وضعت لجنة الإنضباط التابعة للإتحادية الجزائرية لكرة القدم حدا للترقب الذي خلقته منذ الخميس الفارط بسبب ما سُمي بفضيحة الميداليات، وأعلنت هيأة حداج صبيحة أمس عبر موقع الرابطة الوطنية عن العقوبات التي اتخذها في حق المتورطين في تلك الفضيحة.... إذ قصفت منسق الفرع عمر غريب بإقصائه من الحركة الرياضية مدى الحياة، كما أوقفت المدرب جمال مناد لسنتين (واحدة نافذة وأخرى غير نافذة) والقائد رضا بابوش لسنة واحدة، أما الحارس فوزي شاوشي فقد عوقب بالإقصاء لموسمين كاملين، وهو ما أحدث هزة ارتدادية عنيفة في بيت الفريق وفي معاقل "الشناوة" وكل ولايات الجمهورية التي تحدثت عن العقوبات، وجاءت ردود الفعل متباينة. كل التقارير أدانت غريب ولهذا تم إقصاؤه مدى الحياة ورغم التضارب في العقوبات التي بدأت تتحدث عنها مختلف الجهات منذ عدة أيام، إلا أن العقوبة الوحيدة التي جاءت ثابتة منذ البداية هي إقصاء منسق الفرع عمر غريب من الحركة الرياضية مدى الحياة، والسبب في ذلك هو أن كل التقارير، الفيديوهات، الصور والشهادات التي تحصلت عليها لجنة الإنضباط جاءت ضده وأكدت أنه المسؤول الأول عن فضيحة الميداليات، بعدما أمر لاعبيه بالعودة إلى غرف حفظ الملابس بمجرد أن أطلق الحكم حيمودي صافرة النهاية. عقوبة سنتين صدمت مناد وجعلته يتحرّك في مختلف الإتجاهات وعكس غريب الذي كشف مقربوه أنه لم يصدم كثيرا بعد صدور العقوبة مادام كان يتوقعها، فإن المدرب جمال مناد تأثر كثيرا بعدما سمع بالعقوبة المسلطة عليه وهي الإقصاء لسنتين واحدة نافذة وأخرى غير نافذة. وحسب ما أكده مناد، فإنه لم يتأثر لعودته إلى عالم البطالة بقدر ما تأثر بعدما حطم المشروع الرياضي الذي كان يحضر له، ولم يبق مناد مكتوف الأيدي وظل يتحرك في مختلف الإتجاهات لتخفيف العقوبة أو إلغائها نهائيا، مادام لا يوجد دليل يؤكد أنه هو من خطط لفضيحة الميداليات. شاوشي ضحية 5 تقارير كاملة ويرجّح فرضيّة المؤامرة وعكس مناد وغريب، فإن لجنة الإنضباط تعاملت بحزم مع قضية الحارس فوزي شاوشي الذي وجهت له تهمة إهانة وزير الشبيبة والرياضة على مرأى الجميع، إذ جاءت 5 تقارير من جهات مختلفة تثبت تورطه، ومع ذلك فإن شاوشي لم يقتنع وكشف لمقربيه أنه ذهب ضحية مؤامرة أحاكها ضده بعض المقربين من الإتحادية وروراوة من أجل قطع طريق عودته إلى المنتخب الوطني بصفة نهائية. بابوش أشد المتأثرين و"الشناوة" واللاعبون متضامنون معه أثارت العقوبة التي أصدرتها لجنة الإنضباط التابعة للإتحادية في حق القائد بابوش أكثر من علامة استفهام، إذ لم يفهم لا اللاعب ولا مقربوه سبب إبعاده لسنة كاملة رغم أنه كان صريحا وأكد أنه ليس له أي ضلع في عدم صعود التشكيلة لمصافحة ممثلي الدولة في النهائي وتسلم الميداليات، وقد لمسنا أن بابوش يلقى مساندة كبيرة جدا من "الشناوة" الذين يرفعون معنوياته، وحتى اللاعبين متضامنون معه ويرفضون العودة إلى التدريبات ما لم تراجع هيأة حداج هذه العقوبة القاسية جدا. إجماع أن العقوبات قاسية والأهم أن اللجنة لم تمس الفريق وحسب عملية جس نبض الشارع الكروي في مولودية الجزائر التي قامت بها يومية "الهداف"، هناك حالة إجماع على أن العقوبات المسلطة على الأطراف التي ثبت تورطهم في الفضيحة قاسية جدا، ولا أحد كان يتمنى أن يخرج هؤلاء من الفريق بهذه الطريقة بعد الذي قدموه له، لكن النقطة التي أفرحت عشاق العميد أكثر هي أن العقوبات مست الأشخاص وليس النادي والفريق سيشارك الموسم القادم في كأس الجمهورية، كما أن أسطوانة خصم ثلاث نقاط من رصيد الفريق في البطولة غير صحيحة، وكل ما قيل في هذا السياق يتنافى مع ما تمليه القوانين. -------------------------------------------- حدث هذا عشية أمس... "سوناطراك" تقرر فسخ عقود مناد، شاوشي وبابوش وتخرجهم من الباب الضيق في تطور مفاجئ للأحداث، قرر أعضاء مجلس إدارة شركة مولودية الجزائر الذي اجتمع عشية أمس بمقر الشركة في العاشور فسخ اللاعبين رضا بابوش وفوزي شاوشي، بالإضافة إلى المدرب جمال مناد الذي انتهت مهامه، ولن يكون حاضرا في حصة الإستئناف اليوم على خلفية العقوبات التي أنزلتها لجنة الإنضباط في حق هؤلاء، لتزيد "سوناطراك" من معاناة الثلاثي الذي لم يكن يتوقع أن يخرج من الباب الضيق بعد كل الذي قدمه لمولودية الجزائر. سيتم إستدعاؤهم هذا الأحد من أجل ترسيم العملية وحسب المعلومات التي تحصلت عليها يومية "الهدّاف" من مصادرها الخاصة، فإنه سيتم استدعاء شاوشي، مناد وبابوش إلى مقر الشركة الأحد المقبل من أجل ترسيم العملية وفسخ العقد بالتراضي، وحسب ذات المصدر، فإن "سوناطراك" لا تنوي تقديم أي تعويضات مالية بحجة أنهم ارتكبوا خطأ مهنيا، وسيحرمون حتى من المنح التي يدينون بها. الخبر صدم اللاعبين واستياء عميق من "سوناطراك" وقد انتشر خبر القرار الذي اتخذه مجلس الإدارة بسرعة البرق بين اللاعبين الذين لم يصدقوا الخبر، وأكد لنا بعضهم أنهم كانوا يتوقعون أن يقف الرئيس عمروش مع بابوش، مناد وشاوشي، ويقوم بتقديم الطعن من أجل تخفيف العقوبة وليس تعزيز قرار لجنة الإنضباط وفسخ عقود الثلاثي، في خطوة تؤكد أن القرارات التي اتخذت كانت فعلا بالتنسيق بين "سوناطراك" ولجنة الإنضباط -حسب اللاعبين-. حوالي 100 "شنوي" تنقلوا إلى "الفيلا" وعبروا عن غضبهم كما انتشر خبر فسخ عقد مناد، بابوش وشاوشي وسط أنصار مولودية الجزائر الذين لم يفهموا شيئا، وقد تنقل أمس في حدود الساعة الثامنة مساء ما يقارب مئة مناصر للمولودية إلى "فيلا" الشراڤة للتعبير عن غضبهم، إذ أجمعوا على أن هذا الوقت هو وقت وضع اليد في اليد وليس إحداث مشاكل أخرى. مجلس الإدارة يجدد ثقته في عمروش ويعين غازي قائدا جديدا بالإضافة إلى قرار فسخ عقود مناد، شاوشي وبابوش، قرر أعضاء مجلس إدارة مولودية الجزائر في اجتماع أمس تجديد الثقة في الرئيس كمال عمروش إلى غاية نهاية الموسم، كما اختار هذا الأخير كريم غازي قائدا جديدا للفريق إلى غاية نهاية الموسم وأعلمه بذلك خلال اجتماعه به عشية أمس بمقر الشركة في العاشور... (قضية للمتابعة). -------------------------------------------- غريب يكشف أنه لن يطعن في عقوبته ويؤكد: "تركت فريقا كبيرا، كان لي مشروع ضخم، أكون أول رئيس يتوّج برابطة أبطال إفريقيا والمشاركة في مونديال الأندية" لم يخف منسّق الفرع أنه لا يستحق أن تسلط عليه كل هذه العقوبة، مشيرا إلى أنه لم يفعل أشياء خطيرة تستحق إقصاءه مدى الحياة مضيفا بقوله: "أرى أن العقوبة قاسية جدا، وكما صرحت من قبل فإنني مادرت والو، وقرار عدم الصعود لاستلام الميداليات كان جماعيا ولم أحرّض اللاعبين على فعل ذلك، فقد اعتذرت باسمي وباسم كل عائلة المولودية إلى كل الهيئات السياسية والعسكرية والأنصار، وكل من كان في الملعب أو شاهد المقابلة خلف الشاشة الصغيرة، فالخطأ لم يكن متعمدا لنتفاجأ في نهاية المطاف بقساوة العقوبات". "لن أقدّم أي طعن، الشكوى إلى ربي ماشي للعبد" وأضاف غريب في رده على سؤال وجيه طُرح إليه، إن كان قد حضّر ملف الطعن الذي سيقدمه إلى لجنة الاستئناف التابعة ل"الفاف"، فكشف أنه لن يرفع أي طعن قائلا: "أنا أحترم كثيرا الفاف والرابطة وأحترم قوانين الدولة الجزائرية، فقد قلت لكم إنني لم أقصد إهانة أي شخص لا أنا ولا أي عضو من الفريق، لكن إذا كانت القوانين تفرض معاقبتي مدى الحياة، فأحترم القانون ولن أطعن في العقوبة، الشكوى لربي ما شي للعبد". "مناد، شاوشي وبابوش ليس لهم أي ذنب" أراد غريب أن يشير إلى شيء مهم –حسبه- عندما قال إن مناد، بابوش وشاوشي ليس لهم أي ذنب ولابد من العفو عنهم، حيث قال: "إذا كنت أنا المسؤول الرئيس على عدم صعود اللاعبين إلى منصة التشريفات وعاقبوني مدى الحياة، فأين هي مسؤولية مناد، شاوشي وبابوش؟ ففي رأيي يجب العفو عنهم وعدم تحطيم مشوارهم". "تركت فريقا كبيرا ولا أحد ينكر العمل الذي قمت به" ولقد صرح غريب أن الشيء الذي أثّر فيه هو أنه يملك مشروعا رياضيا كبيرا، كان يطمح إلى تحقيقه في المولودية بداية من الموسم القادم، لكن توقف في منتصف الطريق مضيفا يقول: "لقد تركت فريقا كبيرا ولا يوجد أي شخص يستطيع أن ينكر العمل الذي قمت به في المولودية، فلو كان معنا قليل من الحظ فقط لتوّجنا هذا الموسم بالدوبلي، لكن رغم ذلك سنحاول أن ننهي الموسم في المرتبة الثانية، حتى نضمن للفريق المشاركة الموسم القادم في دوري أبطال إفريقيا". "أملك مشروعا كبيرا توقف في منتصف الطريق" وأكد غريب أنه كان يريد أن يجعل من المولودية أقوى فريق في إفريقيا، ويكون أول رئيس فريق في الجزائر يجلب كأس رابطة إبطال إفريقيا ويشارك فريقه بذلك في كأس العالم للأندية لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، فقد كان يريد رفقة "سوناطراك" أن يصبح الحلم حقيقة، وكل شيء كان –حسبه- يسير على الطرق الصحيح لكن مشروعه توقف في منتصف الطريق بعد هذه العقوبة. "أتمنى لخليفتي كل التوفيق والأيام بيننا" واختتم عمر غريب تصريحاته بنبرة المتأثر أنه يتمنى كل التوفيق لخليفته، ولم لا –حسبه- أن يحقق نتائج أحسن من التي حققها هو، كما أضاف قائلا: "الأيام بيننا ووحدها هي التي ستكشف ما كان يحمله غريب من أعباء ثقيلة على كاهله، وما قدمته من تضحيات لهذا الفريق، رغم أن هذا الشيء واجب وليس مزية لأنني ابن المولودية وأغار عليها". -------------------------------------------- يتحدث ل"الهدّاف" بعد صدور العقوبة مناد: "هذه العقوبة حڤرة حقيقية، لن أسكت عنها حتى لو تطلّب الأمر أن أصل إلى الفيفا" "إقصائي سيضرّ المولودية وليس مناد وسيحطّم العمل الذي قمنا به طيلة موسم كامل" "لجنة الإنضباط لم تحدّثني إطلاقا عن حادثة الميداليات وسألتني فقط عما حدث بيني وبين حيمودي" ما تعليقك على عقوبة الإبعاد لسنتين التي سلطتها عليك لجنة الإنضباط التابعة للإتحادية؟ هذه العقوبة ظلم حقيقي وهي "حڤرة" بالنسبة لي، فأنا لم أرتكب جريمة حتى يتم إقصائي من مزاولة نشاطي لسنة مع سنة أخرى غير نافذة، أنا مصدوم وأنتظر فقط ترسيم العقوبات قبل أن أقوم بالخطوات القانونية اللازمة. وما الذي تنوى فعله؟ لقد كلّفت محاميّ الخاص بالطعن في هذه العقوبة، لأنها بصراحة غير مستحقة وأنا لم أفعل أي شيء لأعاقب عليه، أنا مظلوم ولن أسكت، يجب أن أسترجع حقي مهما حدث حتى لو تطلب الأمر مراسلة أعلى هيأة كروية عالمية "الفيفا"، كما سأراسل ودادية المدربين العالميين. وهل كنت تتوقّع أن تُنزل عليك لجنة الإنضباط هذه العقوبة القاسية بعدما استمعت لأقوالك؟ المشكل هو أن لجنة الإنضباط لما استدعتني الإثنين الفارط للإستماع لأقوالي لم تحدثني إطلاقا عن حكاية مقاطعتنا مراسيم تسلم الميداليات، وكل الأسئلة التي وجهتها لي كانت حول ما حدث بيني وبين الحكم حيمودي بعد إطلاق صافرة النهاية، وهذا ما جعلني أتوقع عقوبة خفيفة بسبب انتقادي للحكم ولم أكن أتصور أن أُقصى من مزاولة مهامي سنة كاملة. هل يمكن أن تتصوّر نفسك بعيدا عن عالم التدريب سنة كاملة؟ هذا آخر شيء أفكر فيه في الوقت الحالي، لأنني كما قلت لن أبقى مكتوف الأيدي وسأطرق أبواب كل الجهات لأدافع عن نفسي وألغي العقوبة، لكن الأمر الذي يجهله من كانوا وراء العقوبة أنهم بقرارهم هذا لم يحطموا مناد، لأنني الحمد الله "بخيري" وأملك ما يكفيني لأعيش بقية عمري، لكنهم حطموا المولودية وقتلوا المشروع الرياضي الذي خططنا له وضحينا لأجله طيلة موسم كامل، وأود أن أضيف نقطة أخرى... تفضّل... هذه العقوبة ستحرمني من ممارسة نشاط التدريب في الجزائر فقط ويمكنني أن أعمل في إحدى دول شمال إفريقيا أو الخليج العربي، لكنني لا أريد أن تشوَّه صورتي دون سبب، وحتى إذا رفضت الصعود لتسلّم الميدالية فيجب أن يحاسبوني على انفراد ولا يلصقوا فيّ تهمة عدم الصعود اللاعبين بشكل جماعي، لأنني لست أنا من يقرر ولست مسؤولا عنها. بماذا تودّ أن نختم هذا الحوار؟ أطلب من أنصار مولودية الجزائر أن يلتفوا حول فريقهم أكثر من أي وقت مضى، لأن الرجال يظهرون في وقت الأزمات وعليهم أن لا يتركوا ما بنيناه يذهب سدى بعد العمل الذي قمنا به طيلة موسم كامل. ------------------------------ عقب صدور العقوبات العوامل التي استندت عليها الرابطة لمعاقبة "العميد"... أنزلت الرابطة الوطنية عبر لجنة الانضباط التي يرأسها السيد حداج عقوبات صارمة على المولودية بعد ما يسمى بفضيحة نهائي كأس الجزائر، حيث كشف مصدر مسؤول من الرابطة عن استناد لجنة الانضباط على المادة 79 من قانون العقوبات التابع لها للفصل في العقوبات ضد المتورطين في هذه القضية بالنظر إلى عدد من المعطيات المادية التي دفعت بهذه الهيئة إلى إصدار عقوبات ردعية ضد المسؤولين، اللاعبين والمدرب مناد بعد صدور القرار الرسمي أمس عبر موقع الرابطة. المادة 79 من قانون العقوبات تورط المولودية يعرف المتتبعون أن المسؤولين واجهوا فراغا قانونيا في فضيحة النهائي، حيث لم تضع الاتحادية قوانين تخص الممتنعين عن استلام الميداليات وإهانة الهيئات الرسمية في المباراة النهائية، وهو ما دفع بمسؤول في الهيئة الكروية إلى التصريح عقب المباراة النهائية بأن المسؤولين سيبحثون في كل القوانين المحلية وحتى الأجنبية عن قانون يستندون عليه لتحديد عقوبات المتورطين، وهو ما دفع بأعضاء الرابطة للاستناد على المادة 79 من قانون العقوبات لشهر جوان 2012، والذي ينص على أن: "إهانة والمساس بشرف الاتحاديات، الرابطات وكل الهيئات التابعة لها تعرض أص
