نشرت : المصدر جريدة الشروق الخميس 28 يناير 2016 11:00 صدمة عنيفة اهتز على وقعها صبيحة أمس الأربعاء، تلاميذ وأساتذة ثانوية عيسى بن طبولة بحي بوالروايح بقالمة، بعد انتشار خبر وفاة التلميذ سيف الدين رجيلي، البالغ من العمر 19 سنة، الذي كان يزاول دراسته في الصف الأول ثانوي بنفس الثانوية، قبل أن يقدم مساء أول أمس، على تنفيذ عملية انتحار حرقا، داخل حرم الثانوية، أين أقدم على سكب البنزين على جسمه وإضرام النار فيه، أمام دهشة زملائه وأساتذته وكل الحاضرين، خاصة أن الحادثة تزامنت مع إجراء مسابقة ما بين الثانويات. وعلى الرغم من أن البعض سارع لمحاولة إنقاذه بإخماد النيران المشتعلة في جسمه باستعمال بعض الألبسة وقارورات الإطفاء، إلاّ أن الحروق التي تعرض لها كانت خطيرة من الدرجة الثالثة، وتم نقله على إثرها من طرف عناصر الحماية المدنية إلى مستشفى الحكيم عقبي، أين قام الجراحون بتطبيبه، إلاّ أنه لفظ أنفاسه الأخيرة صبيحة أمس، متأثرا بالحروق التي أكلت أجزاء ومساحات كبيرة من جسمه، وصنفها الأطباء من الدرجة الثالثة . وفي الوقت الذي مازالت فيه التحقيقات جارية ربطت مختلف الشهادات انتحار التلميذ بمشاكل عائلية منذ طلاق والديه، وردّد زملاؤه في الثانوية آخر إطلالة له على الفايس بوك عندما كتب عن حبه الشديد لمدينته قالمة، وعن الحظ الذي خالفه دائما، وفور انتشار خبر وفاة التلميذ سيف الدين، توقفت الدراسة بالثانوية وتنقلت حشود غفيرة بالمئات من زملائه إلى مستشفى الحكيم عقبي، وتوافدوا جميعا أمام غرفة حفظ الجثث التي تعالت أمامها أصوات البكاء والنحيب، ما تطلب تدخل تعزيزات أمنية وصلت إلى المستشفى، تحسبا لأي طارئ، خاصة أن المئات من زملائه في الدراسة وأصدقائه في الحي كانوا في حالة هستيرية، ولم يكن من السهل عليهم تقبل فقدانه، بتلك الطريقة. كما شهدت مصلحة الاستعجالات الطبية توافدا كبيرا لتلميذات من نفس الثانوية أصبن بحالات إغماء، بعد أن نزل عليهن خبر وفاة سيف الدين كالصاعقة. وقد أجمع زملاؤه على أن الفقيد سيف الدين كان محبوبا جدا من طرفهم ومن طرف الجميع، وأنه كان حنونا وهادئ الطباع، وقد تفاجأ أغلبهم بإقدامه على تنفيذ عملية الانتحار بتلك الطريقة التي حركت مشاعر زملائه وكل من بلغه خبر حدوثها من سكان ولاية قالمة الذين أبدوا تعاطفا وتضامنا كبيرين مع عائلته.