واصل السويدي زلاتان إبراهيموفتش في استعراض سحره اللامتناهي في الملاعب الأوروبية، سحر وإبداع أجبر عشاق الكرة المستديرة والأخصائيين، فضلا عن أغلب الصحف العالمية على صرف أنظارهم مرغمين عما يقدمه ليونيل ميسي مع البارصا وكريستيانو مع "الملكي" وريبيري مع النادي البافاري، والتوجه إلى مشاهدة ما يقدمه "السلطان" السويدي، سحر "إبراكادابرا" دفع أمس صحيفة "le10 sport" الشهيرة إلى المطالبة بإنصاف اللاعب على الجانب الفردي ووضعه في خانة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، بل أكدت بأنه يستحق التنافس على جائزة الكرة الذهبية.
هدفه الثالث في مرمى أندرلخت بلغت سرعته 115 كلم/سا إبراهيموفتش يثبت بأن أهدافه "ماركة" مسجلة باسمه يقودنا الحديث عما فعله زلاتان إبراهيموفتش أول أمس في منافسة دوري أبطال أوروبا أمام أندرخلت حتما إلى أيام قليلة قبل ذلك اللقاء، حيث سحر النجم السويدي المتتبعين بهدف رائع ومبهر في مرمى باستيا، بعد أن روض الكرة بطريقة جميلة بالصدر، ومن ثم أسكنها في المرمى بالكعب، ممضيا هدفا لا يعرف السبيل إليه سوى "إبرا"، ليعود مرة أخرى ويسجل رباعية كاملة في دوري أبطال أوروبا.
"دايلي مايل" تؤكد أن سرعة هدفه الثالث بلغت 150 كلم/سا وليس 115 وبالحديث عن السمة التي أصبحت بارزة في أغلب أهداف العملاق السويدي، فإن هدفه الثالث في مرمى أندرلخت لاقى إعجاب الكثيرين، بل أن البعض صنفه من بين أحسن الأهداف هذا الموسم، وأشارت عدة مواقع عالمية أمس إلى أن سرعة هدف مهاجم باريس سان جرمان بلغت 115 كيلومترا في الساعة، وهو ما يؤكد القوة الهائلة التي يتمتع بها "إبرا"، بينما أكدت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية أن سرعة قذفة "السلطان" في لقاء أندرلخت وصلت إلى 150 كيلومترا في الساعة.
تسديدته تجاوزت "قذيفة" كارلوس التاريخية ودائما مع الصحيفة البريطانية، حيث استعرضت هذه الأخيرة في حديثها عن الهدف الثالث للنجم السويدي أسرع عشرة أهداف في التاريخ الكروي، وتصدر "إبراكادابرا" القائمة بتسديدة وصلت سرعتها إلى 150 كيلومترا/سا، متفوقا على هدف البرازيلي روبيرتو كارلوس أمام المنتخب الفرنسي سنة 1997 والذي بلغت سرعته 140 كيلومترا/سا، وهدف جايجاي أوكوشا أمام أستون فيلا سنة 2004 والذي بلغت سرعة 124 كيلومترا/سا، إضافة إلى هدف كريستيانو رونالدو أمام بورتو سنة 2009 والذي بلغت سرعته 105 كيلومترا/سا.
تخطى رقم جورج ويا كأحسن هداف ل البياسجي في دوري الأبطال وإضافة إلى ذلك، فقد تمكن قائد "البياسجي" من تحطيم رقم قياسي جديد في سجله مع نادي العاصمة الفرنسية، إذ أن "سوبر هاتريك" الذي أمضاه في مرمى النادي البلجيكي رفع رصيده من الأهداف إلى 10 بدوري الأبطال، وبذلك حطم الرقم الذي حمله الليبيري جورج ويا بسبعة أهداف، مع العلم أن المهاجم السويدي يخوض موسمه الثاني فقط مع باريس سان جرمان، في حين أن ويا ارتدى قميص النادي الفرنسي في الفترة الممتدة ما بين 1992 و1995.
أصبح عاشر لاعب في دوري الأبطال يسجل "سوبر هاتريك" ودائما مع الأرقام المبهرة التي بات يسجلها النجم السويدي، فبعد الأهداف الأربعة التي سجلها اللاعب في دوري الأبطال أول أمس، دخل "إبرا" دائرة مغلقة من اللاعبين الذي سجل أربعة أهداف في مباراة واحدة ضمن مباريات دوري الأبطال، في حين أن الأرجنتيني ليونيل ميسي يبقى الوحيد الذي سجل خمسة أهداف في تاريخ هذه المنافسة وحدث ذلك أمام بايرن ليفركوزن الألماني، كما استطاع نجم ميلان السابق أن يرفع رصيده إلى 38 هدفا في رابطة الأبطال، ليحتل بذلك المركز 13.
الوحيد الذي نال تقييم 10/10 في الجولة الماضية من دور المجموعات على صعيد متصل، نال "إبرا" لقب رجل المباراة بتقييم وصل إلى 10 درجات من 10، وهو أفضل تقييم للجولة الماضية من دور المجموعات، حيث تخطى ميسي وكريستيانو ونجوم القارة العجوز، كما استطاع نجم أجاكس والإنتير وميلان سابقا القفز إلى وصافة ترتيب هدافي البطولة الأوروبية برصيد 7 أهداف وبفارق هدف واحد عن البرتغالي كريستيانو رونالدو.
السويديون والفرنسيون يرونه الأفضل في العالم حاليا زلاتان يجبر التقنيين على وضعه في قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية فتحت مختلف الصحف العالمية وخاصة الفرنسية منها النقاش ساخنا عن المردود المذهل الذي يقدمه زلاتان إبراهيموفتش مع فريقه سواء في الدوري الفرنسي أو على الملاعب الأوروبية، ومع أن نجم "البياسجي" تألق الموسم الماضي وسجل اسمه كأحسن هداف لفريقه، إلا أن الأهداف الاستثنائية التي وقعها في مرمى باستيا وأندرلخت تباعا أعادته للواجهة، وفتحت النقاش حول أحقية اللاعب في منافسة الثنائي كريستيانو وميسي، إضافة إلى ريبيري، إنييستا وتشافي.
يرونه قادرا على منافسة ميسي، كريستيانو وريبيري وبالعودة إلى تقرير صحيفة "le 10 sport" الفرنسية، فقد أكدت بأن النجم السويدي يملك فرصة في سباق الفوز بجائزة الكرة الذهبية، خاصة وأنه حصل على لقب بطل فرنسا مع باريس سان جرمان الموسم الماضي، وهو يقود النادي الباريسي بامتياز هذا الموسم في المنافسة المحلية والأوروبية، ومما ذكرته الصحيفة أيضا: "بالتأكيد فإن إبراهيموفتش واحد من أفضل المهاجمين بالعالم في الوقت الحالي، ولا يبدو أن العملاق السويدي قادر على منافسة الثلاثي (ميسي-رونالدو-ريبيري)".
"لوباريزيان" تتساءل إن كان إبراهيموفتش أفضل لاعب في العالم حاليا وتساءلت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية بشكل صريح من خلال وضعها لاستفتاء لقرائها حول مستوى اللاعب السويدي حاليا، وإن كان يتفوق على ميسي ورونالدو، وهل هو أفضل لاعب في العالم حاليا؟ كما عادت إلى إحصائيات نجم "البياسجي"، وأوضحت بأن "إبرا" سجل خمسة أهداف في الدوري الفرنسي وستة أهداف في دوري أبطال أوروبا، وهي إحصائيات ممتازة بالرغم من أنها أقل من أرقام كريستيانو الذي سجل 8 أهداف في الدوري و7 أهداف في دوري الأبطال، وميسي الذي سجل 8 أهداف في الدوري الإسباني و4 أهداف في دوري الأبطال.
"ليو" و"كريس" أفضل تهديفيا ولكن سحر أهداف "إبرا" يتفوق عليهما وبالرغم من أن نجمي برشلونة وريال مدريد يتفوقان على زلاتان بشكل طفيف من الناحية التهديفية، غير أن المنصف يدرك جيدا أن المتعة والسحر الكروي بات سويديا خالصا، بدليل أن اللاعب أصبح يسجل أهدافا غير اعتيادية، بل وأصبحت "ماركة" مسجلة باسمه، على غرار ما قام به أمام باستيا أو هدف سهرة الأربعاء، والذي سجله عن بعد 25 متر.
صحيفة سويدية: "السويد تبني آمالا كبيرة للتأهل للمونديال بعد العرض السحري ل إبرا" من جهة أخرى، أفردت صحيفة "سيدسڤنسكان" وهي من أشهر الصحف السويدية عنوانا خاصا ل إبراهيموفتش، أشادت فيه بنجم المنتخب السويدي، كما علقت عليه الآمال في مباراة الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم، وطالبت الجريدة في تقريرها على لسان السويديين "إبرا" بالحفاظ على مستواه إلى غاية مباراة منتصف نوفمبر، ومما جاء في الصحيفة السويدية: "السويد تبني أمالا كبيرة جدا بعد العرض السحري ل إبرا" لتضيف: "السويديون بعد مستواه المبهر يقولون له، يا زلاتان تمسك بالقبعة حتى يأتي يوم مباراتنا أمام البرتغال".
وصحيفة أخرى تؤكد أنه أفضل من ميسي ورونالدو في الوقت الراهن كما أشادت صحيفة "أفتونبلادت" السويدية بما يقدمه نجم بلادهم الأول، وطرحت استفتاء عبر موقعها الإلكتروني تساءلت فيه: "هل تعتقدون أن زلاتان أفضل لاعب في العالم حاليا؟" من جانبها لم تترك صحيفة "ميترو" السويدية الحدث يمر مرور الكرام، حيث أثنت كثيرا على نجمها الكبير واعتبرته فخرا ل السويد، وأكدت أن ما يقدمه في المواسم الأخيرة يؤهله لمنافسة كبار لاعبي العالم على الألقاب الفردية.
من المؤسف أننا لن نشاهد "الدون" أو "السلطان" في المونديال وبالحديث عن المقارنات بينه وبين كريستيانو، فقد عاد الحديث مجددا عن لقاء الملحق الأوروبي الحاسم والذي سيكون قمة واعدة ستجمع بين النجم السويدي ونظيره البرتغالي، إذ وبعد الأهداف الخرافية التي سجلها "إبراكادابرا"، أصبح من باب اليقين أن الكرة العالمية ستتحسر على عدم تأهل أحد هذين النجمين إلى كأس العالم التي ستقام في البرازيل، فكلاهما يستحق الحضور في العرس الكروي الأكبر في العالم.
