مباشرة عقب نهاية مباراة أول أمس بين جمعية الشلف والضيف وفاق سطيف، ورغم تمكّن الوفاق من الحصول على ما قدم من أجله إلى الشلف من خلال التعادل الذي حققه بنتيجة (3-3) إلا أن أمورا حدثت لم يُصدقها العقل وكان السبب الأول والأخير في حدوثها لاعب الوفاق فاهم بوعزة، حيث غضب السطايفية من الطريقة التي لعبت بها العناصر الشلفية وتحليها بالنزاهة ولم يجدوا وسيلة لإخماد نار غضبهم إلا الاعتداء على كل ما هو شلفي، ولم يفهم كل من كان حاضرا في الملعب تصرف إداريي الوفاق الذين وصل بهم الحد إلى ضرب الرئيس مدوار في ملعبه، وكأن مدوار هو من كان فوق أرضية الميدان ورفض تسهيل مهمة الوفاق للفوز بالمباراة. وكان الأجدر بمشاغبي الوفاق التحلّي بالروح الرياضية التي تحلّوا بها في مباراة الكأس الأخيرة والاعتراف خصوصا للرئيس مدوار الذي كان بإمكانه حرمانهم من لقب البطولة في الموسم ما قبل الماضي بسبب ما اصطلح على تسميته يومها “قضية القمصان“. مدوار وبعض الإداريين من الشلف أصيبوا بجروح بليغة ولم يتوقع أحد أن يصل الأمر بمسؤولي الوفاق الذين يفتخرون بأنهم على رأس أول فريق جزائري يدخل عالم الاحتراف، إلى حد الاعتداء على رئيس فريق استقبلهم أفضل استقبال وإراقة دمائه ودماء عدد من مسيري الجمعية الذين كانوا متواجدين في المنصة الشرفية، حيث تعرض رئيس جمعية الشلف عبد الكريم مدوار إلى الضرب والشتم من إداري الوفاق الذين كان يتقدمهم العضو سعيد وهو إطار بالبنك الوطني للتوفير والاحتياط وكذا العضو كمال لافي ورئيس الفرع حسان حمّار المعاقب من قبل الرابطة الوطنية، ورغم العدد الكبير من رجال الأمن إلا أنهم لم يتمكنوا من الوقوف في وجه غضب مسيري الوفاق قبل أن يتدخل العقلاء. ويبدو أن السطايفية نسوا أن كرة القدم قبل كل شيء تربية وأخلاق والهدف من الذهاب إلى الملاعب هو الفرجة والترويح عن النفس. مدوار أخرج بوعزة من النار ورمى بنفسه فيها وقد حاول الرئيس مدوار تجنّب وقوع مشادات بين لاعب الوفاق بوعزة وبعض أعوان الملعب حيث قاد اللاعب إلى غرف تبديل الملابس، لكنه عندما خرج تعرض لاعتداء من مسير الوفاق سعيد الذي بصق في وجه الرئيس مدوار وأسمعه وابلا من الشتم، كما أخرج مسيرو الوفاق الآخرين بعض الكراسي من غرف التبديل ورشقوا بها من كانوا متواجدين بالمنصة الشرفية. كان على بوعزة تفادي أي صدام أكيد أن كامل أنصار جمعية الشلف ساخطون على لاعب الوفاق بوعزة ويحملوه مسؤولية ما حدث لأن نقطة البداية كانت عندما تشابك بوعزة مع بعض أعوان الملعب، وكان من المفترض أن يتفادى بوعزة مثل هذه الاحتكاكات وليس صب الزيت على النار لأنه يعلم جيدا أنه أكثر المغضوب عليهم من السطايفية في الشلف بعد الحركة غير الرياضية التي قام بها تجاه الشلفاوة في مباراة الكأس الأخيرة بعد تسجيله الهدف الأول، لكنه تعمّد الدخول في مناوشات كادت تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه لولا التدخل السريع للرئيس مدوار الذي توجّه به إلى غرف الملابس بسرعة. أكدوا أن تحفيزات المولودية للشلفاوة بلغت 10 ملايين والغريب في أمر الوفاق ومسيريه أنهم اتهموا مدوار ولاعبيه بتلقي تحفيزات من إدارة مولودية الجزائر قدروها بعشرة ملايين سنتيم لكل لاعب في حال تمكنهم من الإطاحة بالوفاق، لكن بعد نهاية المباراة بالتعادل رفض العاصميون منح القيمة التي تحدثوا عنها وهو الأمر الذي أثار غضب مدوار حسب السطايفية، وحتى إن كانت التحفيزات التي تكلّم عنها السطايفية صحيحة فإن الأمر لا يتعلق بالبيع والشراء. ماذا كان يفعل سرار مع حكام لقاء الأواسط؟ والغريب في الأمر –حسب الشلفاوة- أن الرئيس السطايفي حكيم سرّار لم يعد يهمه شيء سوى البحث عن الألقاب والبطولات بشتى الطرق ولو على حساب المبادئ والأخلاق الرياضية، مستدلين بإغراءاته لحكم مباراة الأواسط وكال أحمد قبل بدايتها –حسبهم- وهو الحكم الذي أدار المباراة بانحياز مفضوح والأكثر من هذا راح يغيّر إنذار لاعب الوفاق كوريبة إلياس ويمنحه للاعب زيتوني وهو الإنذار الثالث ل كوريبة، لكن أمام إصرار كاتب الجمعية ربيع بن عربية والمحافظ حنصال تم تغيير ورقة اللقاء كلية وتدوين إنذار كوريبة. أينما يحل الوفاق تكون المشاكل وبالعودة قليلا إلى الوراء نجد أن المشاكل عقب نهاية اللقاءات أصبحت علامة مميزة عند فريق الوفاق، لأن الجميع يتذكر اللقاء الأخير أمام شبيبة القبائل وقبلها في باتنة، عكس الشلفاوة الذين عادة ما يخصصون استقبلا مميزا للفرق الزائرة وتنتهي اللقاءات دون حدوث مثل هذه المناوشات، وأكبر دليل على ذلك أن الجمعية انهزمت من قبل أمام المولودية واتحاد الحراش وشبيبة بجاية لكن كل هذه الفرق غادرت الشلف دون أي مناوشات تذكر. الوفاق حظي بطوق أمني لم نشاهده إلا في المواكب الرئاسية اتهامات إدارة الوفاق للشلفاوة قد لا تجني منها أي فائدة والغرض منها يبقى زرع الأحقاد بين أنصار الأندية فقط، فصحيح أن بعض نوافذ حافلة الوفاق قد كسرت، لكن السؤال المطروح أين كسرت هذه النوافذ ومن كسرها؟ بما أن وفد الوفاق غادر ملعب بومزراق على الساعة السابعة تماما وسط إجراءات أمنية أكثر من مشددة لم يسبق أن شاهدناها إلا في المواكب الرئاسية، كما أن مغادرة الوفاق للشلف لم تكن باتجاه وسط المدينة حيث كان بعض أشباه الأنصار يترصدون مرور الحافلة، بل كان بالاتجاه المعاكس ناحية وهران لدخول الطريق الوطني من مدخل وادي سلي. مدوار: “استقبلناهم أحسن استقبال ولا أدري ماذا أرادوا في النهاية!؟“ وقال الرئيس مدوار عن هذه الأحداث: “الحمد لله لقد تابع الجمهور الجزائري الروح الرياضية التي جرت فيها المباراة طيلة التسعين دقيقة، فكل الأمور كانت مضبوطة ولا أحد كان يتوقع أن تحدث تلك المناوشات في النهاية، صراحة كنت أريد فك النزاع الذي حدث بين لاعب الوفاق فاهم بوعزة وبعض الأنصار لكن وجدت نفسي في صدام لأسباب لا أعلمها، الحمد لله أسرة الوفاق تشهد أن إدارة الجمعية وفرت لهم كل سبل الراحة والشلف ليس من عادتها الإساءة للفرق الزائرة، ومن خلال جريدة الهداف أقول وأؤكد إنه رغم الإصابة التي تعرضت لها ورغم الاتهامات التي وجهت لنا إلا أن الجمعية تبقى وفية لتقاليدها وحسن الضيافة يبقى من شيم الجمعية“. --------------- سوداني:“أكدنا نزاهتنا وهدفي لا معنى له عندما لا نفوز” ما تعليقك الأوّلي على المباراة أمام الوفاق؟ المباراة كانت صعبة للغاية كما كان منتظرا، خاصة أن المنافس حل بالشلف من أجل كسب النقاط الثلاث والاقتراب أكثر من الرائد مولودية العاصمة، أما نحن فكنا نسعى إلى إضافة ثلاث نقاط أخرى إلى رصيدنا لأجل التقدم أكثر في جدول الترتيب وإبطال كل الشائعات بأن المباراة كانت مرتبة من قبل، على العموم لعبنا واحدة من أفضل اللقاءات هذا الموسم والجميع تمتع بالإثارة والتشويق خاصة عندما تمكنا من بسط سيطرتنا في الشوط الثاني وكنا قادرين على تسجيل عدد أكبر من الأهداف لكن. لكن ماذا؟ صراحة، لم نكن محظوظين على الإطلاق في هذه المباراة، فإضافة إلى العدد الكبير من الفرص التي ضيعناها، سجلنا هدفا بالخطأ على أنفسنا... المهم أننا أضفنا نقطة أخرى إلى رصيدنا أفضل من الخسارة، خاصة أننا لعبنا المباراة في وقت أصبح يفكر الجميع في نهاية الموسم من الآن. الكثير من المتتبعين أجمعوا على أنكم ضيعتم فوزا محققا داخل قواعدكم، ما هي الأسباب في نظرك؟ قلة التركيز، التسرع واللعب السلبي كلها أمور طغت على طريقة لعبنا، ليس أمام الوفاق فحسب بل في اللقاءات الأخيرة ككل، واليوم الجميع شاهد العدد الكبير من الفرص الحقيقية التي ضيعناها. ألا ترى أن لاعبي الوفاق اكتشفوا ارتباك مدافعيكم فسجلوا عليكم ثلاثية؟ لو تمكنا من تسجيل هدفين متتالين أنا متأكد أن النتيجة كانت ستنتهي لنا بفارق كبير، خاصة أن الجميع شاهد التراجع الكبير لأداء لاعبي الوفاق في نصف الساعة الأخير من المباراة. ماذا كان ينقص فريقك لتحقيق الفوز؟ كنا نحتاج إلى تركيز أكثر، خصوصا في الخط الخلفي، صحيح أننا تمكنا من تسجيل ثلاثة أهداف وهو العدد نفسه الذي سجلناها في مباراتنا الأخيرة، لكن الأخطاء الدفاعية الناتجة عن نقص التركيز تبقى هي العائق الكبير. اعتبرك المتتبعون الأفضل على الإطلاق في المباراة بالنظر إلى أدائك المميز وتسجيلك لهدف جميل، ماذا يمثل لك هذا الأمر؟ اعتز بهذه الشهادة كثيرا رغم أنني لم أقم إلا بواجبي، صحيح أنني سجّلت هدفا جميلا لكن لو تصدقني لا أعتبر له معنى بما أن فريقي لم يتمكن من الخروج منتصرا في نهاية المباراة. في نظرك، الجمعية استحقت نقطة التعادل أم ضيعت نقطتين؟ أعتقد أننا كنا نستحق الفوز وليس التعادل بالنظر إلى أدائنا الراقي في أغلب فترات المباراة، لهذا أستطيع التأكيد أننا ضيعنا نقطتين خاصة أننا لعبنا داخل قواعدنا وأمام أنصارنا. بتضييعكم نقطتين، تكونون قد ضيعتهم كامل الحظوظ في إنهاء الموسم في مرتبة متقدمة؟ صحيح، تستطيع القول اليوم إننا ضيعنا كامل حظوظنا رغم بقاء أربعة لقاءات من الموسم منها مبارتان بالشلف. أصبح في رصيدك 12 هدفا، هل لا زلت تطمح لإنهاء الموسم هدّفا للبطولة قبل انتهاء الموسم بأربعة لقاءات؟ ولم لا! تبقى كامل الاحتمالات واردة بما أنني أصبحت في الفترة الأخيرة أسجل بانتظام، كما أن الجمعية أصبحت تملك واحدا من أفضل خطوط الهجوم في البطولة. محمد رابح يصاب على مستوى الكاحل التغيير الذي أحدثه المدرب بن شوية بإخراجه للاعب الوسط محمد رابح وإشراك سلامة كان اضطراريا، بما أن اللاعب لم يتمكن من إكمال المباراة أول أمس أمام الوفاق بسبب الإصابة التي تعرض لها في (د75) والتي كانت على مستوى الكاحل، والأمر الجيد للاعب أن إصابته كانت خفيفة وتزامنت مع غيابه عن المباراة القادمة أمام البليدة لتكون مشاركته في المباراة الموالية أمام اتحاد عنابة واردة. شكلام يرفض العودة إلى الشلف بعد الخبر الذي نشرناها في عدد أمس والمتعلق بلقاء الرئيس مدوار مع اللاعب السابق للجمعية والحالي لاتحاد العاصمة فريد شكلام، أكد مصدر قريب من اللاعب أن شكلام لن يقبل بعرض مدوار مهما كانت قيمته وأنه لن يغادر الاتحاد خاصة وأنه يفضل الاستقرار في العاصمة. الشلف تطوي صفحة لقاء الوفاق وتركز على البليدة بعد استفادتها من يوم واحد فقط للراحة، تعود التشكيلة الشلفية إلى أجواء العمل والتحضير استعدادا للخرجة المقبلة والتي ستلاقي فيها أمسية الغد اتحاد البليدة على أرضية ميدان ملعب مصطفى تشاكر لحساب الجولة ال 31 من عمر البطولة، حيث يعكف المدرب بن شوية على وضع لاعبيه في أجواء هذا اللقاء مبكرا، في ظل انشغال الشارع الشلفي وكامل محيط الفريق بالمباراة الأخيرة وما حدث في نهايتها، وهو ما من شأنه أن ينسي اللاعبين صعوبة المهمة التي تنتظرهم في البليدة حسبما أكده المدرب بن شوية الذي طالب الجميع بضرورة التزام الواقعية والعيش في أجواء الحاضر واعتبار مباراة الوفاق من الماضي، فرغم أن الجمعية تعثرت بميدانها وضيعت نقطتين، إلا أن الكثير يعتبر نتيجة التعادل إيجابية خاصة وأنها جاءت أمام فريق يعتبر الأفضل في البطولة. نقطة من البليدة هو التحدي الجديد وإذا كانت التشكيلة الشلفية قد كسبت الرهان وأبطلت كامل الإشاعات التي تحدثت عن ترتيب مباراة الوفاق وتمكنت من الصمود في وجه رفقاء حيماني، فإن ذلك لا يعدو أن يكون هدفا ظرفيا فقط، لأن حصيلة الفريق الحالية غير مقنعة على الإطلاق خاصة وأن الفريق ضيع نقطتين كانتا كافيتين لتنصبه في مرتبة أفضل بكثير، وعليه فإن زملاء مسعود سيكونون خلال مواجهة الغد أمام تحد أكبر، يتمثل في تحقيق نتيجة إيجابية من خارج الديار. دخول المعسكر التدريبي مساء اليوم عكس الخرجات السابقة حين كان الفريق يتنقل يوما قبل المباراة، فضل بن شوية البقاء في الشلف والدخول في معسكر تدريبي بمركز تجمع النخبة الوطنية مباشرة عقب نهاية الحصة التدريبية لمساء اليوم وقضاء ليلة واحدة هناك، على أن يتحول الفريق إلى البليدة صبيحة الغد، ثم العودة إلى الشلف مباشرة بعد نهاية المباراة. حاجة البليدة إلى نقاط المباراة تجعل المواجهة صعبة والأكيد أن الخرجة القادمة ل “الشلفاوة” لن تكون سهلة بما أن حاجة الفريق المستضيف اتحاد البليدة إلى نقاط هذه المباراة كبيرة بما أنه لم يضمن البقاء بعد، فهو لن يقبل بغير الفوز، الأمر الذي يستدعي من لاعبي الجمعية بذل مجهودات إضافية لأجل العودة من البليدة على الأقل بنقطة التعادل.
