عرفت مسيرة الشاب نبيل بن طالب بعدا آخر مع نادي "توتنهام "الناشط في دوري "البريمير ليغ" خلال الأسابيع الأخيرة... هذا منذ رحيل المدرب البرتغالي "فيلاس بواس" من العارضة الفنية ل "سبورس" وتعويضه بمساعده "تيم شيروود"، الذي قرّر إحداث تغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية، واستفاد من هذا الأمر اللاعب الفرانكو - جزائري بن طالب صاحب 19 سنة، الذي وضع ثقته فيه لأوّل مرّة يوم 22 ديسمبر الفارط في لقاء "ساوثامبتون"، لحساب الجولة 17 من دوري البريمير ليغ"، حيث أقحمه في (د50) قبل أن يعيد إشراكه 2 أيام بعد ذلك في الجولة الموالية أمام "واست برومويتش"، أين شارك في النصف ساعة الأخير من اللقاء. وعاود اللاعب الذي كان يشارك بانتظام مع النادي الاحتياطي ل "توتنهام" وبعد إراحته في مواجهة "ستوك سيتي"، الظهور في مواجهة "مانشستر يونايتد" بملعب "أولد ترافورد" حيث شارك مدة 26 دقيقة، ليكون آخر ظهور له أول أمس أمام "آرسنال" في كأس الاتحاد الأنجليزي، إذ أقحم لأول مرة أساسيا وكان له شرف خوض كامل التسعين دقيقة مقدّما أداء أكثر من مقبول. ويبدو أن تألق اللاعب لم يمرّ دون أن يلفت انتباه مسؤولي "الفاف"، الذين هم بصدد متابعته منذ عدّة أشهر. وبحسب مصدر مؤكد، فإن الرئيس روراوة سيباشر قريبا مفاوضاته مع اللاعب لمعرفة رأيه في موضوع حمل قميص المنتخب الوطني. اللاعب بميزات لحسن وقادر على تقديم إضافة كبيرة ل "الخضر" وبالنسبة للذين لا يعرفون كثيرا نبيل بن طالب ولم يكن لهم شرف متابعته مع النادي اللندني، فإنه لاعب ينشط في وسط الميدان الدفاعي ويجيد اللعب بالرجل اليسرى ويملك مؤهلات فنية كبيرة إذا نظرنا إلى صغر سنه، إضافة إلى كونه منضبطا تكتيكيا وقويا في الصراعات الثنائية، مادام أنه يمتلك بنية جسدية قوية. وتمكن بن طالب الذي يسير ليكون مفاجأة "توتنهام" هذا الموسم، خاصة أنه أصبح يلعب بانتظام منذ تولي "تيم شروود" العارضة الفنية للنادي في وقت وجيز، من إبراز مؤهلاته والتأكيد على أنه قادر على تحسين مستواه أكثر في قادم اللقاءات والسنوات بتأكيد كلّ المختصين، وهو الذي ينشط في منصب مهدي لحسن في المنتخب الوطني، حيث يمكن له أن يمنح إضافة حقيقة لكتيبة "حليلوزيتش" في المستقبل إذا تمّ إقناعه باللعب مع "الخضر". "المونديال" أفضل رهان لإقناعه باللّعب مع الجزائر وتكرار "سنياريو" 2010 وإذا كان هدف بن طالب في الوقت الراهن يتمثل أكثر في تطوير إمكاناته مع "توتنهام"، حتى يحافظ على ثقة مدربه ومنه اللعب بانتظام وربح مكانة أساسية دائمة حتى نهاية الموسم، حيث يبدو صعبا جدا الاعتقاد أن تفكيره حاليا على مشواره الدولي والاختيار بين اللعب لصالح منتخب "الديكة" أين ولد وكبر هناك، أو منتخب "الخضر" بالنظر إلى أصوله. وقد يستعمل رئيس "الفاف" روراوة الذي ينتظر أن يدرس وضعية هذا اللاعب في الأسابيع القادمة بعد عودته من "شان" جنوب إفريقيا، ورقة "المونديال" من أجل إقناعه باختيار المنتخب الوطني على نظيره الفرنسي، وهي الطريقة التي استعملتها "الفاف" في وقت سابق مع لحسن، بودبوز، مصباح، مجاني، مبولحي في "مونديال" 2010. فرنسا لا تريد التخلّي عنه بعد أن لعب قبل عام مع منتخبها ولا تبدو مهمّة "الفاف" سهلة هذه المرّة لإقناع بن طالب، خاصة أن الاتحادية الفرنسية لكرة القدم تراهن بدورها على خطف هذا اللاعب الواعد، الذي سبق أن لعب مع منتخبها لأقلّ من 19 سنة، وهذا في لقاء أمام ألمانيا قبل سنة وتحديدا يوم 14 نوفمبر 2012، وهو ما يعني أن اللاعب مطالب إذا ما اختار اللعب لصالح المنتخب الوطني، أن يغيّر جنسيته الرياضية عند "الفيفا"، وهو ما يلزم إجراءات إدارية مثلما حدث الأمر مع الكثير من اللاعبين المزدوجي الجنسية، الذين اختاروا اللعب مع المنتخب الوطني، بعد أن تقمّصوا سابقا ألوان المنتخب الفرنسي في فئاته الشبانية. اختياره "الخضر" سيجعله اللاعب رقم 19 الذي ستقدّمه فرنسا إلى الجزائر وقد يكون بن طالب في حال قبوله اللعب لصالح المنتخب الوطني اللاعب رقم 19 الذي ستستفيد منه الجزائر، بعد أن لقي تكوينه في فرنسا ولعب لمنتخباتها الشبانية، وهو اللاعب رقم 15 الذي سيستفيد من قانون "الباهاماس"، الذي أعلنته "الفيفا" سنة 2009، والذي يسمح لأيّ لاعب مزدوج الجنسية بتغيير المنتخب الذي لعب فيه خلال الفئات الشبانية إذا لم يتقمص ألوانه مع منتخب الأكابر. وهذا القانون الذي ساهم في سنّه الرئيس روراوة، تمكنت الجزائر بفضله من جلب يبدة، مغني وعبدون قبل نهاية 2009، ليكون بعدها الدور على بودبوز، مبولحي، مجاني وبلعيد، ثم شاقوري، فابر، فغولي، بلفوضيل، غلام، براهيمي وأخيرا تايدر. في وقت أن عنتر يحي، سمير بلوفة وعبد الواضح ناصر تمّ تأهيلهم من قبل "الفيفا" للعب لصالح الجزائر سنة 2003، لأنهم لم يلعبوا مع "الديكة" في منتخبات أقلّ من 21 سنة، مثلما كانت تصرّ عليه القوانين وقتها، وبعدهم كان الموعد سنة 2005 مع مادوني. وقع عقدا احترافيا ب 5 سنوات مع "توتنهام" في الصائفة الفارطة وكان بن طالب الذي قدم صيف 2012 إلى "توتنهام" قادما إليها من مدينة "موكرون" البلجيكية يلعب من وقتها في النادي الاحتياطي (أقلّ من 21 سنة)، غير أن مشواره الجيّد في موسمه الأول جعل إدارة النادي اللندني تقرّر أن تمضي له عقدا احترافيا الصيف الفارك حين وقع 5 سنوات، وهو قرار أراد منه مسؤولو ناديه الحفاظ عليه في ناديهم وغلق كلّ الأبواب في وجه النوادي التي كانت تتابع تألقه عن قرب مع الفريق الاحتياطي ل "توتنهام". وتحدّثت أمس فقط كثيرا الصحافة الإنجليزية على تألقه اللافت في المدّة الأخيرة، رغم نقص خبرته واللقاءات القوية التي شارك فيها، في صورة مباراتي "مانشستر يونايتد" و"آرسنال".
