وفاة صديقة الثورة الجزائرية    برنامج شامل لعصرنة وتطوير الشبكات    صراع أوروبي على عمورة    حوادث المرور: وفاة 4 أشخاص بتيبازة وتيزي وزو    رفض الكيل بمكيالين وتبرير الجرائم: قوجيل يشجب تقاعس المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية    وزير المجاهدين و ذوي الحقوق من جيجل: معركة السطارة من بين المعارك التي خلدها التاريخ    لأول مرة في تاريخ القضاء الجزائري: رئيس الجمهورية يمنح قضاة المتقاعدين لقب "القاضي الشرفي"    إياب نصف نهائي كأس الكونفدرالية: الاتحاد متمسك بموقفه وينتظر إنصافه بقوة القانون    بطولة الرابطة الثانية    السنافر يترقبون: خالدي يضيع موعد القبائل    كشف عنها وزير المالية وسجلتها المؤسسات المالية الدولية: مؤشرات خضراء للاقتصاد الوطني    الإقبال على مشاهدته فاق التوقعات    الجولة 24 من الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس": تعادل منطقي في داربي الشرق بين أبناء الهضاب وأبناء الزيبان بين والساورة تمطر شباك اتحاد سوف بسداسية كاملة    الفريق أول السعيد شنقريحة : "القيادة العليا للجيش تولي اهتماما كبيرا للاعتناء بمعنويات المستخدمين"    بسكرة: ضبط ممنوعات وتوقيف 4 أشخاص    أمن دائرة بابار : معالجة قضايا وتوقيف أشخاص وحجز مخدرات    عطاف يستقبل بالرياض من قبل رئيس دولة فلسطين    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    استفادة كل ولاية من 5 هياكل صحية على الأقل منذ 2021    عطاف يستقبل رئيس مفوضية مجموعة "إيكواس"    تقرير لكتابة الدولة الامريكية يقدم صورة قاتمة حول حقوق الانسان في المغرب و في الأراضي الصحراوية المحتلة    وزير الداخلية: الحركة الجزئية الأخيرة في سلك الولاة تهدف إلى توفير الظروف الملائمة لإضفاء ديناميكية جديدة    بن ناصر يخسر مكانه الأساسي في ميلان وبيولي يكشف الأسباب    الدورة الدولية للتنس بتلمسان : تتويج الجزائرية "ماريا باداش" والاسباني "قونزالس قالينو فالنتين" بلقب البطولة    العدوان الصهيوني على غزة: سبعة شهداء جراء قصف الاحتلال لشمال شرق رفح    وزير النقل : 10 مليار دينار لتعزيز السلامة والأمن وتحسين الخدمات بالمطارات    جيدو /البطولة الافريقية فردي- اكابر : الجزائر تضيف ثلاث ميداليات الي رصيدها    بوغالي يؤكد من القاهرة على أهمية الاستثمار في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي    محسن يتكفل بتموين مستشفى علي منجلي بخزان للأوكسيجين بقسنطينة    برج بوعريريج : فتح أكثر من 500 كلم المسالك الغابية عبر مختلف البلديات    فايد: نسبة النمو الإقتصادي بالجزائر بلغت 4,1 بالمائة في 2023    ندوة وطنية في الأيام المقبلة لضبط العمليات المرتبطة بامتحاني التعليم المتوسط والبكالوريا    الطبعة الأولى لمهرجان الجزائر للرياضات: مضمار الرياضات الحضرية يستقطب الشباب في باب الزوار    غزة: احتجاجات في جامعات أوروبية تنديدا بالعدوان الصهيوني    توقيف 3 أشخاص بصدد إضرام النيران    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم اللقاء الوطني الأول لصناع المحتوى الكشفي    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن مرافقة الدولة لفئة كبار السن    تجاوز عددها 140 مقبرة : جيش الاحتلال دفن مئات الشهداء في مقابر جماعية بغزة    ندوة ثقافية إيطالية بعنوان : "130 سنة من السينما الإيطالية بعيون النقاد"    مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة: الفيلم الفلسطيني القصير "سوكرانيا 59" يثير مشاعر الجمهور    شهد إقبالا واسعا من مختلف الفئات العمرية: فلسطين ضيفة شرف المهرجان الوطني للفلك الجماهيري بقسنطينة    رئيس لجنة "ذاكرة العالم" في منظمة اليونسكو أحمد بن زليخة: رقمنة التراث ضرورية لمواجهة هيمنة الغرب التكنولوجية    بلمهدي يلتقي ممثلي المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف    42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    نحو إعادة مسح الأراضي عبر الوطن    بهدف تخفيف حدة الطلب على السكن: مشروع قانون جديد لتنظيم وترقية سوق الإيجار    منظمة الصحة العالمية ترصد إفراطا في استخدام المضادات الحيوية بين مرضى "كوفيد-19"    حج 2024 : استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    على السوريين تجاوز خلافاتهم والشروع في مسار سياسي بنّاء    استغلال المرجان الأحمر بداية من السداسي الثاني    ضرورة وضع مخطط لإخلاء التحف أمام الكوارث الطبيعية    قصص إنسانية ملهمة    "توقفوا عن قتل الأطفال في غزة"    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطلبة والأولياء تحت ضغط تحضير البكالوريا
أقل من شهر قبل تاريخ الامتحان المصيري
نشر في الخبر يوم 15 - 05 - 2011

مع توقف الدراسة في الأقسام النهائية وبداية ''السوسبانس''، دخل جيل بكالوريا 2011 في رحلة بحث عن أي وسيلة لدخول أول يوم من الامتحان ب''أعصاب باردة''. فمواقع التواصل الاجتماعي استقطبت الآلاف من الممتحنين، فكانت وسيلتهم الجديدة للتخفيف من الضغط، فيما كان المختص النفسي ملاذا للمتفوقين ''الخائفين''، بينما أصرّ البعض على مضاعفة ساعات المراجعة قبيل الامتحان لمكافأة الوالدين أو نكاية في أحد الأقارب.. وكل الطرق تؤدي إلى البكالوريا.

تحضيرات المترشحين لشهادة البكالوريا
المراجعة بعد صلاة الفجر وزيارة مختص نفساني لقهر الخوف
يتسابق المترشحون لشهادة البكالوريا مع الزمن للظفر بتأشيرة ولوج الجامعة. فرغم استنفاد جميع طرق التحضير لمحطة 11 جوان المقبل، إلا أن القلق والخوف ترتفع وتيرتهما مع اقترب الامتحان، ليجد التلاميذ في العمل الجماعي والمختص النفسي أفضل سبيل لدخول الامتحان بمعنويات مرتفعة.
لم يعد السهر أو تناول فنجان قهوة أو شاي بالنسبة للمترشحين كافيا للإعداد للامتحان، فالكل يبحث عن وسيلة بديلة تخفّف عنه الضغط، وتبعث في نفسه أمل النجاح منذ البداية. فالبعض يفضل الاستيقاظ فجرا، فيما يتبادل آخرون رنات أو رسائل قصيرة، ليتشاركوا السهر في مراجعة مواد أرّقتهم.
''الخبر'' اقتربت من المترشحين بثانوية الأمير عبد القادر بباب الوادي بالعاصمة، الجميع يحلم بتذوق نشوة النجاح في البكالوريا في نهاية السنة، إلا أن الشعور بالخوف والقلق من هذا اليوم أصبح هاجسهم المشترك.
التلميذة ''كابلي سارة''، تدرس في شعبة علوم الطبيعة والحياة، تقاسيم وجهها البشوش والمرح لم يخف خوفها وقلقها، إلى درجة أنها أصبحت تزور طبيبة مختصة في علم النفس بالقرب من الثانوية، ووجدت في هذه الطريقة متنفسا للتخفيف من الضغط، مع بدء العد التنازلي لامتحان البكالوريا.
تقول سارة: ''رغم أنني أستوعب الدروس جيدا، ومعدلي السنوي جيد، إلا أن الارتباك والخوف لا يفارقاني، ما دفعني لمراجعة مختصة نفسانية ساعدتني في إعادة الثقة في نفسي. ومع ذلك، أحاول التخلص من هذه الحالة، من خلال تنظيم برنامج المراجعة بين الفترة الصباحية والمسائية بمعدل أربع ساعات يوميا، كما أراجع دروسي أحيانا مع زميلاتي''.
أما ''أمال''، فتلخيص الدروس هي الطريقة التي تعتمدها، وترى أن تقليص حجم الدرس يساعدها في الحفظ، خاصة أنها تدرس في شعبة آداب وفلسفة.
تحدثت أمال بثقة كبيرة في النفس، إذ قالت ''بدأ تحضيري للبكالوريا من مكتبة الثانوية، حيث ألتقي بزميلاتي لحل المقالات في المواد الأساسية، فيما أعتمد في البيت على ملخصاتي للدروس''.
''راني مبانيكي''.. بهذه العبارة بادرنا التلميذ ''زين الدين طعني'' بالحديث، قبل أن ترتسم على محياه ابتسامة عريضة، ليردف قائلا ''هي المرة الثالثة التي سأجتاز فيها هذا الامتحان في شعبة العلوم التجريبية، فخوفي من تكرار تجربة الفشل أثر على تحضيراتي، غير أنني وجدت الدعم من صديقي الذي يحرص على إيقاظي فجرا من خلال البيباج، أو رسالة قصيرة نوض تحفظ. في حين أعوّض الإرهاق بالنوم نهاية الأسبوع''.
ويعترف التلميذ ''يوسف عيد'' في شعبة آداب وفلسفة بنفس الثانوية، بأن الفضل في تحضيراته للبكالوريا يرجع لابنة خالته سارة التي تدرس معه في نفس القسم، وتقطن معه في نفس المنزل، حيث توقظه يوميا عند آذان الفجر بعد جهد كبير، وبكل الطرق بما فيها الماء والوسادة، ليراجعا سوّيا المواد الأساسية.
أما بثانوية عائشة أم المؤمنين للبنات بحسين داي، فكل المترشحات مجندات لافتكاك المراتب الأولى. ف''إيمان زايدي''، في شعبة تسيير واقتصاد، قسمت وقتها بين مراجعة الدروس العلمية ليلا والأدبية باكرا، وتحاول اختلاس بعض الوقت لمشاهدة التلفاز، إلا أن شقيقتها الكبرى لها بالمرصاد وتذكرها أينما كانت بالبكالوريا.
أما التلميذ عبد السلام بثانوية جمال الدين الأفغاني بالحراش، فيراجع بمعنويات محبطة مثلما لمسناه من حديثه، بسبب خسارة فريقه المفضل اتحاد الحراش في النهائي 47 لكأس الجمهورية، إلا أنه يجد في ممارسة كرة القدم بالحي ومتابعة أخبار الكرة في القنوات الرياضية وسيلة لرفع معنوياته.
رئيس المنظمة الوطنية لجمعية رعاية الشباب عبيدات عبد الكريم
1700 مترشح يخضعون لتمارين تنفسية تحضيرا للبكالوريا
أطلقت المنظمة الوطنية لجمعية رعايا الشباب مبادرة للتكفل نفسيا بالمترشحين للبكالوريا، من خلال إخضاعهم لتمارين تنفسية باستعمال الموسيقى الهادئة.
وحسب رئيس المنظمة السيد عبيدات عبد الكريم، فإن المبادرة المجانية التي يحتضنها المركز الدولي للكشافة الإسلامية بسيدي فرج بالعاصمة، استقطبت منذ انطلاقها في 7 ماي الجاري ما يقارب 1700 مترشح للبكالوريا، من ولايات العاصمة، تيبازة، الشلف، البليدة، المدية، عين الدفلى وبومرداس. وتهدف هذه المبادرة، حسب محدثنا، إلى التخفيف من خوف وقلق المترشح، خاصة أن الأولياء شاركوا أبناءهم في هذه الحصص التي تعتمد على الموسيقى.
وأضاف المتحدث أن حصص الاسترخاء من شأنها مضاعفة حظوظ المترشحين في نيل شهادة البكالوريا، مشيرا إلى أن تلك التي احتضنتها حديقة التجارب بالحامة العام الماضي، كان لها الفضل في تحقيق نسبة نجاح قدّرت ب70 بالمائة من بين 1500 مترشح.
وكشف السيد عبيدات في السياق ذاته أنه ستقدم للمترشحين في المرحلة الأخيرة للتمارين إرشادات بيداغوجية، يشرف عليها أساتذة لهم خبرة في حراسة امتحان البكالوريا.
الأستاذ مدني الطاهر مختص في التنمية البشرية
الغذاء الجيد والاسترخاء وتحديد الهدف مفاتيح البكالوريا
أشار المختص في التنمية البشرية بمركز البيان في البليدة، الأستاذ مدني الطاهر، إلى ثلاثة شروط كفيلة بالتحضير الأمثل للبكالوريا، وهي توفير الطاقة للجسم من خلال تناول الغذاء الجيد، التنفس، إلى جانب القيام بتمارين الاسترخاء، وتحديد الهدف، محذّرا من السهر.
كشف محدثنا أن التدريبات التي خضع لها المترشحون لشهادة البكالوريا في كل من ثانويات سطاوالي، السويدانية بالعاصمة، وثانوية الشهبونية بالمدية قبيل الامتحان، شملت كيفية تمكين الدماغ من تخزين المعلومات، واسترجاعها بسهولة، وذلك باتباع عدة شروط، يأتي في مقدمتها تناول الغذاء الجيد والمتوازن، حيث نصح بتناول الأغذية بطيئة الهضم في فطور الصباح، كالخبز والزبدة، الفواكه والعصائر، مع أخذ بعض السكريات الموجودة في العسل والتمر. أما بالنسبة لوجبة الغذاء، فمن الأحسن أن تكون مطبوخة في البيت، وتشمل كل أنواع الخضروات. في حين تكون وجبة العشاء خفيفة، حتى يستريح العقل. وركز المختص في التنمية البشرية، على ضرورة شرب المترشحين لكمية كبيرة من الماء أثناء الامتحان، مع أخذ الأكسجين، والجلوس المعتدل، الاسترخاء بالتنفس أو بالكتابة ببطء شديد. وشدّد المختص على ضرورة إعطاء راحة للعقل بين الإجابة عن سؤال وآخر، باعتبار أن المعلومات يتم استرجاعها في مرحلة الاسترخاء. ومن أهم النصائح التي وجهها في هذا الإطار التفكير الإيجابي لافتكاك شهادة البكالوريا.
حسب أساتذة تلاميذ البكالوريا
طريقة تحضير المترشحين فوضوية
يرى أساتذة القسم النهائي أن الطريقة التي يتبعها المترشحون في المراجعة فوضوية، وتؤثر على استعدادهم ليوم الامتحان.
أوضح أستاذ مادة التكنولوجيا بثانوية السويدانية بالعاصمة، السيد بن سليمي محمد، أن ساعتين في اليوم تكفي للمراجعة، لتفادي الإرهاق والإجهاد، على أن تضاعف ساعات المراجعة إلى 6 ساعات يوميا، في الأسبوع الأخير من الامتحان.
وأكد محدثنا أنه من خلال احتكاكه بتلاميذ النهائي، لاحظ أن هناك تفاوتا في تحضيرهم بسبب عوامل خارجية، على غرار المشاكل الشخصية والعائلية. وهنا، يقول الأستاذ: ''أحاول في حالات كثيرة أن ألعب دور المختص النفسي، لمساعدة التلاميذ على تخطي مشاكلهم للتركيز على الامتحان المصيري''.
واتفقت أستاذة العلوم الطبيعية بثانوية مولود معمري ببجاية، شافية خالد، مع زميلها في المدة المخصصة للمراجعة، مشيرة إلى أن الطريقة التي تعتمدها مع تلاميذها في التحضير هي حل مواضيع البكالوريا للسنوات السابقة، وإعداد ملخصات للدروس، يتم التركيز فيها على أهم النقاط.
أما أستاذة الفلسفة بثانوية الأمير عبد القادر بباب الوادي بالعاصمة، رفضت ذكر اسمها، فترى أن طريقة تحضير التلاميذ للبكالوريا فوضوية، خاصة أن أغلبهم ينتمون لأحياء شعبية، وظروفهم لا تسمح لهم بالتحضير الجيد، مواصلة: ''وجدت ثقة كبيرة عند التلاميذ، وهم متمسكون بشهادة البكالوريا، رغم الظروف المحيطة بهم''.
مفتش التربية الوطنية سابقا محمد ساهل
العتبة ضاعفت فرص النجاح وأفقدت البكالوريا هيبتها
أوضح مفتش التربية الوطنية سابقا، السيد محمد ساهل، في تصريح ل''الخبر''، أن تحديد عتبة الدروس وإن كانت تضاعف من حظوظ المترشحين في النجاح، إلا أنها أفقدت هذه الشهادة العلمية مصداقيتها. أكد مفتش التربية أنه من المفروض أن تشمل أسئلة البكالوريا المقرّر السنوي، دون استثناء، حيث يمكن أن تطرح من أول درس أو من آخر درس، متسائلا عن سبب عدم تحديد المقرّر الرسمي منذ بداية السنة، غير أن هذه الطريقة، حسب محدثنا، أفقد شهادة البكالوريا هيبتها. وأضاف في السياق ذاته، عن جدوى تحديد العتبة قبل أيام قليلة من البكالوريا، مبرزا: ''كان الأحرى بالوزارة إعداد أسئلة خاصة بحالات اجتماعية وصحية، كما أنها وقعت تحت ضغط التلاميذ لتهدئة أعصابهم''. وتخوّف محدثنا من تراجع قيمة شهادة البكالوريا بالجزائر، داعيا إلى تحميل التلميذ مسؤولية جميع المقرّر السنوي. أما عن طريقة التحضير لأسئلة البكالوريا، فترتكز، حسب ما كشفه مصدرنا، على اختيار أحسن الأساتذة، ومن أصحاب الخبرة، مع تشكيل لجان لوضع السؤال الذي لا يخرج عن المقرّر، ووضع سلم تنقيط مفصل.
اقتراح مواضيع الامتحان، الأدعية وتبادل صور الفيديو
''الفايسبوك'' ينعش معنويات المترشحين للبكالوريا
فتح العديد من المترشحين لشهادة البكالوريا صفحات على موقع التواصل الاجتماعي ''الفايسبوك''، لطرح وتبادل الأفكار حول كل ما يتعلق بالامتحان، على غرار أهم الأسئلة المتوقعة، ومنهجية الإجابة. ولا يخلو الأمر من الطرافة أيضا، حيث يتبادلون مقاطع فيديو وصورا مضحكة لبعضهم البعض،
تعكس آثار تعب تحضيراتهم لموعد يكرم فيه المرء أو يهان.
رغم اقتراب موعد الامتحان، واعترافه أنه لا يخصص أكثر من ساعتين في اليوم للمراجعة، يخصص التلميذ ''لطفي دراجي''، في شعبة الآداب واللغات الأجنبية بثانوية محمد بجاوي بالدار البيضاء، وقتا كبيرا للاطلاع على صفحات ''الفايسبوك''، التي وجد فيها متنفسا للترفيه عن نفسه والخروج من ضغط المراجعة. واختار لطفي لصفحته عنوان ''باك 2000 كوكي''، حيث ينشر صورا وتعاليق ترفع من معنوياته وأصدقائه، على غرار ''لسنا خائفين من البكالوريا''، ويفتح المجال لتعليقات أصدقائه وكل من يستعد لاجتياز عتبة 11 من شهر جوان.
يقول صاحب الصفحة: ''نتشارك، نحن المقبلون على البكالوريا، نفس حالة الارتباك والقلق والخوف. لكن، عندما نتقاسمها سويا، تخفّ وطأتها، خاصة ما يتعلق بعتبة الدروس التي لم تحدّدها وزارة التربية''.
وحملت الصفحات الخاصة ببكالوريا 2011 على ''الفايسبوك'' عناوين تعكس ثقة أصحابها في افتكاك النجاح، منها صفحة تحت عنوان ''معا يمكننا فعلها''، والتي يتجاوز عدد منتسبيها 700 مشترك، وأخرى ''نعم نستطيع''، ''الحظ معنا''، وغيرها من العناوين.
وأخذت المواضيع والأسئلة المتوقعة النصيب الأكبر من اهتمام المشاركين في هذه الصفحات، إذ يتسابق الجميع لنشرها، مثلما ورد في إحدى الصفحات: ''يا أصدقاء، المواضيع المتوقعة في مادة الفلسفة هي العادة والإرادة، الحقيقة، النظم السياسية، الإبداع والذاكرة''.
وللطرافة والفكاهة نصيب على هذه الصفحات، إذ يجتهد المترشحون للبكالوريا في إثراء الصفحة بحكم ونصائح يومية، ببصمتهم الخاصة، ولعل من أطرفها '' إذا كنت طالب بكالوريا وأنهيت الامتحان، فاذهب إلى البيت واستمع إلى أغنية ملهمش في الطيب نصيب''. أما إذا رأيت شقيقك أو صديقك قد غفا وهو يراجع للامتحان ''فلا توقظه واتركه يحلم بالنجاح''، مثلما جاء في حكمة أخرى.
ولم يسلم العديد من طلبة البكالوريا من ''شغب'' زملائهم، حيث استغلوا التعب والإنهاك الذي نال منهم لتصويرهم في وضعيات مضحكة، كأن ينام على طاولة القسم، وهي الصورة التي لا يمكن للتلاميذ إغفالها ونشرها على ''الفايسبوك'' للتعليق عليها. ولحسن الحظ، يستقبلها أبطالها بروح رياضية.
نصائح المختص النفساني بن ضيف الله عصام
* الإلمام بجميع الدروس المحدّدة في العتبة دون استثناء، وتجنب المراجعة بطريقة انتقائية للدروس.
* تسطير برنامج يفصل بين الدروس السهلة والصعبة، مع تحديد النقاط الصعبة لكل درس في بطاقة.
* لا ينبغي أن يتجاوز عدد الطلبة في المراجعة الجماعية ثلاثة أفراد، في حين يكون حل التمارين بشكل فردي، ثم تناقش الحلول جماعيا.
* أثناء المراجعة الجماعية ينصح بأخذ رؤوس أقلام لجميع الدروس، مع إعداد ملخصات.
* ينصح في المراجعة الجمع بين مادة صعبة وأخرى سهلة، مثلا للعلميين تدرس الفيزياء مع اللغة الفرنسية، وللأدبيين الفلسفة مع الرياضيات.
* أحسن فترة للمراجعة في الفترة الصباحية بين الخامسة والسابعة صباحا.
* تناول غذاء متوازن، والأحسن أن لا يتجاوز التلميذ فنجان قهوة يوميا.
* عدم التسرع عند دخول الامتحان، وقراءة الأسئلة عدة مرات.
* تصميم الإجابة في مسودة، ثم التفصيل في ورقة الإجابة.
* تتم الإجابة على الأسئلة التي يجد الطالب سهولة في الإجابة عليها، ثم يعود للبقية.
* الاعتماد على الملخص عند المراجعة بين امتحان وآخر وتجنب الكراس.
* القيلولة لمدة 20 دقيقة مفيدة جدا.
رئيس اتحاد أولياء التلاميذ السيد خالد أحمد
''الأولياء مطالبون بتخفيف الضغط على المترشحين''
نصح رئيس اتحاد أولياء التلاميذ، السيد خالد أحمد، الأولياء بالاهتمام بأبنائهم المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، حيث قال إنه لا بد من تخفيف الضغط عليهم، ومشاركتهم في تنظيم حصص المراجعة. وأبرز محدثنا أنه من الخطأ ضغط التلاميذ على أساتذتهم باستعجالهم لحل مواضيع دورات البكالوريا السابقة قبل إكمال البرنامج السنوي، ومن ثم مقاطعتهم للدروس في حال عدم استجابة الأساتذة، والاكتفاء إما بالمراجعة الفردية أو اللجوء للدروس الخصوصية.
من جانب آخر، حمّل مصدرنا المسؤولية للأولياء الذين يمارسون، حسبه، الضغط على أبنائهم طوال العام الدراسي، عوض مراقبتهم بطريقة ذكية وتوجيههم.
ماء زمزم.. الحلبة والرقية للتركيز في الامتحان
* إذا كان الهدف من تخطي عتبة البكالوريا بالنسبة للبعض الظفر بمقعد في الجامعة وتحقيق حلم الوالدين، فإن للبعض الآخر مبرّرات لا علاقة لها بالتحصيل العلمي. فتلميذ بثانوية الأمير عبد القادر بباب *الوادي، يحلم بتأشيرة الجامعة، فقط نكاية في زوجة عمه التي تقلل في كل مرة من قدراته. ورغم أنه ليس من فئة التلاميذ النجباء، إلا أنه عازم على النجاح، لا لشيء إلا لإشفاء غليل والدته.
* ينصح الأولياء أبناءهم بشرب ماء زمزم مع قراءة الدعاء، على غرار أمال التي قالت إن جدها خصها بقارورة من ماء زمزم لدى عودته من البقاع المقدّسة.
* من بين الأساليب الغريبة التي يعتمدها بعض التلاميذ لقهر خوفهم يوم الامتحان، بتوجيه من جدّاتهم، تعليق ''سرة'' المولود الجديد في مكان لا يجب أن ينتبه له أحد، وشرب الحلبة طوال فترة المراجعة.
* الرقية هي الأخرى وسيلة لا يتجاهلها الكثيرون لدخول قاعة الامتحان بمعنويات مرتفعة وثقة في النفس، والغريب أن حتى القلم المخصص للإجابة على الأسئلة أصبح يخضع هو الآخر للرقية.

متفوقون في البكالوريا يتحدثون عن تجربتهم
سيلية قاسي شاوش، ناجحة بمعدل 76, 17
'' أسئلة البكالوريا أسهل من أسئلة الاختبارات''
طمأنت المتفوقة سيلية قاسي شاوش المترشحين لشهادة البكالوريا، معتبرة التحضير الجيد لهذا الامتحان المصيري يؤدي حتما إلى النجاح بمعدل كبير، وهي التي احتلت المرتبة الثانية ضمن ناجحي ولاية تيزي وزو السنة المنصرمة بمعدل 76, 17 واختارت اختصاص الطب.
تقول محدثتنا إنها كانت تحضر للبكالوريا منذ السنة الأولى ثانوي، إلا أنها ضاعفت من العمل مع اقتراب الامتحان، حيث تستيقظ على السادسة والنصف صباحا لتراجع لمدة ساعة قبل أن تلتحق بالقسم، كما ساعدها قرب بيتها من ثانويتها سحوي علجية بعزازفة، في استغلال الساعة الفاصلة بين الفترة الصباحية والمسائية في المراجعة. كما كانت سيلية تخصص وقتا آخر للمذاكرة كل مساء وبصفة منتظمة، في حين تزيد من وتيرة العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأشارت سيلية إلى أنها كانت تفضل المراجعة والتحضير فرديا، وتستنجد بأساتذتها كلما استعصى عليها الأمر، مضيفة أنها فكرت في القيام بدروس خصوصية، لكنها عدلت عن ذلك بعد شهر واحد ''لأنني متيقنة أن ذلك يعدّ مضيعة للوقت''. وتعترف سيلية أن والدتها ساعدتها كثيرا بحكم أنها أستاذة في الرياضيات، مثلما ساعدها والدها معنويا. كما كان الأنترنت أحد وسائلها في التحضير، مواصلة: ''كنت أتصفح مواقع منتديات للأساتذة والتلاميذ وأحل التمارين والمواضيع المطروحة فيها، وأقارن مستواي وما أنجزناه بمستوى وما أنجزه زملائي من بقية الولايات''.
سيلية الآن في السنة الأولى في اختصاص الطب، وتصرّ على أن المراجعة والتحضير المنتظم للبكالوريا يقود للنجاح، مضيفة ''وجدت أسئلة البكالوريا أسهل بكثير من تلك الأسئلة التي كانت تطرح علينا في الاختبارات العادية''.
تيزي وزو: م. تشعبونت
من أجل الحصول على شهادة البكالوريا بتقدير جيد جدا
جيهان استعانت بتمارين الرياضيات الخاصة بالولايات المتحدة
لم تدّخر الطالبة بلحاج مصطفى جيهان من قسنطينة، جهدا خلال اجتيازها عقبة البكالوريا لسنة 2010 من أجل تحقيق حلمها بالالتحاق بكلية الطب، والحصول على تقدير جيد جدا. فرغم الإضرابات التي عصفت بالقطاع، إلا أنها استطاعت إكمال البرنامج المسطر.
قالت جيهان التي درست في ثانوية الحرية العريقة، شعبة رياضيات، إنها اعتمدت بدرجة كبيرة على العمل الجماعي عبر حل التمارين وتبادل المعلومات، مواصلة: ''كنت أدرس 4 ساعات يوميا، أركز خلالها على مادتي الرياضيات والفيزياء، كونهما مادتين أساسيتين، كما كنت وزملائي نبحث عن التمارين الصعبة لإيجاد حلول لها جماعيا، وكنا نتبادل التمارين التي تقدم لنا في حصص الدعم خارج أسوار الثانوية، حيث انقسمنا إلى عدة مجموعات كل عند أستاذ مختلف، لضمان تنوع في التمارين''. أما بخصوص باقي المواد من تاريخ وجغرافيا، أدب عربي، فلسفة ولغات، فكانت الطالبة المتفوقة تخصص نهاية الأسبوع، إذ تضاعف من جدول المراجعة. في حين أكدت أنها قامت بعدة أبحاث عبر شبكة الأنترنت، حيث استخرجت مواضيع عديدة في الرياضيات والفيزياء لشهادات البكالوريا الأجنبية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وقامت بحلّ التمارين، ما جعلها ترفع من مستواها. كما تحدثت أيضا عن التسهيلات التي قدمها مدير الثانوية. فرغم الإضرابات الكثيرة التي دخل فيها القطاع الموسم الفارط، إلا أن الأقسام والمكتبة كانت مفتوحة للتلاميذ من أجل المراجعة، كما أنهم أكملوا البرنامج إلى غاية آخر يوم من الدراسة.
قسنطينة: ف. زكرياء
أجرى عملية جراحية أثناء امتحان البكالوريا
عبد الحليم حصل على البكالوريا ب50, 16
تصلح حكاية عبد الحليم بلاغيث، الذي أجرى عملية لاستئصال الزائدة الدودية خلال امتحان شهادة البكالوريا عام 2009 وحصل على الشهادة بمعدل 50, 16، لتكون نموذجا للتحدي وقدرة الإنسان على الصبر. فهذا الطالب النموذج تعوّد على حصد المراتب الأولى طوال مشواره الدراسي بمعدلات ممتازة، بفضل الثقة التي وضعتها فيه العائلة وكل المحيطين به من إطار تربوي وأساتذة. أجرى عبد الحليم امتحان آخر مادة مقرّرة في بكالوريا شعبة العلوم، وبقربه طاقم طبي كامل تنقل معه من مستشفى العقيد شعباني حيث أجرى عملية جراحية عشية الامتحان الأخير للبكالوريا.
حصل عبد الحليم بلاغيث على شهادة 2009 رغم أنه كاد يفارق الحياة أثناء الامتحان، حيث فاجأته آلام حادة على مستوى البطن نقل على إثرها من مركز الامتحان في متوسطة بن باديس في المنيعة إلى مستشفى محمد شعباني، حيث خضع لعملية لاستئصال الزائدة الدودية. ولم يتوقع أحد من أفرد أسرة بلاغيث التي صدمت بخبر خضوع عبد الحليم للجراحة، أنه سيعود في اليوم الموالي ليكمل امتحان العلوم الشرعية، آخر المواد المقرّرة في الدورة، ويصنف بعد ظهور النتائج ضمن قائمة المتفوقين. ويواصل عبد الحليم: ''ضربت عهدا على نفسي بأن أواصل الطريق إلى آخر المطاف، وطلبت من الطاقم الصحي الذي أشرف على العملية مرافقتي إلى مركز الامتحان بعد تماثلي للشفاء، وقد حققت أكبر علامة في آخر امتحان''.
غرداية: محمد بن أحمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.