قرّرت البعثة الطبية الجزائرية المتواجدة بالبقاع المقدسة إخضاع حجاجنا للفحوصات الطبية بشكل دوري، خاصة كبار السن، بعد تسجيل 5 وفيات منذ انطلاق موسم الحج. وأفادت مصادر من البعثة ''أن التركيز منصب خاصة على الحجاج الذين لم يعلنوا عن أمراض مزمنة يعانون منها، وتتطلب حالتهم رعاية ونظاما صحيا خاصا''. وأفادت ذات المصادر، في اتصال هاتفي ب''الخبر'' من مكةالمكرمة، أمس، بأن رئيس البعثة الطبية، الدكتور ضيف السعيد، اجتمع بالمدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، الشيخ بربارة، رفقة عدد من إطارات البعثة، لاتخاذ تدابير وإجراءات جديدة، لتدارك الوضع والخطة المطبقة منذ وصول الحجاج إلى كل من المدينةالمنورةومكة. وأضافت نفس المصادر بأن ''الاجتماع خلص إلى الاتفاق على دعوة كل الحجاج الجزائريين، وتحديدا الذين تجاوزت أعمارهم 60 سنة، للخضوع للفحوصات الطبية الإجبارية، للتأكد من وضعيتهم الصحية، والأمراض التي يعانون منها، خصوصا منها التي تمنعهم، أصلا، من الترشح للحج على مستوى اللجان الولائية الطبية''. ويأتي هذا الإجراء الذي سيتبع بحملات لتوعية وإرشاد الحجاج بضرورة الحرص على تناول الأدوية الضرورية في الوقت المحدّد، بعد وفاة 5 حجاج، 3 منهم بمكةالمكرمة و2 بالمدينةالمنورة، حيث تعدّ هذه الحصيلة ''مقلقة''، رغم أن درجة الحرارة في المملكة العربية السعودية لم تتجاوز بعد 40 درجة مئوية، فما بالك عندما تصل عند انطلاق موسم الحج وأداء الشعائر إلى 50 حسب مصلحة الأرصاد الجوية السعودية، وهم مرتدين لباس الإحرام. وبيّنت الفحوصات الطبية الأولية التي بلغ معدلها 200 فحص يوميا، بأن أغلب الحجاج من كبار السن يعانون من الإرهاق، بسبب المشي الطويل، ما يؤدي إلى تزايد معدّل التنفس، ويتسبّب في الإصابة بالحمى، كما أن منهم من أصيب بفقدان الشهية أو ما يعرف ب''الأنوركسيا''، ومضاعفات صحية للضغط الدموي، بسبب عدم تناول الأدوية. كما سجلت أهم الفحوصات بالنسبة للحجاج الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية. وحذّر رئيس البعثة الطبية للحج من ''تهاون الأطباء، الذين يوجد من بينهم 40 طبيبة وممرضة، خصوصا مع توافد أغلب الحجاج تقريبا، وإحالة كل المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة نحو المستشفيات السعودية''.
