اختتمت بداية الاسبوع الجاري فعاليات المعرض المغاربي الاول بقصر المعارض الصنوبر البحري بحضور 267 عارضا منهم 189 مؤسسة جزائرية من ضمنها 147 من القطاع الخاص و42 من القطاع العام، إلى جانب 35 مؤسسة ليبية و 32 مغربية و 11 مؤسسة تونسية، مع تسجيل غياب موريتانيا بالرغم من اختيارها كضيف شرف الطبعة لاسباب تحفظ عنها القائمون على المعرض على كشفها. ويعتبر هذا المعرض الذي انتظم على مدار 6 أيام فضاءا التقى من خلاله المتعاملون الاقتصاديون المغاربيون لتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي المغاربي، فهو يعد خطوة أولى للتعارف المشترك باتجاه تعزيز العلاقات التكاملية بين دول المنطقة بغرض بعث مشاريع بينية ستمكن دول المغرب العربي من انشاء اقتصاد مغاربي قوي يمكنها من مواجهة التجمعات الاقليمية والدولية. وكان بيان المؤسسة الوطنية للصادرات والمعارض ''سافكس'' تحصلت ''الحوار'' على نسخة منه قد أكد ان هذه التظاهرة الاقتصادية تعتبر الأولى من نوعها على المستوى المغاربي وتعد محطة مهمة لابراز قدرات دول المغرب العربي في مجال الصناعات المتوسطة والخفيفة، بالاضافة الى الصناعات الغذائية والنسيجية ومواد البناء والأدوية، فضلا عن الالكترونيات والآلات الفلاحية، الى جانب المشتقات البترولية التي ستعرضها الجزائر كبلد رائد في هذا المجال على المستويين المغاربي والافريقي، على أن تقوم الدول المغاربية المشاركة بعرض منتجاتها من الصناعات التقليدية التي تشتهر بها هذه المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالصناعات الخزفية والنحاسية والخشبية، بالاضافة الى الصناعات التقليدية التي تؤكد ارتباط شعوب منطقة المغرب العربي بتقاليدها منذ قرون خلت، كما تبين من جهة أخرى ثراء وتنوع التقاليد المغاربية التي تشكل وجها من وجوه الشخصية الثقافيةالمشتركة لمنطقة المغرب العربي. إجماع مشترك على نجاح الطبعة اجمع العارضون المشاركون في فعاليات المعرض المغاربي الاول على النجاح الكبير الذي شهدته دورته الاولى، من خلال الدعوة التي اطلقها عدد كبير من المشاركين فيه لتنظيم معارض أخرى مختصة من شأنها تشجيع الشراكة المغاربية على صعيد القطاعين العام والخاص، بعد أن عرف تنظيم هذه الطبعة مجهودا مشتركا من الاتحاد المغاربي للمعارض الذي تأسس العام الفارط على هامش انطلاق الأسبوع التجاري الجزائري في الدارالبيضاء، أين اتفقت أربع مؤسسات عمومية لتنظيم المعارض، من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، على إنشاء اتحاد بينها، تلاه التوقيع على البنود الرئيسية للنظام الاساسي للاتحاد الجديد، مع التزام الدول الاعضاء باحتضان المعرض سنويا بالتناوب بداية من الجزائر في ,2008 تليها ليبيا سنة ,2009 ثم المغرب، موريتانيا وتونس على التوالي. وكان مشاركون وعارضون قد أعربوا على هامش فعاليات المعرض المغاربي الأول عن قناعاتهم بأهمية تنظيم معارض شبيهة، مؤكدين ان من شأنها تشجيع الاتصال المباشر بين المحترفين المغاربة وتطوير شراكات بين المؤسسات من مختلف الدول المغاربية وخلق دينامية اقتصادية وتجارية في كامل ارجاء المغرب العربي. وفي هذا الاطار، قالت نادية درافات مسؤولة الاتصالات في المركز المغربي لتنمية الصادرات ان المعرض الاول تميز بالاقبال الشعبي والاقتصادي الكبير من طرف المتعاميلن الاقتصاديين من الدول المشاركة، مشيرة الى الاهتمام الخاص الذي توليه المؤسسات المغربية للسوق الجزائرية والى مشاركة عدد كبير من المؤسسات المغربية في المعرض، حيث عرفت هذه الطبعة مشاركة 32 مؤسسة مغربية. كما أكد العربي بوربعة مسؤول بذات المركز أن المغرب يتوفر على كافة المؤهلات التي تمكنه من تعزيز شراكاته ومبادلاته التجارية مع باقي بلدان اتحاد المغرب العربي، مبرزا طموحاته في الرفع من صادرات المغرب الى باقي بلدان الفضاء المغاربي، بالنظر الى المؤهلات التي يتوفر عليها، مع استغلال مختلف الامكانيات التي تمكنه من تحقيق ميزان تجاري متوازن مع الشركاء المغاربيين. من جهته، اعرب خالد صالحي رئيس الوفد التجاري التونسي عن ارتياحه لنوعية تنظيم هذه التجربة الأولى التي تعد في نظره وسيلة جيدة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المغرب العربي، في حين رأى سعد عجاج مسؤول الجناح الليبي أن المعرض يشكل فرصة استثنائية للتقريب بين رجال أعمال ومؤسسات منطقة المغرب العربي، مؤكدا أن التنظيم الجيد لهذا المعرض سيكون قدوة خلال الدورات المقبلة للمعرض التي ستعقد في العام 2009 في ليبيا. لقاءات مشتركة بين رجال الأعمال أشرفت الشركة الوطنية للتصدير والمعارض''سافكس'' بالتعاون مع الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة على مدار كامل أيام المعرض على تنظيم لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين من كافة دول المغرب العربي، بغرض تبادل الخبرات وتدارس سبل الشراكة وتعزيز الاستثمارات البينية بين دول المنطقة المغاربية، حيث ارتكزت هذه اللقاءات بالدرجة الأولى على عرض خدمات المؤسسات المشاركة في المعرض لاستقطاب فرص لتصدير منتوجاتها، تطوير استثماراتها، أو الدخول كطرف مساهم في رأسمال الشركة لخلق تكتل اقتصادي يشمل أكثر من بلد مغاربي. وبلغ عدد القاءات التي تم تنظيمها خلال المعرض ما يقارب 194 لقاء عمل حسبما أعلنته إدارة المعرض، ترتكز كل واحدة على خطة عمل خاصة بها، وفي قطاعات اقتصادية على حدى، على غرار التجهيزات الالكترومنزلية والالكترونية، الصناعات الغذائية، البناء، الصناعات النسيجية والجلدية والصناعات الميكانيكية والصيدلانية، إلى جانب الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية. وشهدت اللقاءات المشتركة بين رجال الاعمال مشاركة 24 شركة وطنية، 14 شركة مغربية، 13 ليبية، و9 شركات تونسية، للاتفاق حول فرص الشراكة خاصة في الصناعات الغذائية، الحرف، الصناعات الكيميائية، الميكانيكية، صناعات الحديد والصلب، الكهرباء والالكترونيك، النسيج والخدمات. واكد ابراهيم بن جابر رئيس الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة على أهمية اللقاءات بين الدول المغاربية لتسهيل عملية العرض وجلب الاستثمارات العربية، بالشكل الذي يدفع نحو تدعيم معدلات التبادل التجاري بين دول المنطقة.