"عنتر يحيى قال لي تستحق فرصة في المنتخب لأنّك قادر على فرض نفسك" "هدفي لا يقتصر على أن أكون هدافا للدوري التونسي لأني عازم على الذهاب إلى أوروبا العام المقبل" غاب المهاجم بغداد بونجاح كثيرا عن الأنظار منذ احترافه في البطولة التونسية مع النجم الساحلي، لكنه حضر بأهدافه الحاسمة التي يسجلها أسبوعيا مع فريقه والتي جعلته يتربع على عرش أفضل هداف في البطولة التونسية بستة أهداف وأفضل هداف أيضا للنجم الساحلي بسبعة أهداف باحتساب هدف في كأس "الكاف" في بداية الموسم، وهو التألق الذي جعل اللاعب يطمح للحصول على فرصة مع المنتخب الوطني في المستقبل. كيف هي أحوالك في تونس، وهل تعوّدت على نمط العيش في هذا البلد؟ أنا بخير، لقد مضى على تواجدي هنا عدّة أشهر تمكنت خلالها من التعوّد على العيش هنا، كما أني اندمجت سريعا في البطولة التونسية ومستواي مع فريقي النجم الساحلي في تحسّن من مباراة إلى أخرى. هل واجهت بعض الصعوبات في بدايتك؟ صراحة لم يكن الأمر سهلا عليّ لأني وجدت نفسي وحيدا بدون أصدقائي وبدون أفراد عائلتي، وما صعّب عليّ الأمور أني تعوّدت على أجواء وهران وبعدها أجواء العاصمة مع فريقي السابق إتحاد الحراش، لأجد نفسي بين لحظة وأخرى أغادر البلد نحو بلد آخر وبطولة جديدة، ومع مرور الوقت اندمجت مع حياتي الجديدة وصرت أحد أبرز لاعبي النجم الساحلي. مع ذلك تشتاق إلى أجواء الملاعب الجزائرية ... بطبيعة الحال أشتاق إلى تلك الأجواء الرائعة وإلى جمهور إتحاد الحراش خاصة، ويؤسفني أنّ فريقي السابق يمر بفترة عصيبة للغاية. رحيلك كان مؤثرا والفريق يفتقد اليوم لمهاجم من طرازك ... كان لا بدّ عليّ أن أحترف بعد سنتين في الحراش، والمكتوب قادني إلى تونس. مع ذلك أنصار الحراش يفتخرون بك ويتباهون بأهدافك كل أسبوع ... أعلم ذلك، هم يحبونني مثلما أحبهم، لقد لعبت في الحراش لموسمين عرفت فيهما أفضل أوقات مسيرتي الكروية، لقد كان الأنصار يشجعوني في المباريات حتى عندما لا أكون في يومي، لن أنسى أني بفضلهم وبفضل الحراش صنعت لنفسي اسما بعدما لم يكن أحد يعرفني، ولن أنسى أني بفضل الفريق انتقلت للاحتراف في تونس.. لن أنسى فضل "الكواسر" والحراش عليّ ما حييت. هل لا زلت تناصرها؟ قلت من قبل أنا أناصر مولودية وهران وإتحاد الحراش معا، مولودية وهران الفريق الذي يمثّل "حومتي" والمكان الذي ولدت فيه والحراش الفريق الذي فتح لي أبواب البروز أناصره وأحمله في قلبي. لنعد للحديث عن تجربتك مع النجم الساحلي حتى الآن، هل توقّعت أن تصبح هدافا للبطولة التونسية في أول موسم لك؟ لم أتوقع ذلك، الأمور كانت تبدو لي صعب في البداية، لكن ثقتي في إمكاناتي جعلتني أتحرر من الضغوطات، فقررت أن ألعب بنفس الطريقة التي كنت ألعب بها في إتحاد الحراش، ومع مرور المباريات تحسن مردودي فصرت أسجل من لقاء لآخر، إلى أن صار بحوزتي 7 أهداف وأنا الآن هداف الفريق بستة أهداف في البطولة الوطنية وهدف في كأس "الكاف"، وهداف للبطولة التونسية أيضا. ما رأي المدرب والمسيرين والأنصار في المستوى الذي تقدّمه؟ كلهم راضون بما أقدمه، وكلهم يشجعونني يوميا ويقدمون لي يد العون، ولولا مساعداتهم وتشجيعاتهم لي لما تمكنت من تقديم ما قدمته حتى الآن. وهل المدرب يضع ثقته فيك؟ نعم، منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه منح لي فرصة اللعب أساسيا، وأنا اليوم أساسي في فريقي ولا ينقصني شيء، والكرة في مرماي كي أثبت أني أستحق ذلك. وهل تتلقّى تشجيعات من اللاعبين الجزائريين الذين يلعبون هناك في صورة جابو وبلايلي؟ جابو لم ألتق به إلى يومنا هذا، لكن بلايلي ألتقي به كثيرا لأنّ صداقة تربطنا منذ الصغر في وهران، وصدقني يوسف لا يبخل عليّ بتشجيعاته لأنه يعرف البطولة التونسية قبلي بما أنّه احترف هنا منذ سنتين. بما أنّك هدّاف البطولة التونسية بستة أهداف في ثمان جولات وهداف فريقك بسبعة أهداف باحتساب هدفك في كأس "الكاف"، هل بدأت تفكر في العودة للعب في المنتخب الوطني؟ مثّلت المنتخب الوطني في صنف الآمال مع الناخب عز الدين آيت جودي وكنا قاب قوسين من بلوغ أولمبياد لندن 2012، واستدعيت في مرة من المرات لتربص المنتخب الوطني الأول مع المدرب وحيد حليلوزيتش، وأتمنى الآن بعدما تحوّلت للاحتراف في تونس وبعدما صرت هداف البطولة أن أحظى بفرصة جديدة لأني متأكد من أني قادر على تقديم أفضل مما قدمته سابقا. حالتك تشبه حالة لاعبين محليين آخرين في صورة سليماني وسوداني اللذين خرجا من البطولة الوطنية ونضجا كثيرا في أوروبا وصارا ركيزتين في المنتخب... نعم، وأتذكر أني يوم استدعيت للعب في المنتخب الأول خلال أحد التربصات، لم يكن سليماني وسوداني مع المنتخب، واليوم اجتهدا واستغلا الفرص التي منحت لهما وصارا ركيزتين في المنتخب وأفضل هدافيه أيضا، وأتمنى لهما أن يواصلا على نفس المنوال كي يواصلا تألقهما، كما أتمنى أن أحظى مثلهما بفرصة. ما الذي باستطاعتك تقديمه؟ نضجت كثيرا منذ التحاقي بالنجم الساحلي الذي يعد فريقا محترفا بأتم معنى الكلمة، وأنا متيقن بأني سأستغل الفرصة مع "الخضر" لو تتاح لي. ربما ترغب في أن يلتفت البوسني حليلوزيتش إليك ... أتمنى أن يعاين من حين لآخر مباريات البطولة التونسية كي يتأكد مما أنا بصدد تقديمه، أنا لا أحاول أن أفرض نفسي أو أن أجبره على استدعائي، لكني أحاول أن ألفت انتباه إلى هذه البطولة كي يمنحني فرصة ويترك الكرة في مرماي وبعدها يحكم عليّ إن كنت أستحق اللعب في المنتخب أم لا. هل سبق لك أن تحدّثت مع مدافع الترجي التونسي عنتر يحيى؟ نعم، التقيت به عندما واجهنا الترجي التونسي وتعرف عليّ وتذكر أنّي كنت معه في معسكر المنتخب الوطني يوما ما عندما استدعاني حليلوزيتش بعدما كنت مع منتخب الآمال. وما الحديث الذي دار بينكما؟ عنتر يعرف إمكاناتي من قبل واكتشفني من جديد الآن في البطولة التونسية، صدقني أنه كان صريحا معي وقال لي بصريح العبارة: "أنت قادر على فرض نفسك في المنتخب بالنظر إلى الإمكانات المعتبرة التي تتمتع بها"، كما طلب مني الصبر ومواصلة العمل بجدية وقال لي: "ستذهب بعيدا في مشوارك الكروي"، وهي شهادة أعتز بها كثيرا من لاعب صنع أفراح كل الجزائريين مع المنتخب الوطني عندما قادنا بقدمه إلى المونديال. لم تتمكن من التسجيل على الترجي لأن عنتر يحيى كان هناك ... (يضحك)، صدقني ضيعت فرصتين لا تضيّعا ثم أنّ حواري على الميدان مع عنتر يحيى لم يكن طويلا، لأنه أصيب وغادر أرضية الميدان. غالبا ما يتألّق مهاجمو النّجم الساحلي ويغادرون للاحتراف في أوروبا، هل تطمح إلى ذلك؟ نعم، أعتقد أني سأتوجه من هنا إلى أوروبا مباشرة، قد أتنقل الصائفة المقبلة أو العام المقبل على الأكثر، النجم الساحلي فريق محترف بأتم معنى الكلمة ويتيح للاعبين فرصة الاحتراف في أوروبا وإذا واصلت التألق سأنال فرصتي وأحترف هناك. هل تطمح لإنهاء الموسم هدافا للبطولة التونسية؟ إذا واصلت على نفس المنوال سأنهيه هدافا للبطولة، لأني صرت أسجل في كل جولة. من تراه الجدير بالتتويج بالكرة الذهبية؟ سليماني أولى بها، إنّه الأفضل صراحة. ومن تراه أفضل حارس مرمى؟ بدون أن تسألني لأن دوخة هو الأفضل. وأفضل لاعب آمال؟ فرحات لاعب اتحاد العاصمة. لك حرية ختام هذا الحوار... أنا جزائري وأتمنى أن تتاح لي فرصة تمثيل المنتخب الوطني لأني قادر على ذلك لو أحظى بنصف فرصة، يشرّفني أن أمثّل بلدي مادمت أسجل كل أسبوع في تونس وما دمت في أفضل لياقة، وأوجّه نداء إلى الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش الذي أعطى منذ قدومه الفرصة للجميع بمن فيهم أنا لدى قدومه، أن يلتفت إلى ما أنا بصدد تقديمه في تونس لعل وعسى يجد في شخصي مواصفات المهاجم الذي يريد أن يعطي الإضافة للمنتخب. قيل لنا إنّك قررت تطليق العزوبية ... نعم هذا صحيح، سأتزوج الصائفة المقبلة، وأدعو عبر "الهداف" كل "الحراشية" إلى وهران لحضور حفل زواجي.
