كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية مستقلة، حال فشلت مساعيها الرامية لعقد مؤتمر دولي للسلام. واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتهرب من المشاركة في لقاء موسكو، بعد أن فجر الأخير مفاجأة حين دعا من على منصة الأممالمتحدة الرئيس الفلسطيني لتبادل إلقاء الكلمات في الكنسيت والمجلس التشريعي الفلسطيني. واتهم عباس نتنياهو بالتهرب من استحقاقات السلام. وقال في مقابلة بثها تلفزيون فلسطين عقب كلمته في الأممالمتحدة، حين تطرق إلى اللقاء الذي كان من المفترض عقده في موسكو مع نتنياهو، أن الأخير «دائما كان يقول إنه يريد لقاء الرئيس الفلسطيني ولكنه كان يتراجع، ودائما يقول إنه لا يوجد شريك فلسطيني، إنه وفي أي لقاء يقول إن الفلسطينيين يرفضون اللقاء معي”. وأكد أن نتنياهو هو من رفض لقاء موسكو، وأن القيادة الروسية استغربت من ذلك، لأنهم لم يسمعوا مني عدم قدرتي على حضور اللقاء، وأن المبعوث الروسي عندما التقى نتنياهو أبدى الأخير رغبة في تأجيل اللقاء، وفهموا أن نتنياهو يؤجل بل يرفض اللقاء. إلى ذلك أكد الرئيس خلال المقابلة أن عام 2017 سيكون عاما لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين، الأمر الذي يتطلب من الجميع العمل من أجل تحقيق هذا الهدف. وقال في المقابلة إن لجنة فلسطين في منظمة عدم الانحياز أقرت في بيانها الختامي أن عام 2017 سيكون عاما دوليا لإنهاء الاحتلال، الأمر الذي اعتبره الرئيس الفلسطيني «خطوة مهمة”. وأوضح أن إسرائيل حاولت مؤخرا أن تصل لبعض الدول الأفريقية لتأييدها لتصبح عضوا مراقبا في القمة الأفريقية، لكن هذه الدول بمجملها ترفض ذلك. وكشف الرئيس عباس حين تطرق إلى المبادرة الفرنسية للسلام، أن باريس ستعترف بدولة فلسطينية مستقلة، حال فشلت المساعي الرامية لإقامة مؤتمر دولي للسلام على أراضيها. وقال«لكن إلى الآن هم ناجحون في مساعيهم، ونأمل وننتظر أن يحققوا النجاح في عقد المؤتمر، ولكن لنفترض جدلا أنها لم تنجح فلا زالت فرنسا عند كلمتها أنها ستساعدنا أو تعترف بدولة فلسطين». وحول الموقف الأمريكي، قال الرئيس عباس إن واشنطن لم تظهر ممانعتها أو اعتراضها على المبادرة الفرنسية، وأنه استمع من وزير الخارجية جون كيري عن دعم الإدارة الأمريكية للمساعي الفرنسية، وقال «نأمل أن يستمر في هذا الموقف وألا يتغير، وألا تقف الولاياتالمتحدة حجر عثرة في طريق المؤتمر، لأن أمريكا قادرة على إجبار إسرائيل على حضور المؤتمر». وقال إن هذه المبادرة جاءت بناء على الطلب الفلسطيني. وأضاف «أطلقت المبادرة وقلت إن على دول العالم أن تجتمع من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية، من خلال مؤتمر دولي، كما فعلت بموضوع إيران». وأكد سعي واهتمام الجانب الفرنسي لعقد هذا المؤتمر قبل نهاية العام الحالي، رغم بعض العقبات من بعض الدول. وأعرب عن أمله في استمرار فرنسا في مساعيها لتحقيق هذا الأمل خاصة وأنها الطريق الوحيدة الآن لإيجاد فرصة ما من أجل حل القضية الفلسطينية. وبين أن المؤتمر سيعمل على تشكيل آلية من أجل متابعة المفاوضات تقوم على تثبيت مدتها، وتحديد مدة أخرى لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين. وأضاف الرئيس عباس أن هذا مؤتمر دولي يشكل ميكانيكية من خلال بعض الدول، على غرار ما جرى في الموضوع الإيراني. جاء ذلك بعد أن دعا نتنياهو الرئيس عباس خلال كلمته أمام الجمعية العامة، لمخاطبة الكنيست الإسرائيلي، وأبدى استعداده لإلقاء كلمة أمام المجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن نتنياهو عقد عقب إلقائه كلمه في الأممالمتحدة اجتماعا مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.وأثار نتنياهو خلال لقائه كي مون مسألة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة. كذلك وجه نتنياهو دعوة إلى بان كي مون لزيارة إسرائيل، عقب إلقائه كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وزعم على خلاف الموقف الفلسطيني أن المستوطنات في المناطق الفلسطينية لا تمثل «لب النزاع مع الفلسطينيين». وأضاف أن الخلاف يكمن في رفضهم الاعتراف بإسرائيل. وقال إنه على أتم الاستعداد لخوض التفاوض حول أي موضوع، ما عدا «حق دولة يهودية واحدة ووحيدة في الوجود». وأضاف في كلمته أن مسالة المستوطنات «ستحل في التسوية الدائمة وعبر التحاور المباشر بين الطرفين»، مشددا على أن الطريق إلى السلام يمر عبر القدسورام الله.