والي أم البواقي يكشف: مساع للتكفل بالمستثمرين عبر 17 منطقة نشاط    طرحوا جملة من الانشغالات في لقاء بالتكنوبول: مديرية الضرائب تؤكد تقديم تسهيلات لأصحاب المؤسسات الناشئة    عنابة: استحداث لجنة لمتابعة تهيئة الواجهة البحرية    ميلة: بعثة من مجلس الأمة تعاين مرافق واستثمارات    مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة: تطوير شرائح حيوية تعتبر الأولى من نوعها في العالم    أكّدت أن أي عملية برية ستؤدي إلى شل العمل الإنساني    الوزير الاول يلتقي عضو المجلس الرئاسي الليبي: الكوني يدعو الرئيس تبون لمواصلة المساعي لتجنيب ليبيا التدخلات الخارجية    يُبرز التطور الذي عرفه قطاع البناء في الجزائر: 900 مشارك في الطبعة 26 لصالون باتيماتيك    وزير الداخلية إبراهيم مراد يشرف على تمرين مشترك ويؤكد: يجب تجسيد التعاون بين الحماية المدنية في الجزائر و تونس    دعا الدول الاسلامية إلى اتخاذ قرارات تعبر عن تطلعات شعوبها: الرئيس تبون يشدّد على محاسبة مرتكبي جرائم الحرب    في دورة تكوينية للمرشدين الدينيين ضمن بعثة الحج: بلمهدي يدعو للالتزام بالمرجعية الدينية الوطنية    مساع لتجهيز بشيري: الهلال يرفض الاستسلام    البطولة الإفريقية للسباحة والمياه المفتوحة: 25 ميدالية بينها 9 ذهبيات حصيلة المنتخب الوطني    رئيس الاتحادية للدراجات برباري يصرح: الطبعة 24 من طواف الجزائر ستكون الأنجح    مديرية الاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة المراسل الصحفي عبد الحليم عتيق    إشادة وعرفان بنصرة الرئيس تبون للقضية الفلسطينية    وزيرة الثقافة زارتها بعد إعلان مرضها    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي    الجزائر تدفع إلى تجريم الإسلاموفوبيا    خارطة طريق لضمان التأطير الأمثل للحجاج    خبراء جزائريون يناقشون "الهندسة المدنية والتنمية المستدامة"    24 ألف مستثمرة فلاحية معنية بالإحصاء الفلاحيّ    3 شروط من أجل اتفاق شامل ومترابط المراحل    مضاعفة الجهود من أجل وقف العدوان الصهيوني على غزة    مهنيون في القطاع يطالبون بتوسيع المنشأة البحرية    توقُّع نجاح 60 ٪ من المترشحين ل"البيام" و"الباك"    على هامش أشغال مؤتمر القمة 15 لمنظمة التعاون الإسلامي ببانجول: العرباوي يجري محادثات مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي    الفلاحة.. طريق مفتوح نحو الاكتفاء الذاتي    بعد رواج عودته الى ليستر سيتي: إشاعات .. وكيل أعمال محرز يحسم مستقبله مع الأهلي السعودي    برنامج الجزائر الجديدة في حاجة إلى المؤمنين بالمشروع الوطني    موقع إلكتروني لجامع الجزائر    طريق السلام يمرّ عبر تطبيق الشرعية الدولية    إقبال واسع على معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط    غرق طفل بشاطئ النورس    انتشال جثة شاب من داخل بئر    خلاطة إسمنت تقتل عاملا    من ظاهرة النصب والاحتيال عبر الأنترنت الدرك الوطني يحذّر..    عمورة في طريقه لمزاملة شايبي في فرانكفورت    تعريفات حول النقطة.. الألف.. والباء    نجوم جزائرية وعالمية تتلألأ في سماء عاصمة الهضاب    الدكتور جليد: التاريخ يحتاج لأسئلة معرفية جديدة    ثلاث ملاحم خالدة في الذّاكرة الوطنية    جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تنظم لقاءً    دراجون من أربع قارات حاضرون في "طواف الجزائر"    دليل جديد على بقاء محرز في الدوري السعودي    غيريرو يغيب عن إيّاب رابطة أبطال أوروبا    بموجب مرسوم تنفيذي : إنشاء القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة لمازونة بولاية غليزان وتعيين حدوده    الأيام السينمائية الدولية بسطيف: 21 فيلما قصيرا يتنافس على جائزة "السنبلة الذهبية"    "معركة الجزائر" تشحذ همم الطلبة الأمريكيين للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة    التوعية بمخاطر الأنترنت تتطلب إدراك أبعادها    الجزائر تستنفر العالم حول المقابر الجماعية بغزّة    اقترح عليه زيارة فجائية: برلماني يعري فضائح الصحة بقسنطينة أمام وزير القطاع    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العشائر الأردنية بخيامها وديكورها العربي الأصيل تحط الرحال بالجزائر
نشر في الحوار يوم 08 - 06 - 2010

وسط بيت الشعر وبديكور بدوي أردني هاشمي خالص وعلى وقع الربابة ونشوة القهوة العربية، استقبلنا الوفد الأردني الذي حل ضيف شرف على معرض الجزائر الدولي بترحاب وتهليل بدوي داخل الخيمة المنصوبة وسط ساحة المعرض الدولي شامخة شموخ وأصالة الهاشميين بديكورها العربي المميز، حيث تتوسط الخيمة موقد القهوة العربية التقليدية وعلى طرفها يوجد دلو الماء المصنوع من جلد الماعز، أما الضيافة فكانت قهوة عربية مرة وحبات من تمر أردني كرمز للكرم وامتداد طبيعي لسلالة حاتم الطائي ولكرم نشامى العشائر الأردنية التي ذاع صيتها على مر العصور.
حدثنا مضيفانا السيدان ''نعيم الطراونة'' و''خالد لحنيطي'' الذي مثل ببراعة دور شيخ العشيرة، عن تقاليد الأسرة الأردنية وعراقتها وتمسك الأردنيين بها من بدو وحضر، وعن قوة العشيرة وعن رحابة صدر الأردني وغيرها من الصفات الأخرى التي لازمت الطبيعة الأردنية على مر العصور، كما تحدث بإسهاب عن الإرث التقليدي الأصيل من عادات وتقاليد شعبيه ومميزات البيت والمطبخ الأردني العتيق وأعراسه وجماليات الفرح في البيئة البدوية، حيث قدمها بأسلوب حكواتي شيق جلب إليه أنظار الزوار الذين تهافتوا على الخيمة لرؤية التقاليد الأردنية عن قرب خاصة عشاق المسلسلات الأردنية التاريخية ك''نمر بن عدوان'' و''عيون عالية'' وغيرهما من المسلسلات التي استقت مواضيعها من البادية والبيئة الأردنية.
الخوارة تقليد أردني راسخ
تتميز التقاليد الأردنية بغوصها العميق في التراث العربي الأصيل وتشبثها بالقيم الروحية والدينية مثل ما يحدث في تقليد الخوارة، وهي ليلة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، التي تتميز بقيمتها العظمى لدى الأسر الأردنية. ويتم التعبير عن الفرحة باستقبالها ليس بالعبادة كما هو الحال في ليلة القدر، وإنما بأشياء مادية تعتمد على اقتناء اللحم وتقديم الطعام، حيث يقدم الشخص الغني ذبيحة لوجه الله سبحانه إكراما لهذه الليلة أما من لم يستطع فيمكنه أن يشترك مع عدد من الأشخاص بشراء ذبيحة ويوزعها بطريقة الأجزاء المتساوية بعدد المشتركين في كل جزء أو قطع لحم من كافة أجزاء الذبيحة تقريبا، لتكون القسمة عادلة، ثم توزع عليهم بطريقة القرعة، وإذا لم يتوفر ذلك طبخ البدوي طبخة وأعلن النية على أنها خوارة رمضان لهذا العام، وقد يؤجل الذبيحة الى حين تتوفر له وحينها يذبحها على أنها ذبيحة خوارة التي أجلها في الوقت الفلاني وعند التقريب مثل هذه الذبيحة او الطبخة ينادي البدوي: يا ب هذه خوارة رمضان، يا رب تقبلها، أجرها وثوابها عن روح الميت فلان أو فلانة، وعن أرواح المسلمين أجمعين''. وبعد ذلك يذبحها أو يضع الملح إذا كانت طبخة ويرى البدو، حسب محدثنا، أن ليلة الخوارة هي الحزام أو الوسط والاستراحة في منتصف الطريق نحو نهاية شهر رمضان، بل هي وداع للنصف الأول لهذا الشهر المبارك، فيقدمونها فدية لله أن أعانهم على صيام ذلك الشوط، ويسألونه تعالى أن يعينهم على صيام الشوط الثاني. وقد تغير الاحتفال الآن بليلة الخوارة عند البدو المستقرين بشراء اللحم، وإعداد وجبة أدسم مما هي في الليالي الأخرى احتفاء بهذه المناسبة العطرة، ولا شك أنها كانت فرصة للبدوي ان يأكل اللحم أثناء هذا الشهر، وبالتالي فهي ليلة قربى مادية ملموسة أكثر منها ليلة عبادة وصلوات وأدعية، وإن كان البدو يطلبون من الله تعالى طلباتهم الخاصة.
تراث أصيل .. يقاوم النسيان
تطورت الأردن بعد قدوم الهاشميين سنة 1916 حيث بدأت الحكومة في توطين البدو وإنشاء المدارس، وللحفاظ على خصوصية المنطقة وتراثها قامت الحكومة بإنشاء جمعية تأهيل المرأة الريفية وأعطت الرئاسة الشرفية للسيدة ''سبينه لحنيطي الحديد'' التي دعمت المرأة الريفية وحثتها على مواصلة الحرف التقليدية التي اشتهرت بها المرأة والمجتمع الأردني بصفة عامة والبدوي بصفة خاصة، حيث ركزت على صناعة الزرابي التقليدية بصوف الغنم. كما ركزت الجمعية على صناعة الخيم الأردنية التقليدية أو كما تسمى في المنطقة ببيت الشعر الذي ينسج بشعر الماعز. وتعتبر الخيمة في المنظور البدوي رمزا للبيت الأردني التقليدي، حيث تختلف خيمة شيوخ العشائر عن خيمة البدوي العادي. وحسب محدثنا السيد نعيم الطراونة فإن خيمة شيخ العشيرة تتكون من ستة أعمدة، بالإضافة الى عمودين اثنين لا يدخلان في الحسبة، وتتكون من جزء مخصص للضيوف يفصل عن بيت الحريم ويقوم شيخ العشيرة بالوقوف خارج البيت لاستقبال ضيوفه، أما أثاث الخيمة فيتكون من مواد طبيعية وبسيطة جدا، ويظهر المستوى الاجتماعي لأصحاب الخيمة من نوعية أثاثهم، ومن بين القطع التي تستعمل في الخيمة إلى جانب الأفرشة المذكورة كالمهباش والمحماس، نجد السينية المصنوعة من الحلفاء، والغربال، والعليقة، ودلوا مصنوعا من البلاستيك الطبيعي المستخرج من الأشجار، يستعمل لإخراج الماء من البئر.
''يا قاضي يا قاضينا بالحق أرضينا''
يعتبر القضاء العشائري من مميزات المجتمع الأردني، حيث تعتبر العشيرة رمزا من رموز القوة في المجتمع الأردني ويعتبر حكم شيخ العشيرة ووجهائها أمرا مفروغا منه ولا جدال فيه، حيث يحتكم المتخاصمون الى شيخ العشيرة وترسم في وسط الخيمة دائرة رملية تسمى الحويطة يدخلها الجاني الذي لا يمكنه الكذب إذا كان موجودا هناك وفقا للتقاليد الأردنية البدوية، كما يتم استخدام المحماس الذي تحمص به حبات القهوة الخضراء في محاكمة المذنبين حيث يسخن على الجمر ويوضع على لسان الجاني ليقول الصدق. وحسب السيد نعيم الطراونة فإن هذا التقليد امتزجت في الحقيقة بالخيال، حيث تزعم الروايات أن الكاذب لا يمكنه النطق اما الصادق فلا يجد مانعا من الحديث حتى وإن كان طرف لسانه محروقا. ويمتاز القضاء العشائري بمجموعة من الخصائص أهمها العطوة وهي الهدنة الأمنية التي يعطيها المعتدى عليه أو ذويه إلى المعتدي أو ذويه وتكون عبارة عن مهلة زمنية ليتسنى لهم ترتيب أوضاعهم والابتعاد عن منطقة ارتكاب الجريمة، وتعتبر العطوة من العادات والأعراف المجتمعية المستحدثة فقد كانت الدخالة تقوم مقامها عند حدوث جرائم ضرب أو اعتداء أو قتل أو مساس بالعرض، ويتوسط بين الطرفين للحصول على العطوة مجموعة من أهل الخير من الوجهاء المعروفين في المجتمع وخصوصا أبناء العشائر وشيوخها، ويتم التوصل إليها من خلال ذهاب مجموعة منهم لأهل المعتدى عليه وتسمى الجاهة، ويتم التفاوض معهم للحصول على هذه الهدنة وحل الخلاف بشكل جماعي يرضي جميع الأطراف.
القهوة الأردنية.. أولها للضيف وآخرها للكيف
تتميز قهوة البدو في الأردن بطعمها ومذاقها المميز، تختلف في طريقة تحضريها عما عهدنا شربه من قهوة هنا بالجزائر، حدّثنا عنها نعيم الطراونة ونحن في ضيافته في الخيمة العربية الأردنية، وكشف لنا سر مذاقها وطرق إعدادها وتقديمها. ما يجب التأكيد عليه، قال محدثنا، هو أن كل عائلة من البدو في الأردن تقوم بنفسها بإعداد البن، فلا تقتنيه جاهزا في شكل مسحوق وإنما على حالته الطبيعية الأولى، ليتم إعداده حسب الأصول والتقاليد باستخدام أدوات تقليدية. وأولى مراحل إعداد القهوة تكون بمرور حبات البن العربية عبر آلة تدعى المحماس وهي مصنوعة من النحاس الخالص، تتكون من قطعتين الأولى دائرية الشكل ومنبسطة لها حامل طويل جدا ينتهي بسلسلة طويلة تربطها بالقطعة الثانية التي تستعمل في تحريك حبات البن عندما تكون على النار وتدعى البشعة. أما المرحلة الثانية لإعداد القهوة فتتمثل في طحنها باستعمال آلة تدعى المهباش أو كما يعرف في الجزائر بالمهراس، تهرس بواسطتها حبات البن المحمصة في المحماس، ويحرص على ألا تكون ناعمة جدان إذ يكون ملمسها خشنا نوعا ما، فلا تكون في شكل مسحوق تام وإنما تبقى بعض الحبات مهششة فقط فيكون خليطا من المسحوق والقطع الهشة. وعن المهباش فهو مصنوع من الخشب القوي والمتين، ويكون حجمه كبيرا نوعا ما ويده طويلة أيضا، يزين برسومات ونقوشات عربية أصيلة. وهكذا تكون انتهت المرحلة التحضيرية، وتأتي مرحلة الإعداد أو الطهي، إذ تستعمل فيها الدلاء أو ما نسميها بالإبريق، وتطهى على نار الخشب فوق المنقل، وهو عبارة عن فرن صغير مستطيل الشكل مصنوع من النحاس يملأ بالرمل وتضرم فيه نار الخشب. تملأ الدلاء بالماء ويضاف لها البن الخشن وحبات الهيل وتترك لتغلي فوق النار الهادئة للمنقل، إلى أن تنضج. ولا يستعمل السكر أبدا في إعداد القهوة الأردنية الأصيلة، حسب ما كشف عنه الطراونة، السيد نعيم، ولها أسرار في التقديم ترسخت في تقاليد البدو بالأردن. فالقهوة الأردنية يمنية، كما قال، أي يمسك الرجل بالدلة بشماله والفنجان بيمينه، ولا يملأ الفنجان بل ربعه فقط، ويقوم الضيف بتحريك الفنجان في شكل دائري بين الحين والآخر وهو يرتشف القهوة، ولما ينتهي من شربها عليه أن يرفع يده قليلا وهو حامل الفنجان ليعرف مضيفه أنه أنهى شرب القهوة، فيتقدم إليه ليأخذ الفنجان عارضا عليه آخر، وهنا اكتشفنا تقليدا آخر لشرب القهوة الأردنية. فالبدو الأردنيون يتقاسمون على ما يبدو مع البدو الرحل في جنوبنا الجزائري تقليد الفناجين المتتابعة لكن الأمر يتعلق بفناجين القهوة وليس الشاي، ففنجان القهوة الأول هو فنجان الضيف، والثاني، فنجان السيف، أما الثالث فهو فنجان الكيف أو المزاج. أما السر الرئيسي للقهوة الأردنية فهو غليها إلى درجة تنزع معها الكافيين، فلا تصبح تشكل خطرا على الصحة إذا ما شربت عدة مرات في اليوم. كما أن الولد الصغير لا يشرب القهوة أبدا وفقا للتقاليد إذ يقال له في مجالس الرجال، ''لا تشربه حتى تجيب حقه''، ومعنى ذلك أن الأطفال لا يشربون القهوة إلا عند بلوغهم.
مهر البدوية الأردنية فنجان قهوة
تقاليد الزواج في بادية الأردن غيرها في الجزائر، فمهر الفتاة عبارة عن فنجان قهوة، من الناحية المبدئية، حيث تدخل الجاهة وهم الأشخاص الذين يوكل لهم العريس مهمة الخطبة، ويرحب بهم أهل الفتاة الذين غالبا ما لا يكونون على دراية بسبب قدوم الجاهة، فيؤدون واجب الضيافة في حقهم، وهنا يظهر سبب قدومهم، حيث يرفض أكبرهم سنا شرب القهوة ويلح عليه صاحب الدار لكن يرد عليه أولا بعبارة ''لا أشرب حتى تعطيني ما بدي إياه'' ويسمي طلبه ويوافق أهل العروس وهنا فقط يشرب أعضاء الجاهة القهوة، ويكرمون عروسهم بدفع مهر يليق بها وبمقام أهلها، فلا يعقل أن يتزوجها بالمجان. اما عن طريقة تعارف العريسين، ذكر السيد نعيم الطراونة والسيد خالد الحنيطي، أن العريس غالبا ما لا يكون يعرف عروسه ولم ينظر لها ولو مرة واحدة، وفي بعض الحالات يكون قد رآها وأحبها من أول نظرة لدى مشاهدته لها وهي في الغدير تملأ الماء أو تغسل الملابس. فالبدوي مخلص في الحب، حسب ما قاله مضيفانا في خيمتهما العربية الأصيلة، إذ يكتب لحبيبته شعرا، ولا يطلع أبدا على أعراض الناس ونسائهم، ولا يصافح المرأة من يدها أبدا حتى وإن كانت من إحدى قريباته.
خيمة بعيدة عن الديار لتمضية شهر العسلبعد الخطبة مباشرة يشرع أهل العروسين في التحضير للعرس، فيقوم العريس بمساعدة من أهله وأصدقائه ببناء خيمة أو ما يعرف ببيت الشعر مجهزة بالجنابي والمخدات، في مكان بعيد نوعا ما عن الديار لتمضية شهر العسل. بينما يجهز أهل العروس لابنتهم ملابس خاصة بها وعلى رأسها ''المدرڤة'' وهو ثوب أسود اللون مزين بالطرز الأحمر، ترتدي فوقه يوم زفافها عباءة والدها. ولارتداء العروس عباءة والدها مغزى معنوي، أي أنها في حماية والدها، وإن كان والدها متوفى ترتدي عباءة عمها أو أخيها الأكبر أو خالها. بينما يرتدي العريس الثوب والجنات وحامل السلاح والشماغ الذي يمسكه بالعقال، وعقال الرجل البدوي في الأردن هو شرفه. ويتوجه العريس يوم الزفاف إلى خيمة أهل العروس بعد انتهاء سهرته التي تنظم يوم الخميس، يمضي فيها ورفاقه أوقات ممتعة في رقص رقصة السامر الشعبية. يتوجه بالفاردة وهي الخيالة مع جمل مزود بهودج لحمل العروس إلى خيمة زوجها، يمضيان فيها شهرا كاملا، كشهر عسل.
الوشم والعصملي... من رموز الجمال والغنى
من بين طرق تزيين المرأة البدوية في الأردن الوشم على الوجه واليدين، إذ يعتبر الرسم الذي يضاف على وجه الفتاة ليلة زفافها رمزا من رموز الجمال، وتفتخر به النساء، أما عن الرموز المستعملة في الوشم فهي رموز مستوحاة من البادية كأنواع من النباتات، والنجوم، والخطوط المستقيمة والمحنية. وعن الحلي التي تتزين بها البدويات في الأردن نجد العصملي، وهو عبارة عن عقد يحمل مجموعة من القطع النقدية أو ما يعرف بالعصملي وكما يسمى بالجزائر ''اللويس''. وينم عدد القطع الذي التي يتكون منها العقد عن المستوى الاجتماعي للمرأة ومدى غناها.
أشهر ما يؤكل في الأردن.. المنسف حاضر في الأفراح والأتراح
تمتاز المائدة الأردنية بتنوعها حيث تشمل أنواعا مختلفة من المأكولات، حيث لا يمكن لزائر البلد النشامى أن يغادر الأردن دون أن يتذوق المنسف أشهر أكلة تقليدية أردنية. وحسب مضيفنا خالد لحنيطي، فإن المنسف هو عبارة عن لبن ممخوض يوضع على النار مع لحم الخروف أو الجمل وعندما يغلي الخليط يضاف إليه البرغل أو القمح هذا في القديم. وحاليا أصبح الأرز أيضا يستعمل في طبخ المنسف. ويوضع المنسف بعد انتهاء تحضيره في سينية ويزين باللحم ويسقى باللبن عند تقديمه للضيوف. وأما عن حلويات البدو فذكر خالد لحنيطي أن التمر يعتبر في مقدمة ما يتم التحلية به لدى البدو، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الحلوى مثل اللازقيات التي تصنع بخبز الصاج والسمن البلدي والسكر.
...وفي عمان حلويات الجبري صيتها ملكي
لا يمكن الحديث عن الحلويات اللبنانية دون الحديث عن حلويات صبحي جبري وأولاده، ذات الصيت الملكي، فهي تفرض نفسها على مستوى المملكة بجودتها منذ سنة .1935 حيث استقبلنا كل من لؤي الشلبي وإياد عبد الوهاب في جناح المملكة الأردنية الهاشمية بمعرض الجزائر الدولي في طبعته ال 43 وعرفانا بالحلويات الأردنية الطيبة المذاق التي تنتشر في كامل منطقة بلاد الشام، ونذكر منها البقلاوة، الحلويات المشكلة، البرازق، الكعك بالتمر، المعمول بالفستق الحلبي، والغريبة والكنافة بالجبنة.
الأردن في سطور
تقع المملكة الأردنية الهاشمية في المشرق العربي جنوب غرب آسيا، لها حدود مشتركة مع كل من سوريا شمالا وفلسطين غربا، العراق شرقا والسعودية من الجنوب والجنوب الشرقي كما تطل على خليج العقبة في الجنوب الغربي. سميت بالأردن نسبة إلى نهر الأردن الذي يمر على حدودها الغربية. الأردن بلد يجمع بين ثقافات وعادات وحتى لهجات كل من بلاد الشام والجزيرة العربية بشكل لافت ولا تفصل أي حدود طبيعية الأردن عن جيرانه العرب سوى نهر الأردن الذي يعتبر الحد الشمالي الفاصل لحدوده الغربية مع فلسطين، أما باقي الحدود فهي امتداد لبادية الشام في الشمال والشرق وصحراء النفوذ في الجنوب، ووادي عربة إلى الجنوب الغربي. وللأردن تاريخ طويل تقف عنده الشواهد الأثرية جنبا لجنب إلى يومنا هذا من قلاع وحصون وأبراج ومسارح وقصور ومقامات أنبياء وأضرحة لصحابة شهداء قضوا في معارك الفتح الإسلامي. وفي العام 1946 نالت المملكة الأردنية الهاشمية استقلالها عن بريطانيا، وكان الملك عبد الله بن الشريف الحسين أول ملك عليها بعد أن كان أميرا على شرق الأردن منذ 1921. النظام بالمملكة الأردنية الهاشمية هو نظام ملكي دستوري مع حكومة تمثيلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.