عاشت عديد المدن الفرنسية حالة طوارئ حقيقية بعد مباراة الجزائر والمغرب، في إطار الجولة الثالثة من تصفيات أمم إفريقيا 2012، وهذا بعد أن خرج جماعات من أنصار المنتخبين بعد نهاية المباراة التي نقلت عبر عديد القنوات الفضائية، للاشتباك مع عناصر الشرطة والقيام بأعمال عنف وتخريب خلفت خسائر مادية وتوقيف العديد من الأشخاص سهرة الأحد الماضي، حسب ما أوردته الصحافة الفرنسية الصادرة أمس. حملة اعتقالات في “تولوز“ بعد ليلة بيضاء وكانت مباراة الجزائر والمغرب لحساب الجولة الثالثة من تصفيات أمم إفريقيا بين التي انتهت بفوز “الخضر“ بفضل هدف حسان يبدة، قد شدّت إليها اهتماما غير مسبوق في فرنسا لأنها جمعت أكبر جاليتين مقيمتين هناك، لكنها حادت عن مسارها بعد الذي أقدم عليه بعض الأنصار من الجانبين. فقد كشفت يومية “لوبوان“ نقلا عن مصادر في الشرطة الفرنسية، عن وقوع اشتباكات بين أنصار المنتخبين من جهة، وعناصر الشرطة من الجانب الآخر، كما كان الحال في “تولوز“ في ساحة “Capitole“، عندما شارك قرابة خمسين شخصا في رشق وقذف عناصر الشرطة بكلّ ما أتيح أمامهم، في حين حطم آخرون نوافذ بعض المحلات وأضرموا النيران في عدّة سيارات، الأمر الذي خلف خسائر مادية معتبرة وإصابة شرطي في ساقه، قبل أن تتدخل الشرطة وتقوم بحملة اعتقالات امتدّت لساعة متأخّرة من سهرة الأحد. أنصار المنتخبين يغلقون وسط مدينة “مونبيلييه” وفي الوقت ذاته وفي مدينة مونبلييه، منعت حوالي مائة مركبة قادمة من أحياء تصنف بالساخنة في هذه المدينة، المرور من وإلى وسط المدينة وأغلقته بالكامل، قبل أن يقوم أصحابها من المحسوبين على أنصار المنتخبين، كما أوردت الصحيفة الفرنسية، بمهاجمة قطار “ترامواي“ الذي كان متوقفا هناك ورشقته رفقة عناصر الشرطة التي كانت منتشرة هناك بشتى أنواع المقذوفات المختلفة، محطّمة كلّ نوافذ “الترامواي“، قبل أن تقوم بحرق صناديق القمامة وإضرام النيران فيها، مما تسبّب في شلّ حركة المرور بالكامل لساعات الليل في وسط المدينة. الشرطة تتدخّل بالغاز المسيّل للدموع في “ألبي“ وحرق 12 سيارة في “بيزييه“ وفي مدينة “ألبي“، حاصر مئات المشجّعين للمنتخب الجزائري سيارة تابعة للشرطة وقاموا بدفعها، مما أجبر رجال الشرطة على استخدام الغاز المسيّل للدموع لتفريق مثيري الشغب، في حين تعرّضت ما لا يقل عن 12 سيارة للحرق في مدينة “بيزييه“ بالكامل، وتعرّضت ثلاث أخرى لأعطاب متفاوتة، كان ذلك حصيلة “احتفالات” بعض من أفراد الجالية الجزائرية بالفوز على المنتخب المغربي. والغريب في الأمر أن ذلك لم يكن ليشعل أيّ مشاحنات بينهم وبين أنصار المنتخب المغربي الذين تقبّلوا الهزيمة بصدر رحب. نفس “السيناريو“ في كل مرّة تلعب الجزائر رغم أنهم فازوا وفي تصريح لأحد رجال الشرطة نقلته جريدة “لوبوان“ الفرنسية، أكد أن الشرطة الفرنسية صارت في حالة تأهّب في كل مرة يخوض المنتخب الجزائري مباراة من هذا النوع، مذكرا بأحداث شغب حدثت في مباريات سابقة حتى في حال فوز الخضر “إنه دائما نفس السيناريو.. وبمجرّد أن يخوض المنتخب الجزائري مباراة مماثلة إلا ونتوقع مثل هذا النوع من التجاوزات والمناوشات، وهذا رغم أن منتخبهم فاز هذه المرة!”، يقول أحد رجال الشرطة، الذي يدرك جيّدا أنه سيكون مجندا لسيناريو آخر عند لقاء العودة بين المنتخبين مطلع جوان المقبل، ولو أنها تصرّفات يجب إدانتها وتقدّم صورة سيّئة للغاية عن الجمهور الجزائري هناك.