تتسلم وزارة التعليم العالي، نهاية الأسبوع الجاري، تقريرا مفصلا عن نتائج التصحيح الثاني لقرابة 1300 ورقة امتحان لطلبة قسم الإنجليزية بجامعة بوزريعة، كانت سببا في اندلاع أزمة بين رئاسة الجامعة والأساتذة، وصلت في آخر تطوراتها إلى عزل رئيس القسم. وكشف رئيس جامعة الجزائر 2 هني عبد القادر،في تصريح ل ''الخبر''، بأن مصالحه ستوجه بعد يومين تقريرا كاملا عن نتائج التصحيح الثاني لأوراق امتحانات قسم اللغة الإنجليزية للجامعة والتي أشرف عليها أساتذة محاضرون وأساتذة التعليم العالي في جامعات خارج الولاية، قاموا بإعادة تصحيح الأوراق التي طعن أصحابها في العلامات المحصل عليها والمتسببة في رسوب عدد كبير من الطلبة في السنوات الدراسية الأربعة في تخصص اللغة الإنجليزية، وقد وصل عدد هذه الأوراق، حسبه، إلى 1254 ورقة امتحان، أرسلت مغفلة من الأسماء، تفاديا لأي تلاعب. وبخصوص الحركة الاحتجاجية التي شنها أساتذة قسم اللغة الإنجليزية في الأيام الثلاثة الأخيرة، تعبيرا عن رفضهم لما رأوه ''تنازلا'' من الإدارة ومساسا بمصداقية لجنة المداولات في ذات القسم، أكد هني قائلا إن''العلامة التي منحت ليست قرآنا منزلا والقانون يكفل حق الطالب في الطعن''، مشيرا إلى أن مشكل الرسوب الجماعي في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة بوزريعة، ليس وليد الموسم الدراسي الماضي وإنما يتجاوز العشر سنوات ''لكن الوضع أضحى مقلقا جدا ولا ينبغي السكوت عنه''. ويستدل على كلامه بنسبة النجاح الضعيفة في هذا القسم والتي تراوحت في جوان الفارط بين 8 و11 بالمائة، بينما قدر عدد الراسبين في جميع السنوات ب1328 راسب من مجموع 2200 طالب ممتحن. في سياق متصل، نبه نفس المسؤول إلى أن نتائج التصحيح الثاني ستسفر عن أمرين، فإما أن تأتي العلامات في مستوى ظن الطلبة المشتكين وفي هذه الحالة فإن الوزارة الوصية ستتخذ الإجراءات المناسبة لمعالجة المشكل أو أن تكون العلامات مطابقة للتصحيح الأول ولهذه النتيجة معنى واحد، كما قال، وهي أن ''العيب'' في الأساتذة و''المفروض أن يقترح هؤلاء إجراءات بيداغوجية لمعالجة مشكل الرسوب الذي اشتهر به القسم، وفي المقابل أضاف هني ''أنا لا أمانع أبدا إرسال الوزارة للجنة تحقيق، بل أطالب بها لأنها ستكشف عن هوية الأساتذة الذين يريدون تسيير القسم تسيرا نقابيا''.
