حزب العمال سيزور الطبيب بعد انتهاء الرئاسيات في حدود الساعة الواحدة بعد الظهر وطأت أقدامنا مداومة مرشحة حزب العمال لويزة حنون كمحطة أولى في رحلتنا تلكم، كان كل شيء يوحي بالهدوء حتى خيل إلينا أننا لسنا في مداومة مترشحة حزب للرئاسيات، ولم تختلف الأجواء بمداومة هذا الحزب عن الحركية المعتادة للمناضلين، ولكن عندما يعرف السبب يبطل العجب، حيث أكد مدير حملة المترشحة جلول جودي لنا ''أن أهم عمل يقوم به الحزب لا يتم بين أربعة جدران بل في الميدان. موضحا أن عدد المتواجدين الآن في المداومة لا يتعدى أربعة أشخاص إضافة إلى تواجد 5 أعضاء في اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات الرئاسية''. وأوضح جودي أن لويزة حنون لا تستقبل الآن الصحفيين مرجئة ذلك إلى وقت لاحق، موضحا ''إننا وخاصة أنا سأزور الطبيب بعد إعلان النتائج نظرا لتهاطل المكالمات حتى كدت أصاب بالطرش، أما هاتفي النقال فحدث ولا حرج، فعلى الساعة الحادية عشر صباحا انتهت بطاريته وهو الآن في إطار الشحن، وأنا أتكلم به وهو مشحون في الكهرباء''. ورغم هذا الهدوء أشار مناضلون ومسؤولون بمديرية الحملة الانتخابية إلى أنه من الصعب التحكم في الأعصاب والتظاهر بعدم الاكتراث بنتيجة اليوم. وأعرب جودي عن تأسفه لتسجيل بعض التجاوزات الفردية الخارجة عن نطاق الإدارة من قبل أشخاص، حيث ذكر أنه تم تسجيل تجاوزات ببني مراد ولاية البليدة أين تم تسجيل وصول رغم أنه تفاؤل بحسن سير الاقتراع. وعن سؤال حول تواجد ممثلين عن حزب العمال بكامل مكاتب الاقتراع أوضح جودي أنهم سيكونون حاضرين. يونسي متحكم في أعصابه كاظم قلقه تركنا مداومة حزب العمال ومرشحته للرئاسيات التي فضلت قضاء يوم كامل في المداومة، حيث كانت وجهتنا الثانية إلى مداومة مرشح حركة الإصلاح الوطني محمد جهيد يونسي الواقعة ببلكور بالعاصمة، حيث لم يختلف الجو السائد هناك عن جو مداومة مرشحة حزب العمال، ففي حدود الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر ولجنا أبواب المقر الذي تميز بالهدوء التام غير أن أصوات الهاتف والفاكس لم تتوقف للحظة، وفي هذا الصدد أكد لنا مناضلو الحزب أن يونسي الذي أدى واجبه الانتخابي بولاية قالمة لم يصل بعد إلى المقر وسيكون حاضرا في حدود الساعة الخامسة بعد الظهر من أجل الوقوف على سير العملية الذي هو في اتصال تام مع مناضليه ومراقبي الحركة عبر مختلف ولايات الوطن، وأكدت لنا شهادات ممثلي المرشح أنه يتميز بالرصانة والتحكم في الأعصاب وحتى وإن تعرض لموقف ما لا يبدي ما به، متكتم. وقد لاحظنا أن الجدية في العمل كانت المميز الأكبر لعمل المناضلين هناك، حيث تم توفير كل الظروف الملائمة للاتصال بين الولايات. محمد السعيد الجراح الهادئ حتى في أحلك الظروف وجهتنا التالية كانت إلى مداومة المترشح المستقل محمد السعيد بأعالي حيدرة، حيث لم تختلف الأجواء هناك عن المداومات السابقة، وقد أعرب القائمون على مداومة المترشح المستقل عن استحسانهم لسير عملية الانتخاب وأملهم في نجاح الاقتراع للانتخابات. وأعرب ممثلون عن المترشح ''كامل الرضى'' بخصوص الحملة الانتخابية لما تم تسجيله من ''إقبال كبير'' للمواطنين على التجمعات التي نشطها المترشح محمد السعيد الذي زار 32 ولاية ونشط 21 تجمعا. وأعرب نفس المتحدثين عن أملهم في أن يتم الاقتراع في ''شفافية عالية'' وأن ''تسير الأمور على أحسن ما يرام'' خاصة في ظل ''حركية سياسية مقبولة ''، معتبرا أن هذه الحركية ''لم تلمس منذ زمن''. وتميزت الأجواء بحماس وجدية وعمل بدون انقطاع. ولقد أسر لنا بعض المناضلين في المداومة على أن المترشح محمد السعيد هادئ بطبعه حتى أنه في الحملة الانتخابية لم يكن يرفع صوته وهو يتابع سير العملية بكل اهتمام. تواتي امتنع عن الأكل إلى ما بعد الثالثة مساء وأفطر على مطلوع سخون وكؤوس من الشاي من حيدرة توجهنا إلى حي ''الزوالية'' بشارع طنجة بقلب العاصمة أين يتواجد مقر مرشح حركة الأفانا، وقد تزامن وصولنا وحلول وقت الثالثة بعد الزوال. وعلى عكس المقرات السابقة وجدنا المقر يعج بحركية كبيرة، حيث وجدنا الكل مجند تجندا خاصا بالمداومة التي شهدت حركية خاصة ونشاطا دؤوبا لمسؤولي الحزب ومناضليه في أروقة المقر، حيث تمتزج رنات الهواتف التي تكاد لا تنقطع مع أصوات الأشخاص المتواجدين بالمقر. وصرح المكلف بالاتصال للجبهة الوطنية الجزائرية محمد تين ل ''الحوار'' أن ''الكل يعمل على قدم وساق، موضحا أنه منذ الصباح الباكر جميع المناضلين التحقوا بموعدهم اليومي، حيث أنشأ الحزب لهذا الغرض خلية بغية ضمان متابعة عمليات التصويت تم تزويدها بالإمكانيات المادية الضرورية من خطوط هاتفية وأجهزة فاكس وأجهزة إعلام آلي موصولة بالأنترنت وذلك لضمان حسن سير مهمتها. وأكد أن المترشح تواتي لم يأكل لغاية الساعة الثالثة، لكنه أوضح أنه أفطر على مطلوع سخون إضافة إلى كؤوس من الشاي الساخن، أما القهوة كانت سيدة الموقف في المداومة فالمكلف بالإعلام وحده تناول أزيد من 15 فنجان قهوة في انتظار المزيد. رباعين المعتكف وزوجته وأولاده في مكتب المداومة صائم عن الأكل والشرب وضغطه الدموي ''عادي'' آخر محطة في جولتنا إلى مداومات المترشحين كانت إلى مقر حزب عهد 54 الذي ترشح عنه فوزي رباعين، المقر كان خاليا في حدود الساعة الثالثة والنصف من الصحفيين ولم نجد هناك غير المكلف بالإعلام ومناضلين من الحزب، وأكد لنا عيسى مكي المكلف بالإعلام في المداومة أن رباعين ''اعتكف هو وزوجته وأولاده في مكتب من مكاتب المداومة، لم يأكل ولم يشرب لا قهوة ولا شاي وضغطه الدموي عادي جدا'' وحول التدابير التي اتخذها الحزب لمراقبة مكاتب التصويت أفاد ذات المسؤول بأن ''حضور مراقبي الحزب سيكون محصورا على مستوى عدد محدود من المكاتب'' وهو الأمر الذي أرجعه بالدرجة الأولى إلى كون ''العملية تتطلب أموالا وإمكانيات لا تتوفر لدى عهد .''54 وأوضح بأنه تم بالمقابل إعطاء تعليمات بضرورة إرسال آخر المستجدات أولا بأول إلى المقر المركزي ''حتى نكون على اطلاع تام على مجريات العملية الانتخابية''، مشيرا إلى أن ''مناضلي عهد 54 قد اكتسبوا خبرة لا بأس بها في هذا المجال'' من خلال المشاركة في مختلف المواعيد المصيرية التي شهدتها البلاد.
