أعلنت أمس الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل الصحراوي إعدام الرهينة البريطاني أدوين داير، المحتجز لديها منذ يناير الماضي وذلك بعد عدم تجاوب لندن مع مطلبها المتمثل في الإفراج عن منظر الخوارج والتكفيريين الأردني أبو قتادة مقابل إطلاق سراح الرهينة. وقال التنظيم الإرهابي الذي يطلق على نفسه اسم ''قاعدة بلاد المغرب'' في بيان نشر على شبكة إنترنت ''إنه بانتهاء المدة فإنهم سيعدمون الرهينة البريطاني، إن لم يجدوا استجابة لمطلبهم، وقد أعذر من أنذر''، مشيرا إلى أن المفاوضات المباشرة مع الحكومة البريطانية باءت كلها بالفشل، ومبينا أنه أعدم إدوين داير يوم 31 ماي الماضي، لأن بريطانيا لم تستجب لمطالبه''، ولا يبدو أنها مهتمة بحماية مواطنيها'' على حد ما جاء في البيان ذاته. وفي أول رد للندن على هذه الجريمة، أدان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في بيان له القتل ''الوحشي'' للرهينة المختطف، مردفا بالقول ''لدينا من الأسباب القوية التي تدعونا للاعتقاد بأن المواطن البريطاني أدوين داير قتل على أيدي خلية للقاعدة في مالي... أدين تماماً هذا العمل الإرهابي المروع والوحشي''. وأكد براون بأن قتل الرهينة قوى من التزام بريطانيا بمحاربة ''الإرهاب''، حيث قال ''إنه يقوي عزمنا حتى لا نخضع لمطالب الإرهابيين وحتى لا ندفع فدية، أود أن يعرف من يستخدمون الإرهاب ضد المواطنين البريطانيين، دون أي شك أننا وحلفاءنا سنلاحقهم بلا كلل وأنهم سيلقون العدالة التي يستحقونها''، مضيفا ''ناقشت هذه القضية مراراً مع رئيس مالي، وهو يعلم أنه سيلقى كل تأييد لاقتلاع القاعدة من بلاده''. واعتبرت وزارة الخارجية السويسرية التي لا يزال مواطنها ورنر غراينر رهينة لدى الخاطفين قتل الرهينة البريطاني بأنه ''انتهاك شديد لكرامة الإنسان''، كاشفة في الوقت ذاته أنها تتعاون مع الرئيس المالي أمادو توماني توري للإفراج عن الرهينة السويسري. ومن جهته، بين وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أن بلاده تعمل مع مسؤولين سويسريين لضمان الإفراج عن الرهينة السويسري ''دون تقديم تنازلات جوهرية''. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أول أمس نقلا عن مسؤول مالي من فريق التفاوض مع الجماعات الخاطفة، خبر إعدام الرهينة البريطاني من طرف التنظيم الإرهابي الذي اختطفه في 22 من شهر جانفي الماضي، مشيرا إلى أن أدوين داير كان سجينا لدى جماعة عبد الحميد أبو زيد إحدى فروع تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وكان التنظيم الإرهابي قد أعلن في 22 ماي الماضي أنه سيمهل بريطانيا 15 يوما أخرى للإفراج عن أبي قتادة، كما طالب بفدية بلغ قدرها حوالي 10 ملايين دولار وهدنة مدتها شهرين، مقابل إطلاق سراح الرهينة البريطاني المقتول والسويسري ورنر غراينر زوج غبرييلا بوركو غراينر المفرج عنها سابقا، والذي قد تتعقد وضعيته أكثر فأكثر بعد إعدام رفيقه البريطاني. ويشار إلى أن الجماعات الخاطفة كانت قد أعلنت في 18 فبراير خطفها أربعة سواح أوروبيين منذ 22 يناير الماضي، وهم البريطاني المقتول والزوج السويسري، وألمانية أطلق سراحها هي الأخرى، والذين كانوا في رحلة سياحية بسيارتين في المنطقة الحدودية بين مالي والنيجر، كما أكد التنظيم ذاته اختطاف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى النيجر روبرت فاولر ومساعده السفير السابق لكندا في الغابون لويس غاي داخل الأراضي النيجيرية، وهما اللذين أفرجا عنهما أيضا. الجزائر تدين ''بشدة'' اغتيال الرعية البريطانية أدانت الجزائر ''بشدة'' اغتيال الرعية البريطانية ايدوين داير من طرف الجماعة الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب حسب ما أفاد بيان أمس الأربعاء للناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية. وأكد البيان أن ''الجزائر تلقت باستياء اغتيال الرعية البريطانية ايدوين داير من طرف الجماعة الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب والذي كان قد احتجز كرهينة منذ شهر جانفي المنصرم''. وأضاف الناطق باسم الوزارة أن ''الجزائر التي تدين بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان والشنيع تتقدم بتعازيها الصادقة للحكومة البريطانية وإلى عائلة الفقيد''. وأكد نفس المصدر أن ''الجزائر تحيي الحكومة البريطانية على الصرامة الكبيرة والمسؤولية اللتين تحلت بهما في تسيير هذا الملف برفضها لأية مساومة ودفع فدية كانت قد تستعمل لتمويل النشاطات التحريضية والمخلة بالاستقرار التي تقوم بها هذه الجماعة الإرهابية في المنطقة''. ومن جهة أخرى أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية أن ''الجزائر تجدد نداءها إلى تكثيف التعاون الدولي بهدف القضاء على الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار الدوليين''.
