عميد مسجد باريس يرفض المشاركة في نقاش لائكي يهين المسلمين تسعى الحكومة الفرنسية إلى إقناع عمادة مسجد باريس المشاركة في النقاش حول ''اللائكية''، الذي يبدأ في الخامس من أفريل، بعد أن رفض عميد المسجد، دليل بو بكر، تلبية دعوة الحزب الحاكم صاحب المبادرة. بعد أسبوع من إبلاغ عميد مسجد باريس، دليل بو بكر، الحزب الحاكم في فرنسا ''الاتحاد من أجل أغلبية شعبية''، عدم تلبية الدعوة التي وجهها له الحزب الحاكم للمشاركة في النقاش حول ''اللائكية''، قال دليل بو بكر، أمس، ل''الخبر'' إن وزير الداخلية كلود غيون، زار أول أمس مسجد باريس، وتحادث معه بخصوص النقاش المرتقب إطلاقه، وقال العميد: ''لقد دار نقاش حول الموضوع، وأبلغنا الوزير موقفنا القار بشأن النقاش الذي يكتسي طابعا سياسيا وانتخابيا يغذي الشعور بالإهانة في أوساط المسلمين''، وأضاف دليل أبو بكر ''لمسجد باريس دور كبير في التعايش بين المسلمين وغيرهم في فرنسا. ودون مسجد باريس، كانت الأمور ستكون أصعب''. وأضاف العميد ''لقد شرحنا الوضع لوزير الداخلية الفرنسي، وأبدى تفهما حيال موقفنا، وحاول أيضا تهدئة الأمور''، مشيرا إلى أن رأي غيون كوزير يختلف كثيرا عن رأي بعض السياسيين الذين يعبرون عن آراء سياسية وانتخابية، حيث يعيش الحزب الحاكم صعوبات جمة عقب خسارته في انتخابات المجالس الجهوية، قبل أن يؤكد أن ''النقاش الذي تبناه الحزب الحاكم سيكون حتى وإن رفضناه''. واعتبر دليل بو بكر أن ''الجدال المرتقب طرحه يجرح شعور المسلمين ويهين الديانة الإسلامية، ونعتبره بمثابة تعدّ على كل المسلمين في فرنسا، وهذا ما لا نقبله''، وأضاف ''هذا النقاش لا معنى له حاليا، ووضعية الفرنسيين في بلدهم لا تختلف عن وضعية المسلمين، حيث يعيشون صعوبات اقتصادية واجتماعية.. لكنها ليست صعوبات دينية''، في معرض تبريره عدم الحاجة إلى فتح نقاش ديني من هذا القبيل، يهين المسلمين في فرنسا، الأمر الذي يفسره ب''التناقض في المواقف بين الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يدفع نحو الاستمرار في جدال الهوية وفتح النقاش حول العلمانية، ورئيس حكومته الذي لا يشجع على مواصلته''، مثلما أكد أحد مساعدي العميد دليل بو بكر. وتابع بأن ''غيون حاول إقناعنا بأن حوار اللائكية لا يضر بالمسلمين، لكننا نعرف مسبقا أن بيت القصيد هم المسلمون، من خلال مواقف تبناها الحزب الحاكم تجاههم منذ سنوات''، وآخرها ما تعلق بفرض إلقاء الخطب باللغة الفرنسية، والتي قال بشأنها عميد مسجد باريس إنها أقلقت الجالية المسلمة، قبل أن يتراجع عنها ''الاتحاد من أجل أغلبية شعبية في فرنسا''، الذي يرأسه جان فرانسوا كوبي. وتزامن اللقاء بين وزير الداخلية الفرنسي وعميد مسجد باريس مع تواجد وزير الجالية الجزائرية حليم بن عطاء الله، حيث التقى دليل بو بكر الذي أكد أنهما تباحثا حول وضع الجالية المسلمة في فرنسا ووضع المساجد التي يؤدي زيارة لها، في وقت تثار فيه بعض الملفات ''الدينية'' في فرنسا، حيث تحاول الحكومة الفرنسية الضغط على الجزائر لإعادة بعث تمويلها لمسجد مارسيليا، حيث كانت الجزائر جمّدت هبة كانت تنوي تقديمها. وحسبما استفيد، فإن السلطات الجزائرية غير راضية عن وصول عدد كبير من المنتخبين من أصول مغربية إلى مجالس الديانات بطرق غير مفهومة، ولم تستسغ الجزائر عملية تهميش الجزائريين، رغم أنهم يمثلون الجالية الأكثر عددا في فرنسا.
