رفض وزير الداخلية النيجيري عبدو مورو أمس تبادل سجناء أعضاء في “جماعة بوكو حرام” لقاء الإفراج عن أكثر من 200 تلميذة خطفن رهائن مثلما طالب به أبوبكر شيكاو زعيم الجماعة في شريط فيديو جديد، مشيرا في تصريح صحافي أنه “ليس على بوكو حرام والمتمردين أن يضعوا شروطهم”، “من غير الوارد تبادل شخص مقابل آخر”. وكانت جماعة “بوكو حرام” النيجيرية المتشددة عرضت أمس عبر شريط فيديو هو الأول من نوعه إطلاق سراح أكثر من 200 تلميذة مختطفة مقابل الإفراج عن عناصرها المعتقلة في السجون، باعتبار أنها المرة الأولى التي تظهر فيها الفتيات المختطفات. وأظهر الفيديو الذي نشرته “بوكو حرام” نحو 100 من الفتيات المختطفات وقد جلسن على الأرض مرتديات حجابا كاملا يرددن آيات من القرآن الكريم في مكان أشبه بالغابة وينطقن الشهادتين، ويرفعن لافتة مكتوب عليها الشهادتان. وأعلن زعيم “بوكو حرام” أبوبكر شيكو أن الفتيات المختطفات أسلمن قائلا “الفتيات اللاتي تشغلن أنفسكم بتحريرهن أسلمن، لقد أصبحن مسلمات”، وتابع قائلا “أخذتم إخواننا في 2005 وهم الآن في سجنكم، وتفعلون أشياء كثيرة، تتحدثون عن إطلاق سراح الفتيات، لن نتركهن إلا إذا تركتم إخواننا”. وخطفت بوكو حرام أكثر من 200 تلميذة في نيجيريا يوم 14 أفريل الماضي، وأعلن شيكاو حينها أنهن سيعاملن كسبايا، وسيتم بيعهن وتزويجهن عنوة. وكانت الشرطة النيجيرية قد ذكرت في وقت سابق أن 53 فتاة نجحن في الهرب من خاطفيهن حتى الآن. وذكرت أنباء أن بعض الفتيات فرض عليهن الخاطفون الزواج، وأن بعضهن نقلن عبر الحدود إلى الكاميرون أو تشاد. وفي سياق متصل، قالت الرئاسة النيجيرية مساء أول أمس إن فريقا إسرائيليا لمكافحة الإرهاب من المقرر أن يصل إلي نيجيريا خلال الأيام القليلة القادمة للمشاركة في جهود البحث عن التلميذات المختطفات في ولاية بورنو شمال شرق البلاد. وفي بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، قال المتحدث باسم الرئاسة روبن أباطي إن الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان أجرى مناقشة شاملة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عبر عن تعاطف بلاده وعرض تقديم الدعم لنيجيريا. في سياق متصل، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس الأول إن “فرنسا عرضت استضافة قمة مع نيجيريا وجيرانها لمناقشة الوضع الأمني في نيجيريا”، وصرح هولاند من باكو عاصمة أذربيجان حيث يقوم بجولة في دول القوقاز، “اقترحتُ مع الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان عقد اجتماع للدول المجاورة لنيجيريا”، مضيفا أن الاجتماع “سيعقد السبت المقبل إذا كانت الدول المعنية بالأمر موافقة على ذلك”. وبحسب دوائر مقربة من هولاند، سيبحث الاجتماع قضايا الأمن خصوصا مسألة بوكو حرام، وقد يشهد مشاركة قادة 5 دول إفريقية على الأقل هي: نيجيرياوتشادوالكاميرون والنيجر وبنين. وأشار موقع “الجزيرة نت” إلى أن عملية الخطف أثرت على نسب حضور الأطفال في مدارس نيجيريا، حيث منعت أسر كثيرة أطفالها من الذهاب إلى مدارسهم خوفا من أن تختطفهم جماعة بوكو حرام، رغم أن الحكومة طمأنت الأهالي وأكدت حرصها على تأمين المدارس وحمايتها.
