تتواصل عملية تدعيم صفوف الحماية المدنية بقوات المظليين المكلفين بمهمة الإغاثة والإنقاذ خلال الساعات الأولى من وقوع الكوارث الكبرى، من خلال الدورات التكوينية التي شرع فيها سنة 2013 بالتعاون مع وزارة الدفاع الوطني والتي استفاد منها وإلى غاية الآن 154 عونا، حسب ما أفادت به المديرية العامة للحماية المدنية.وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أوضح الرائد رامي ميلود من المديرية الفرعية للتكوين، بأنه تم ولحد الآن تكوين ما لا يقل عن 154 مظليا تابعا للحماية المدنية بموجب الاتفاق- الإطار الذي أبرم شهر أبريل 2013 بين وزارتي الدفاع الوطني والداخلية والجماعات المحلية والمتعلق بتكوين قوات خاصة من المظليين التابعين للحماية المدنية بمختلف المدارس التابعة للمؤسسة العسكرية، يمتد على خمس سنوات قابلة للتجديد.وتندرج هذه الخطوة في إطار عصرنة سلك الحماية المدنية و"خلق ثقافة مشتركة بين كل القوى الأمنية في البلاد في مجال تسيير الكوارث الكبرى" وذلك من خلال استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى رفع قدرات التدخل في المناطق المنكوبة إثر حدوث الكوارث الكبرى كالزلازل والفيضانات وسوء الأحوال الجوية التي تتسبب في انسداد المعابر والمنافذ مما يعقد من عمليات الإغاثة.وسيضطلع هؤلاء المظليين بتقديم الإسعافات الأولية للضحايا من أجل إنقاذ أكبر عدد من الأرواح خاصة بالمناطق الوعرة والنائية والمقطوعة في انتظار قدوم قوات الإغاثة والإجلاء.وكانت أول دفعة من هذه القوات والمكونة من 45 عنصرا من الحماية المدنية قد باشرت تكوينها في جانفي 2013 بالمدرسة التطبيقية للقوات الخاصة حيث تم انتقاء المستفيدين من هذا التكوين من العناصر الجديدة بالنظر إلى الشروط التي نص عليها الاتفاق الثنائي والمتعلقة بالسن واللياقة البدنية.وتبعتها دورة تكوينية أخرى في التأطير العسكري بالمدرسة التطبيقية لمدفعية الميدان ببوسعادة لفائدة 30 ضابطا ثم دورتين أخريتين بالمدرسة العليا للعتاد بالجزائر العاصمة استفاد منهما 19 ضابطا.وتتواصل حاليا سلسلة الدورات التكوينية حيث يوجد في الوقت الراهن 30 عنصرا من الحماية المدنية بالمدرسة التطبيقية للصحة العسكرية بالناحية العسكرية الثانية بسيدي بلعباس في تكوين متخصص يمتد إلى أربع سنوات فضلا عن دفعة أخرى مشكلة من 30 عنصرا تزاول تكوينها على مستوى المدرسة الوطنية لتقنيي الطيران بالبليدة يمتد إلى 24 شهرا، يوضح الرائد ميلود الذي أضاف بأن العملية ستتواصل خلال السنة الجارية.وتجدر الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا وروسيا هي الدول الوحيدة التي تتمتع أسلاك الحماية المدنية فيها بفرق من المظليين.للتذكير شهدت الجزائر عدة كوارث طبيعية كبرى أهمها الزلزال الذي ضرب مدينة الأصنام (الشلف حاليا) في 10 أكتوبر 1980 وزلزال بومرداس في 21 ماي 2003 الذي خلف 2200 قتيل وأكثر من 10 ألاف جريح.كما شهدت الجزائر العاصمة في 10 نوفمبر 2011 فيضانات ضربت باب الواد والتي عرفت ب"السبت الأسود" حيث فاقت حصيلتها 700 قتيل ومئات الجرحى بالإضافة إلى خسائر مادية معتبرة حيث تحولت عدة أحياء من باب الواد خلال ساعات قليلة من تساقط الأمطار التي بلغت 211 ملم إلى مناطق منكوبة. كما عرفت عدة مناطق من الوطن شهر فبراير 2012 تهاطل كثيف للثلوج وسوء الأحوال الجوية أدى إلى عزلة سكانها لعدة أيام.