واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثامن عشر على التوالي ارتكاب المجزرة تلو الأخرى بحق المدنيين الأبرياء، من خلال استهدافها المتعمد بمختلف أنواع الطائرات الحربية للمواطنين ومنازلهم والمنشآت المدنية الأخرى في جميع أنحاء قطاع غزة، وذلك في ظل حملة التضليل التي تطلقها حول طبيعة الأهداف التي تهاجمها. شهدت بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة مجزرة جديدة اقترفها العدو الصهيوني، وقال محاصرون في بلدة خزاعة ل ”الخبر” إن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة مروعة في البلدة فاقت ما ارتكبه في حي الشجاعية قبل يومين، بعد تعرضها لقصف مركز استهدف منازل المواطنين بشكل عشوائي، حيث أسفرت عن إبادة عائلات بأكملها، كما استهدفت المقاتلات الحربية كل ما يتحرك ومنعت دخول سيارات الإسعاف للبلدة المنكوبة. وفي هذا السياق، قال الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة إن الطواقم الطبية استطاعت العثور وانتشال 30 جثة حتى الآن، بينما بقي الكثير من الجثث تحت الأنقاض بحاجة إلى انتشالها. وأفاد القدرة ل ”الخبر” إن عدد شهداء الأمس نتيجة العدوان الإسرائيلي وعمليات القصف المستمرة على مختلف أنحاء القطاع بلغ 31 شهيداً، فيما بلغت الحصيلة منذ اندلاع العدوان 655 شهيد، بينهم 161 طفل و66 امرأة و35 مسنا، وإصابة 40800 جريح، بينهم 1213 طفل و698 امرأة و161 مسن، مبيناً أن الاحتلال ارتكب 41 ”مجزرة” بحق عائلات فلسطينية في قطاع غزة، استشهد خلالها 212 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين، وذلك حتى صباح أمس الأربعاء. وأفاد شهود عيان ل ”لخبر” أن الطائرات الحربية قصفت قافلة الصليب الأحمر التي منحها الموافقة لدخول خزاعة شرق خان يونس لإجلاء الشهداء، فيما تنهال مئات القذائف المدفعية على المنازل والمساجد والمدارس في البلدة، ما أحدث حرائق كبيرة فيها. واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية ”حماس” ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع ”جريمة حرب”، مؤكدة أن الاحتلال سيدفع ثمن هذه الجريمة، وشددت حماس، في بيان وصل مراسل ”الخبر” في غزة نسخة عنه، أن ”مجزرة خزاعة ضد المدنيين هي جريمة حرب بشعة لن تفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني”. ودمرت الطائرات الحربية الليلة الماضية محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، وناشدت شركة الكهرباء في غزة السلطات المصرية المسارعة في نقل الكمية المتبقية من الوقود القطري، كما ناشدت الاتحاد الأوروبي بإعادة تمويل وقود الكهرباء. وما زالت الحرب على المستشفيات مستمرة، فقد استهدفت قذيفتا مدفعية الطابق الثالث من مستشفى بلسم وخلف أضرارا بالغة بقسمي الجراحة والعمليات، كما قصفت الطائرات الحربية محيط مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة، فيما تضاربت الأخبار حول قصف المستشفى الجزائري التخصصي الواقع في شرق مدينة خان يونس، حيث أكد مدير المستشفي رياض أبو شمالة في تصريح ل ”الخبر” أن المستشفى تأثر بالقصف الذي تتعرض له المنطقة الشرقية، لكنه لم يتعرض لقصف مباشر. ومن جانب آخر، قالت مصادر أمنية فلسطينية إن الاحتلال استخدم منذ بدء العدوان 8000 قذيفة صاروخية، منها 4150 صاروخ أطلقته طائرات سلاح الجو، و1700 قذيفة من الزوارق البحرية، و2150 قذيفة من الآليات المدفعية المتمركزة على الحدود الشرقية للقطاع. في المقابل، قالت كتائب القسام، في بيان وصل مراسل ”الخبر” نسخة عنه، إن أحد قناصتها قطع يد ديمتري لافيتاس قائد سرية في سلاح المدرعات وأرداه قتيلا بعد أن امتدت يده بإطلاق النار تجاه منازل المواطنين شمال بيت حانون، في حين أعلنت سرايا القدس عن قتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة عدد آخر في كمين محكم شرق خزاعة، كما أعلنت استهداف آلية عسكرية إسرائيلية بصاروخ ”كورنيت”.
