا عدة أهداف، ما أؤكده عن حكيم أنه أيضا انتقل إلى شباب قسنطينة عن حب لأنه كان مولعا بهذا الفريق وشاهد شقيقه الأكبر وقلّده، علما أني واجهت حكيم وهو لاعب الشاوية وأنا في عين البيضاء في لقاء في الكأس جرى ببن عبد المالك، ومن شدة حرارة كل واحد منا كدنا نتشابك (يضحك).
هل تتذكر كيف أنقذته من عقوبة قاسية في العاصمة أمام شباب بلوزداد موسم 2000-2001؟
فعلا، حكيم أخطأ وضرب الكرة في وجه الحكم وهو ما جعله يخرج ببطاقة صفراء ثانية كانت ربما تعني عقوبة قاسية من لجنة الانضباط، خاصة أن المباراة كانت منقولة على المباشر. لقد قطعت أرضية الميدان بسرعة عدائي مسافة ال 100 م وتوجهت إلى الحكم قبل أن يرفع البطاقة الحمراء فصفعت حكيم مباشرة، وقلت له “يا الشيخ سامحه إنه صغير ولا يعرف” ورغم البطاقة الصفراء الثانية إلا أنه نجا من العقوبة.
هل تتذكّر حكايات جمعتك وشقيقك بمهاجمين آخرين؟
مرة واجهنا مولودية قسنطينة بلاعبها برحو الذي كان ممتازا في ذلك الوقت، حيث قلت له “ماذا تفعل هنا؟ اذهب لتلعب هناك”، كانت نيتي أن يلعب بعيدا عني وانتهى الأمر. حكيم شقيقي صفعه وطلب منه اللعب في جهة أخرى، وقد أكمل اللقاء في محور الدفاع رغم أن مدربه كان يطلب منه اللعب على الجناح إلا أن ذلك كان دون جدوى لأنه كان خائفًا.
لعبتم داربيات في ذلك الوقت وهناك كلام بأنها كانت مرتبة من طرف السلطات لتنتهي بنتيجة 0-0 خاصة داربيي 98-99، ما قولك؟
هذا كلام غير صحيح، من العار أن يُطلب من لاعبي فريق ما التساهل، ثم من له الجرأة ليطلب من لاعبين محنكين مثلنا فعل أمر مماثل.
هل تتذكر حكايات من مباريات الداربي؟
لا أتذكر، ربما ما بقي في ذهني هو قيامي بضربة مقصية، في وقت أراد اللاعب صحراوي ضرب الكرة برأسه فأغمي عليه وفقد أسنانه.
في موسم 99-2000 نافستم جمعية وهران على الصعود إلى القسم الأول
كان ذلك في عهد الرئيس أونيس والمدرب مواسة الذي التقيته من جديد بعد أن دربني شابا في عين البيضاء، حققنا الصعود في المرتبة الثانية خلف جمعية وهران التي رتّبت اللقاء في وهران مع الحكم الذي طرد شقيقي بالبطاقة الحمراء وأخرج مواسة ومنحها الأفضلية إلى أن سجلت الهدف الوحيد. في نهاية اللقاء ركضت وراء اللاعبين بعد أن “بصقوا“ علينا وشتمونا ظُلمًا، لقد فروا مني بأقصى سرعة ولم أصب أي لاعب منهم، توعدتهم مسبقا وأكدت لهم أن حملاوي محرم عليهم في لقاء العودة.
مباراة العودة لم تجر بسبب اعتدائك على مجموعة من لاعبي الجمعية، ماذا حصل بالتحديد؟
أتذكر أن أونيس دخل وهو يمسك رأسه ويصرخ: “راهم جاو بكامل لاعبيهم“، فقلت له لا تخف، في عملية مراقبة الإجازات التي قام بها قائدهم مراد مزيان ربّتت على كتفه وقلت له: “أنا بانتظاركم في الملعب”، فطلب مني الحكم يومها أن أهدئ أعصابي. توجهت إليهم حين كانوا يسخنون عضلاتهم وفراجي الذي كنت أبحث عنه هرب إلى الشرطة لمّا شاهد “الشر“ يتطاير من عيني فأدرك أن الأمر ليس سهلا ثم فر إلى غرف حفظ الملابس بسرعة 200 كلم في الساعة ولكني لحقته وحصل ما حصل، وبعد أن هدأت الأمور تكلّم القائد مزيان مع بوريدان وقال له: “نحن نخرج فراجي وانتم أخرجوه (في إشارة إلى حرنان)”.
ماذا حصل؟
رفضت الخروج، وقلت لمزيان: “أنا ألعب وإذا أردت المغادرة، عودوا إلى وهران”، ولأن إصراري كان كبيرا على اللعب فإن المباراة لم تجر، ودوّن الحكم اسمي في قائمته وعوقبت ب 8 لقاءات ولكن الفريق صعد وهو المهم.
في ذلك الموسم، هل تتذكّر أن لاعبي الحراش هدّدوك في المطار وطلبوا منك عدم الحضور؟
نعم، في مطار هواري بومدين بالعاصمة التقوني رفقة زملائي وطلبوا مني عدم الحضور، كانوا يتكلمون من بعيد فقط، لكني حضرت ولعبت أمام سور الغزلان في المحمدية أين أشبعني الأنصار شتما ومع ذلك سجلت، كنا منهزمين وعادت الكرة إليّ قرب منطقة ال 18م وظن مدافعو السور أني سأقذف لكني رفعتها ومهدت لنفسي وأرسلت صاروخية في الزاوية ال 90، وفي العودة حضرت وتشابكت مع عدة عناصر، وصرّحت يومها أن فكيد ويحيى هشام سيسددان ثمن ما فعلاه، وعلى ذكر فكيد أريد أن أقول شيئا..
ما هو؟
اعتديت عليه بضربة رأس ففقد الوعي، بالمناسبة أنا اعتذر على ما بدر مني لأنها مجرد كرة قدم في النهاية وانتهت ولم التق به لأطلب منه السماح، ويحيى هشام نال نصيبه، إلى أن أصبح زميلا لي في عين البيضاء.
هل ترى أنك اكتسبت سمعة سيئة مع الحكام؟
ليس كلهم، ربما الجدد نعم. القدامى يعرفون جيدا من أكون وعلاقتي بهم طيبة، هناك حكام هداهم الله عندما يرون اشتباكا، يأتون مباشرة إلى حرنان بالإنذار لإرعابي، حيث كانوا يرون أن السيطرة على أي مباراة تمر عبر “ربط“ حرنان بإنذار يجعله يراقب تصرفاته. لكني أؤكد أنه لم يسبق أن رفعت يدي على حكم.
لقاء مستغانم موسم 1999-2000 أمام الترجي عوقبت فيه أيضا دون بطاقة حمراء، ماذا حصل؟
الأمور كانت رياضية في لقاء الذهاب الذي لعب مرتين بعد وفاة قايد قصبة في اللقاء الأول رحمه الله، لكن في العودة كنا منهزمين وعادلنا الكفة ولم يتقبلوا ذلك، وفي النهاية اعتدى علينا لاعبوهم وأنصارهم، خاصة أنهم كانوا مهددين بالسقوط، حدثت فوضى عارمة وجريت وراء لاعبيهم بل ودخلت حتى إلى غرف حفظ الملابس، وشاهدني الحكم زكريني حيث دوّن اسمي على ورقة المباراة وعوقبت ب 5 لقاءات دون أن أتلقى الطرد.
لكني قرأت في إحدى القصاصات التي تحتفظ بها أنك لم تفعل شيئا وقلت أنك ضحية اللاعب مني زقاي؟
كان يجب أن أقول هذا الكلام للاتحادية لعلها تعطف عليّ وتخفّض عقوبتي، لم يكن بإمكاني أن أقول أني ضربت، هذا شيء واضح، لكن اليوم أؤكد أني ضربتهم ورددت على تصرفات مني زقاي الذي ظن نفسه فرعون، ولكني وضعته عند حده.
وقتها كانت لك علاقة خاصة ببزاز.
كان إنسان طيبا وهادئا و“ناس ملاح” يسمع إلى كلام من هو أكبر منه، كنت أدرس في معهد تكوين إطارات الشبيبة والرياضة “الكرابس” وهو في ثانوية بن باديس، حيث كنت أتولى نقله بسيارتي لمزاولة دروسه، كنت أنصحه وأقول له: “أنت لاعب كبير، وإذا رأيت أنك لست أهلا للدراسة فيجب ألا تفرّط في موهبتك لأنك ستذهب إلى أبعد حد ممكن”، بزاز عمل بصدق وصار محترفا، وهو يستحق ذلك.
نعود إلى موسم 2000-2001 في القسم الأول، عقوبتك انتهت في مباراة خاصة بالنسبة لك، أليس كذلك؟
نعم عقوبتي انتهت أمام مولودية قسنطينة في مباراة “الداربي”، صنعت حماسا كبيرا يومها للأنصار الذين تفاعلوا مع عودتي وفزنا بهدف من توقيع كاوة بعد ركنية سوماري.
في ذلك الموسم غادرت في نهاية مرحلة الذهاب، ماذا حصل بالتحديد؟
لم أتفق مع الرئيس والمدربين بتينة والمرحوم قليل، كانت هناك محاولة واضحة لإسقاط الفريق، سرحوني من أجل إفراغ النادي حتى يسقط وهناك من أخذ أموالا مقابل ورقة التسريح، توجهت إلى البليدة أين قضيت 6 أشهر وقدمت مستوى كبيرا وصار الرئيس زعيم يحبني وحتى الأنصار.
بقيت بالأداء والحرارة نفسها ولم تتغير؟
دافعت عن البليدة بكل قوة ومن أعماق قلبي، كان دفاع البليدة في مرحلة الذهاب من دوني مهلهلا نوعا ما، لكن في العودة تألقت واحتللنا مرتبة جيدة، وأكبر اعتراف كان من الأنصار لأنهم يحبون اللعب الرجولي، والحقيقة أنهم وضعوني فوق رؤوسهم، خاصة بعد لقاء المولودية الذي تحديت فيه لعزيزي وهنا زاد قدري عندهم.
كيف؟
الجميع كان يخاف هذا اللاعب لطوله الفارع وقوته الجسمانية، لكني وفقت في أول 10 دقائق في إسقاطه أرضا خلال صراع ثنائي وكأنه اصطدم بجرار فلاحي، كنت أزن 85 كيلوغراما وهو أكثر من قنطار لكنه فقد توازنه ثم مارست عليه رقابة عندما يصعد للهجوم في الكرات الثابتة وهذا بتوصية من المدرب مواسة، كما أنه تولى الدور نفسه عندما كانت تتاح لنا مخالفة أو ركنية، فزنا عليهم بثلاثية نظيفة وفي ذلك الموسم واجهنا الحراش في حجوط لأن ملعب 1 نوفمبر كان معاقبا وأسقطناهم.
كيف كان شعورك يومها؟
بفريق كان يضم برڤيڤة، جبار ولاعبين كبارا، أرى أنني أديت واجبي، ولكن في قرارة نفسي لم أتحمل سقوط الحراش لأنه فريق كبير، في تلك المباراة لاعبو الحراش كانوا يتوسلون أن أتركهم يسجلون، ولكني كنت أقول لهم “ها هو زعيم على خط التماس، تكلموا معه”، فزنا عليهم (1-0)، يومها الإحساس الوحيد الذي شعرت به هو الحزن لأن بطولة القسم الأول خسرت ناديا كبيرا رغم “الحڤرة” التي تعرضت لها في الحراش في عدة مناسبات.
بعد نهاية الموسم كانت هناك اتصالات كثيرة ولكنك...
(يقاطع) اتصل بي مجلس شيوخ شباب قسنطينة للعودة، أعتبره مجلس التخريب إن صح التعبير، هؤلاء قضوا على الفريق وتركونا نختار أندية أخرى، طلبت منهم جلب وثيقة التسريح مثلما باعوها لزعيم، فأكدوا أني أنا من سأتولى هذا الأمر، ودميغة كان أكفأ منهم حيث توجه إلى البليدة وأمضيت لمولودية قسنطينة.
كيف كان اختيار مولودية قسنطينة وأنت الذي لعبت مطولا في الفريق الجار؟
الاختيار كان صعبا، ولو أن رغبتي في الاقتراب من البيت كانت أقوى، خاصة مع بعض المشاكل العائلية، وقتها كان يدرب البليدة مرزقان حيث ألح علي أن أواصل لكني أخطأت، ولو بقيت في البليدة لكان ذلك أفضل لي مادام أن مسؤولي شباب قسنطينة “سمحو فيا”.
تعترف إذن بأنك ارتكبت خطأ باللعب في مولودية قسنطينة.
فعلا، أكبر خطأ أني لعبت في المولودية، ولو أنه ليس خطئي ولكن قدري أن دميغة اشترى من زعيم وثيقة تسريحي التي فشل مجلس شيوخ الشباب في الحصول عليها. “السنافر” يعرفون أني كنت مستعدا للعب في فريقهم مجانا على أن أختار “الموك”، مثلما لعبت مجانا من قبل، والتاريخ يشهد أني عندما قدمت لشباب قسنطينة من خنشلة سددت وثيقة تسريحي بالأموال التي منحوها لي، فلعبت مجانا في الموسم الأول.
في ذلك الموسم، كيف سارت معك الأمور؟
أقول لك شيئا، لعبت فقط المقابلات الودية، كنت عندما لا أشارك في لقاءات قسنطينة أفرح، حتى أني أدعي الإصابة حتى لا ألعب، لكن خارج الديار كنت أقدم ما علي وأبذل كل مجهودي.
إذن لعبت في “الموك” بالحيلة.
اعتمدت على الحيلة، لدي جمهوري (يقصد مناصري شباب قسنطينة) الذي أحبه ويحبني فكيف تريدني أن أخسره؟ لقاء واحد لعبته أمام شباب باتنة والجمهور كله كان يشتمني فوجدت أن هذا الأمر لا يساعدني، ثم صرت لا أشارك، مرات أدعي الإصابات ومرات أتمارض، حتى انتهى الموسم الذي نلت فيه مستحقاتي. لم أكن أريد أن أخسر ولو واحدا من أنصار الشباب، وأصلا لا أحب الدفاع عن ألوان “الموك” التي كنت أريد مغادرتها لكني كنت مرتبطا بعقد مدته موسمان.
في العام الموالي بألوان “الموك” دخلت السجن بسبب تزوير وثيقة الخدمة العسكرية، إرو لنا ما وقع.
أوصلت زميلي في “الموك” طلحي إلى شخص من أجل أن يساعده في الحصول على إعفاء من الخدمة العسكرية بمقابل مادي، منحته وثائقه فزوّرها، وبسرعة انكشف الأمر وعندما وقع اللاعب اعترف بأني أنا من أخذت وثائقه، عندما جاءت الشرطة أوصلتها إلى المعني وقبضت عليه، وهذا الشخص أنكر ولكنه لم يتمكن من ذلك لأن شريكه في التزوير كان شاهدا عليه، وقد حكم عليه على ما أعتقد بعامين حبسا، لكني استأنفت الحكم وبقيت 3 أشهر في السجن باحتساب التحقيق واستفدت من البراءة، حتى صحيفة السوابق العدلية الخاصة بي نظيفة.
كيف قضيت فترة سجنك؟
كنت في سجن الكدية وأغلب المساجين كانوا “سنافر”، المباريات كانت تلعب في بن عبد المالك وكنا نحتفل بأهداف الشباب على المباشر كأننا في المدرجات لأن المسافة بين السجن والملعب لا تزيد عن 100 م. قضيت أياما عادية مع “السنافر” وسط احترام الجميع، كنت أتدرب وحافظت على لياقتي البدنية، حتى أني بمجرد أن غادرت أسوار السجن دخلت مباشرة إلى المنافسة في القسم الثاني مع “الموك”.
ندمت إذن على اللعب ل “الموك”
أكثر مما تتصور، لو عاد بي الزمن إلى الوراء لكنت اشتريت وثيقة تسرحي من البليدة ولعبت بالخسارة مع “السنافر”، أنا نادم بصراحة، على الأقل كنت قادرا على البقاء في البليدة لكن...
تملك عقدا ينص على أنك مدين لمولودية قسنطينة بمليار و300 مليون في وقت أن دينك الحقيقي هو 130 مليونا فقط، لماذا تريد الحصول على ما هو ليس ملكا لك؟
في وثيقة العقد الموثق بيني وبين دميغة توجد قيمة مليار و300 مليون، أخطأ الموثق أم لا، أنا لا أريد أن أفهم، في الأيام القليلة القادمة سألجأ إلى القضاء لأنهم أكلوا حقي.
في “الداربي” الذي كنت حاضرا فيه موسم 2002-2003 رفع عليك مسؤولو “السنافر” احترازات عليك ولم تشارك.
أعجبني الأمر وبقيت في غرف حفظ الملابس ولم أشاهد ولو لقطة واحدة، لو لعبت لكنت سأسجل ضد مرماي في شباك “الموك” (يضحك)، نعم كنت سأفعلها وأذهب إلى الاحتفال مع لاعبي الشباب.
هل فعلا كان تفعلها؟
والله أفعلها، لا يوجد مشكل عندي تماما.
من أسقط “الموك” في ذلك الموسم؟
مسؤولوها، لأنهم لم يسددوا مستحقات اللاعبين، صدقني كنت أنتظر متى ينتهي العقد وأنضم إلى ناد آخر، كنت خارج الخدمة وأشياء كانت تحدث في الفريق كنت آخر من يسمع بها، مثلا لم أسمع بترتيب بعض المقابلات إلا لما غادرت.
لكنك تتحامل هنا على “الموك” الفريق الكبير، ألا تخاف من غضب أنصاره؟
هذه هي الحقيقة، لم أكن إلا جسدا في مولودية قسنطينة، وحتى في التدريب كان عقلي في مكان آخر، كنت أتدرب لأربح اللياقة البدنية، ويوم المقابلة لو كان الأمر بيدي لكنت دائما خارج ال 18 وأعود إلى عين البيضاء، مرات كنت أغيب عن اللقاءات حتى لا أستدعى.
بعد المولودية توجهت إلى فرنسا، البعض ظن أنك ستستقر هنالك، ماذا حصل بالتحديد؟
تنقلت إلى فريق “إنترفاس دو ليون” في “Cfa“، أدرب شبان النادي وألعب مع الأكابر، غيرت الجو موسما كاملا وعدت، وبعد انتهاء صلاحية التأشيرة لعبت في عين البيضاء مرحلة الذهاب موسم 2005-2006 حيث كان ذلك مجانا لأنهم كانوا “يسالوني” إلى أن جاءت لجنة الإنقاذ التي أسميها أنا لجنة الفساد فغادرت نحو مولودية باتنة.
كيف كانت الأمور “البوبية”؟
رحب بي الأنصار ودافعت بقوة عن فريقهم. إلى اليوم أحب المولودية على الرغم من أنني لم أتلق مستحقاتي، لقد وجدت حرارة أنصار “البوبية” تشبه حرارة أنصار شباب قسنطينة.
في ذلك الموسم لعبت أمام شباب قسنطينة مباراة ودية وأصبت نعمون، هل تتذكر؟
حاول في عدة مناسبات أن يضحك عليّ الحضور، وفي أول التحام حقيقي بيني وبينه كدت أتسبب له في إصابة خطيرة. لقد نصحوه بأن يتفاداني لكنه حاول استفزازي ومراوغتي لأنه سريع وأنا كان عليّ أن أثبت قيمتي وبأن مسؤولي مولودية باتنة لم يخطئوا في استقدامي، على ذكر المولودية فقد كان مروري على هذا الفريق السبب الذي جعلني أفهم كيف رتب لقاء “البوبية” أمام عين البيضاء في موسم 2004-2005.
كيف؟
في ذلك الموسم أدينا لقاء كبيرا في باتنة وانهزمنا بصعوبة كبيرة، ثم توجهت إلى فرنسا. الفريقان كانا يتنافسان على الصعود وقد تحركت مشاعري في لقاء العودة فحملت الحقيبة وجئت من فرنسا إلى عين البيضاء لمساعدة فريقي على الصعود، تدربت بضعة أيام لمنح الإضافة لكن للأسف وجدت “تخربيش”، والأمور لا تسر من جهة اللاعبين والطاقم المسير وحتى بعض المسيرين القدامى، وقتها عدت أدراجي إلى فرنسا ولم أشاهد حتى المباراة التي فازت فيها المولودية بطريقة مريبة، لما لعبت في مولودية باتنة قيل لي كيف رتبت مباراة عين البيضاء.
يقولون إن حرنان وضع الأدوية المهلوسة لزملائه في عين البيضاء قبل إحدى المباريات.
كنا مجموعة من اللاعبين نمزح مع بعض، وقبل لقاء عين البيضاء ومروانة شاهدتهم “يفوخو” ويضحكون على بعض اللاعبين خاصة الشبان، فقلت لهم ستدفعون الثمن غاليا. لدي صديق مريض نفسيا يعالج بالأدوية المهلوسة، طلبت منه بعض الحبوب فوضعتها في عصير “رويبة”، لعبنا وكانوا أضحوكة للجميع، أحدهم قال لي: “أردت أن أخرج من التسلل، فطلبت من المدافع أن يتراجع قليلا لأنني كنت أحس بالثقل”، مدافع قال لي: “من شدة ثقل رأسي كانت تلزمني دراجة نارية للحاق بالمهاجم”، والمفاجأة أن الفريق تعادل أمام مروانة (1-1)، وكأن لاعبي المنافس كانوا مهلوسين أيضا.
كم عدد اللاعبين الذين كانوا مهلوسين؟
منحت العصير لخلافي وسدراتي، في وقت أنهما منحا العلبة للاعبين آخرين على غرار فزاني والحارس.
وكيف كانت المباراة؟
كدنا نموت من شدة الضحك في المدرجات، أحدهم لعب التماس بقدمه، وما فعلوه بقي حكاية إلى اليوم في عين البيضاء لأنها كانت مباراة كوميدية.
عدت إلى شباب قسنطينة بعد موسم في باتنة، كيف حصل ذلك؟
رجعت حبا في الفريق في عهد غوالمي رغم أنه لم تكن هناك أموال. طلب منا الصبر ولكن للأسف قام بلعبة سيئة، أمضينا بلا صك ولا أي شيء ولما جلب الأموال أخفاها عند عرامة الذي ترك قسمته في البيت، وجاء بالمبلغ المتبقي للاعبين، هناك فسدت النية في طريقة التقسيم وساءت الأمور وضاع الصعود. لو أحسب بالسنتيم ما تلقيته في الفريق طيلة مشواري فلن يزيد عن 250 مليون، في وقت أنهم جلبوا لاعبين لم يشاركوا، وفي نصف موسم فقط نالوا 280 و300 مليون والأنصار يعرفون عمّن أتكلم.
في ذلك الموسم كانت لك حكاية أخرى مع الحراش كلّفتك عقوبة طويلة، ماذا وقع؟
جئنا للعب كرة القدم لكن المدرب سعدي ومساس انزلقا إلى أمور لا تليق بمستواهما ووقعت بينهما استفزازات. في ذلك اللقاء أخطأ المدرب لما وضعني في الاحتياط حيث جامل اللاعب بوشتة الذي طُرد وتغيّرت المعطيات وانقلبت علينا المباراة. لو شاركت أنا كنت سأعرف كيف أبقى بذكاء، وأكثر من ذلك في الهدف الثاني (النتيجة كانت متعادلة 1-1) نزل مناصر إلى الميدان واستفزنا وفي نهاية اللقاء حدثت فوضى عارمة بعد أن نزل الجمهور إلينا، فاتجهت مباشرة إلى حقيبة المساعد الطبي وأخرجت المقصين وأصبت عدة مناصرين وأصبت لاعبين منهما بلاط وبختة. أنقذت نفسي وبعض اللاعبين، لكن للأسف بن حسان وعرامة تعرضا لإصابتين بالغتين في رأسيهما بقضبان حديدية في يوم رمضاني كنت أتمنى أن لا أشاهد فيه من جديد برك الدم في ملعب الحراش.
كيف لم تصب يومها رغم أنك كنت المستهدف الأول؟
تعرضت إلى إصابات خفيفة في ظهري بعد أن ضربوني بالكراسي، كانت لدي خبرة مع “الكواسر” الذين ضربوني مرة بقارورة زجاجية مهشمة فأحسست بالتالي أن الأمور ستختلط، خاصة أن أنصار الحراش لا يعرفون الرجوع إلى الخلف وأنا أيضا، لذلك قلت “خلّي نديروها في بعضاها ونشوفو وين توصل”.
عوقبت بعامين في ذلك الموسم
لم أيأس، تحركت مع بعض مسيري الحراش الذين ساعدوني لتقليص عقوبتي إلى نهاية الموسم، أي 8 أشهر وأكملت التدريبات مجانا دون أن أنال أي سنتيم.
بعدها عدت إلى عين البيضاء من جديد...
نعم، استرجعت المنافسة في عين البيضاء وعدت جاهزا إلى شباب قسنطينة، حيث استقدمني بوحلاسة وكانت هناك مشاكل مستحقات وبعض التكتلات الأخرى من اللاعبين، الأمور كانت على ما يرام في الذهاب مع المدرب محيمدات لكن المسيرين فجروا الأمور.
كيف كانت تجربتك الأخيرة في شباب قسنطينة؟
كنا نريد لعب ورقة الصعود، لكن الفريق كان مهلهلا والأمور على حافة الإنفجار. كانت عقول اللاعبين في الأموال التي ذهبت يمينا وشمالا وأنا لم أنل شيئا، العقد موجود وأتحدى من يقول إني أخذت أكثر من 250 مليون من شباب قسنطينة في السنوات التي لعبتها. لدي في البيت كل ما يثبت قولي، لكن “سي.آس.سي” هو الفريق الوحيد الذي لن أذهب أقاضيه.
غادرت شباب قسنطينة بعد الهزيمة ب (1-0) في المقابلة أمام “الموك” التي اتهمت بأنك رتبتها مع بعض اللاعبين رغم أنك لم تشارك، ماذا وقع يوم 3 مارس 2008؟
لا يمكن أن أضر شباب قسنطينة ولو أموت جوعا. هذه التهمة حاول مسؤولو “الموك” إلصاقها بي، في وقت أن بعض اللاعبين في الفريق أخطأوا. بمجرد أن اتصل بي مسيرو “الموك” لترتيب اللقاء أعلمت الرئيس الذي طلب مني أن أقوم بتمثيلية وأحصل على الأموال و”يدزو معاهم”، بعد أن شاهد مسيرو “الموك” إصراري على تسلم الأموال شكوا في الأمر فاتصلوا بلاعبين آخرين والكل في قسنطينة يعرف ماذا حصل. لما اتصلوا بي مرة أخرى كنت في السيارة مع الرئيس ونائبه وشخص آخر وسمعوا كلام المتصل بي باستعمال مكبر الصوت.
لماذا لم تحضر ذلك اللقاء، وهو ما أثار الشك أكثر؟
المسيرون لم يحسنوا التصرف في موقف مثل هذا ولم أشأ أن أحشر أنفي فيما لا يعنيني وتركتهم إلى أن وقع ما وقع، وقبلها توجهنا إلى مقر الشرطة ورفعنا شكوى بتهمة محاولة الرشوة، ولا أدري أين وصلت الأمور على مستوى العدالة.
إذن تؤكد لجمهور شباب قسنطينة أنك بريء؟
أنا صافي عند الله، يقولون عني قبيح، حار، إنسان تاع مشاكل ولكني لا أرتب اللقاءات ولو متّ جوعا.
هل سبق أن شاركت في مباراة مرتبة؟
هناك لقاءات فزنا بها ولم نكن نعلم أنها مرتبة إلا على أرضية الميدان. في ش. قسنطينة، في إ. عين البيضاء وم. باتنة كل الفرق التي لعبت لها كانت فيها مباريات مرتبة لصالحنا. كنت أفهم بخبرتي أن هناك تساهلا من المنافس، لكن أن يطلب منا رفع الأرجل صراحة فهذا لم يحصل معي، بل كانوا يعرفون ماذا يفعلون، إذ كانوا ينقصون التعداد. الرؤساء أذكياء جدا ولا يتركون أي مجال للشك، لكن الميدان كان يدينهم.
هل تتذكر مباراة البليدة أمام شباب قسنطينة موسم 2000 - 2001 في حملاوي؟
ساعدناهم للفوز لأننا لم نكن نحتاج إلى النقاط، الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي، ما جعلني أغيّر منصبي حيث أصبحت مهاجما وبقيت أتجوّل 45 دقيقة وكأنني في “رحبة الجمال” (يضحك). بزاز أمسك مرة الكرة وحاول مراوغتي، فاصطدم بي وسقط، فقلت: “يا ياسين إذا أردت أن تراوغ، اذهب على الجهة اليمنى وأنا أفتعل الذهاب إلى الجهة اليسرى وأنت قم بعملك”، وسجلوا علينا فعلا هدفين.
ماذا لو بقيت النتيجة (0-0)؟
كنت سأسجل في شباك فريقي دون شك، لأن البليدة تحتاج إلى النقاط.
تسببت في إصابات كثيرة للاعبين، لماذا؟
لم يسبق أن أصبت لاعبا متعمّدا، لكني تسببت في عدة إصابات لمدافعين وحراس وغيرهم.
البداية ب حشيشي لاعب تبسة، ماذا وقع بالضبط؟
كنت مدافعا أيمن في عين البيضاء، راوغت لاعبا ومنحت الكرة لأحد زملائي الذي أرجعها لي في الرواق، دخلت بها إلى المحور، كان هناك بشططو الذي يعرفني جيدا فخاف وابتعد عني، قبل أن يتدخل عليّ مباشرة حشيشي لنصطدم بقصبتي ساقينا، ظننت أن واقي الساق ل حشيشي تكسر، لأني أصلا لا ألبسه إلا إذا أصر عليّ الحكم، ولما تأكدت أنه لم يحصل شيء واصلت اللقطة ولم نستفد من شيء. حشيشي للأسف بعد 3 سنوات من العلاج عاد ولكنه لم يتمكن من لعب كرة القدم من جديد.
هناك أيضا لاعب “الكاب” مذكور الذي كان يتكهن له كثيرون بمستقبل واعد، لكنك أوقفت مسيرته
كان صغيرا وممتازا، أمسكت الكرة ومررتها ل غولة لكن عريبي من الخلف ارتكب عليه خطأ، طلبت من سليم أن يلعب بهدوء، قبل أن أسمع مذكور يتكلم من بعيد موجها كلامه لي قائلا: “ماذا تحسب نفسك أنت؟”. لم أكن أعرفه تماما، فتوعّدته، وصلتني كرة سبقتها متعمدا لنصل إليها معا، رمى رجله للكرة تدخلت عليه ليس لأكسره، لكن للأسف الشديد الإصابة كانت خطيرة جدا، أجرى 3 عمليات جراحية دون جدوى ولم يتمكن من لعب كرة القدم من جديد... حقيقة ندمت كثيرا.
ليس هو اللاعب الوحيد من “الكاب” الذي تسببت له في إصابة خطيرة
هناك الحارس اسماعيل “زينڤا” الذي تعرض إلى كسر وظل يصرخ بعد أن تدخلنا مع بعض على الكرة، عاد إلى اللعب بعد مدة ولكنه لم يواصل للأسف الشديد. كان يمكن أن يصل إلى المنتخب الوطني وهو يعرف اليوم أني لم أقصد إيذاءه لأن التدخل كان عاديا وأصلا هو من ضربني.
هل هناك لاعبون آخرون كانوا ضحاياك؟
لاعب من تيارت أصبنا بعضنا بالرأس ففقد الذاكرة، يوجد أيضا حادثة وقعت في 92 لما كنت في عين البيضاء، حيث وصلتني فتحة فحاولت أن أصلها بالرأس وظننت أن لاعب العلمة سقني سيبتعد لكني أصبته في رأسه ففقد الذاكرة أيضا وتقطع له شريان في الرأس ولم يلعب بعدها كرة القدم. كما أتذكر أن هناك حارسا يسمى زروقي كان يلعب في بناء قسنطينة وانتقل إلى مكارم ثليجان واجهناهم وديا، ولما صعدت معه إلى الكرة اصطدمنا ببعض وفقد هو الذاكرة، هنا تحدث معي مدربهم دريد وطلب مني اللعب بهدوء. أحد لاعبي ثليجان آخر أقحم نفسه وقال لي: “ألا تعرف من كان يكلمك؟”، فرددت عليه: “ألا تعرف أنت أيضا مع من تلعب؟”. وعلى ذكر ثليجان كنت قريبا من هذا الفريق في أجمل أيامه وجاءني رئيسه الحاج غلاب إلى البيت بسيارة من آخر طراز، وقبلت العرض ولكن لما زرت هذه البلدية الصغيرة لم أجد فيها شيئا وتأكدت أنه لا يمكنني أن أمارس كرة القدم في سجن فعدت أدراجي.
هل هناك إصابات أخرى غيرها؟
أصبت لونيسي، دزيري، ڤايد، ڤوال، عليش وعدة مهاجمين آخرين.
ماذا تقول لمن أصبتهم؟
لا بد من التوضيح أن هناك لاعبين اصطدموا بي وهم من تكسروا، لكني أطلب السماح من كل من أصبته.
من هو اللاعب الذي ندمت كثيرا على إصابته؟
مذكور، لأنها كانت إصابة بليغة جدا، طلبت منه العفو في عدة مرات وزرته في البيت حتى في العيد، كان متفهما إلى درجة لا يمكن وصفها، وقد اعتبر أن الأمر قضاء وقدر.
كم مرة طُردت في مسيرتك؟
في شباب قسنطينة لم أطرد وعوقبت مرتين، في “الموك” لم أطرد، في البليدة طردت مرة واحدة، في عين البيضاء 4 مرات تقريبا.
والبطاقات الصفراء التي نلتها في مسيرتك؟
لا يمكن أن أحصيها، لكن تقريبا بمعدل 3 بطاقات في كل 4 مباريات.
هل ترى أن طريقتك في اللعب موجودة عند بعض المدافعين اليوم؟
هناك بعض اللاعبين الذين يلعبون بالحرارة مثل العيفاوي وديس بالإضافة إلى أكساس، ليست طريقتي نفسها ولكن تشبهها.
ما هو أكبر خطأ ارتكبته في حياتك؟
إمضائي في “الموك”.
من هو أسوأ مدرب أشرف عليك؟
عملت مع مدربين كبار، وإن كان يجب أن أتكلم فربما ايريدير.
من هو أفضل مدرب؟
سعدان، مواسة، بوعراطة، بهمان، زوبا وغيرهم.
من هو الرجل الذي لن تنساه في محيط كرة القدم؟
بن بوديرو رئيس عين البيضاء، بوالحبيب، محساس، المدرب سعدان، مواسة بالإضافة إلى رشيد بوعبد الله.
لكنك لم تعمل مع بوعبد الله؟
تدربت تقريبا لشهرين في “الكاب” موسم 92-93 ولكني لم أؤهل في موسم الصعود الذي حققه الفريق. كان بوعبد الله رجلا بأتم معنى الكلمة معي.
من هو المهاجم الذي كنت تضع له ألف حساب؟
تسفاوت لاعب رائع، بالإضافة إلى دحلب، مصابيح، عز الدين رحيم، رحيم “بوبوي” ولونيسي، كانوا يجبروني على استعمال كل تقنياتي لإيقافهم.
من هو المهاجم الذي راوغك بطريقة لن تنساها؟
“غاضتني” ما فعل بي بن زرڤة في نهائي كأس الرابطة أمام مولودية وهران، ثم مرر الكرة لمصابيح وخسرنا اللقب.
من هو أفضل مدافع حاليا في الجزائر؟
يعجبني كثيرا العيفاوي، فيه صفات المدافع الكبير منذ أن كان صغيرا، بالإضافة إلى زدام الذي أتوقع له أن يذهب بعيدا، لعبت معه في شباب قسنطينة وأعرفه جيدا.
الفريق الذي تناصره؟
شباب قسنطينة حبي الأول، واتحاد عين البيضاء لأنه فريق مدينتي والنادي الذي تربيت فيه.
إذن لن تنسى شباب قسنطينة؟
لا أنساه ولن أنساه وهنا في عين البيضاء يسمونني “السنفور”، وحتى في البيت كل شيء أخضر، الديكور أيضا ويمكنكم أن تتأكدوا فيما بعد، اللون الأخضر أحبه منذ أن كنت صغيرا.
كم سجلت من هدف في مشوارك؟
تقريبا 35 هدفا من المخالفات، من عمل فردي، من قذفات من بعيد، من ركلات الجزاء، ومن كل الوضعيات تقريبا سجلت حتى من منتصف الميدان. ما أفتخر به أني سجلت على حراس كبار على غرار عصماني، كحيل، حمناد، لعور ومزاير.
بماذا تريد أن تختم؟
أتمنى النجاح لكل الفرق الجزائرية، وبالنسبة إليّ آمل أن أدخل ميدان التدريب، أعدكم أني سأخرّج لاعبين لهم حرارة كبيرة لا يعرفون الخوف ولا يعودون إلى الوراء، كرة القدم ليس فيها الموت، لو كانت تقتل لما وجدت أصلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.