استشهد فلسطينيان، وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح، أمس، في سلسلة غارات إسرائيلية جديدة على أهداف متفرّقة في قطاع غزة، ما رفع حصيلة الغارات على القطاع التي بلغت أكثر من مائة غارة، منذ أول أمس، إلى 15 شهيدا، من بينهم طفلان وسيدة حاملا ومسنّا. فيما شارك آلاف الفلسطينيين في تشييع جنازة قائد العمليات العسكرية في ''كتائب القسام''، أحمد الجعبري، الذي أُغتيل أول أمس، وسط هتافات تدعو للثأر. وقعت هذه الغارات، فجر أمس، على منطقة جباليا شمال القطاع، ووصلت إلى نحو ثلاثين غارة، ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين وإصابة العشرات بجروح بعضها في حالة خطيرة. كما قصفت الطائرات الإسرائيلية مناطق قرب الحدود بين غزة ومصر. ورجّح عدّة متحدّثين فلسطينيين أن يكون جيش الاحتلال أعدّ قائمة لاستهداف عدد من قيادات المقاومة في القطاع، في إطار عدوان واسع النطاق يعيد للأذهان العدوان الذي انطلق أواخر ديسمبر 2008، وتواصل لعدّة أسابيع. ونظرا لخطورة الأوضاع، قرّر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، قطع جولته في أوروبا، بعد أن زار سويسرا، وكان من المقرّر أن يتوجّه لاحقا لفرنسا ودول أوروبية أخرى. من جهته، نعى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، أمس، أحمد الجعبري، ودعا، في كلمته أمام المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية بالعاصمة السودانية الخرطوم، القيادات العربية والإسلامية إلى ''تغيير قواعد اللعبة'' مع إسرائيل. على الصعيد الدولي، قرّرت السلطات المصرية فتح معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة بشكل دائم، وعلى مدار الساعة، استعدادا لوصول أي من الجرحى الفلسطينيين ليتم نقلهم لمستشفى العريش. ويأتي هذا القرار عقب إصدار الرئيس المصري، محمد مرسي، لقرار سحب السفير المصري من تل أبيب، كما طلب الرئيس مرسي من وزارة الخارجية استدعاء السفير الإسرائيلي بالقاهرة، وتسليمه رسالة احتجاج بشأن العدوان على غزة، والتأكيد على ضرورة الوقف الفوري لكل أشكال العدوان الإسرائيلي. من جانبه، قال البيت الأبيض، وفقا لوكالة رويترز للأنباء، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري، محمد مرسي، أدان، خلاله، إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل، وكرّر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس. من جهته، أكّد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أمس، أنه ''يحقّ لإسرائيل الدفاع عن نفسها''، لكنه رأى، في الوقت نفسه، أن ''عودة العنف لن تؤدي إلى شيء''. ودعا فابيوس إلى ''خفض التوتّر وضبط النفس بين الإسرائيليين والفلسطينيين''. كما اتّهم وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أمس، حركة حماس بأنها ''المسؤول الرئيسي عن الأزمة الحالية'' في غزة و''إسرائيل''. وقال، في بيان له، ''أدين بشكل كامل الهجمات بالصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل''. أما الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش، فقال، أمس، إن روسيا تعتبر غارات إسرائيل على قطاع غزة ردّ فعل ''غير متكافئ''، خصوصا تلك التي تُسفر عن سقوط ضحايا مدنيين من الجانبين، غير مقبولة إطلاقا''. من جهتها، أعربت الصين، أمس، عن قلقها البالغ إزاء العملية العسكرية الموسّعة التي تشنّها إسرائيل، وحثّت كافة الأطراف المعنية، ''خاصة إسرائيل''، على الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، لتجنّب تصعيد الموقف المتوتّر. أما إيران، وعلى لسان المتحدّث باسم وزارة الخارجية، فقد أدانت الهجوم، مؤكّدة على أن ''إيران تعتبر العمل الإجرامي الذي ارتكبته القوات العسكرية الإسرائيلية،من قتل للمدنيين، ''جريمة منظمة''، وتدينه بشدّة. في السياق، دعت قطر، أمس، مجلس الأمن الدولي إلى ''الاضطلاع بمسؤولياته''، في وقف العدوان الإسرائيلي، مؤكّدةً أن ''العدوان على قطاع غزة يجب ألا يمر دون عقاب''. من جهتها، أدانت الحكومة الأردنية، بشدة، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأضافت أن ''سياسة إسرائيل العدوانية ستدخل المنطقة، مجدّدا، في دوامة عنف وعدم استقرار''. وتأتي هذه التصريحات ساعات بعد إنهاء مجلس الأمن الدولي لجلسته الطارئة، التي عقدها لبحث تطوّرات الأوضاع في قطاع غزة، على خلفية العدوان الإسرائيلي عليه، وذلك دون إصدار أي بيان.
