كشف وزير النقل عمار غول، أمس، عن العثور على إحدى العلب السوداء للطائرة الإسبانية ”أم دي.83 ” المستأجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية، مؤكدا أن الصندوق الأسود سيوجه إلى منظمة الطيران الدولية لتحديد ملابسات الحادث. تحدث عمار غول كمسؤول لخلية الأزمة التي تنقلت أمس مباشرة بعد الندوة الصحفية المشتركة إلى مالي ومن ثم بوركينافاسو، عن سوء الأحوال الجوية وصعوبة المنطقة التي سقطت بها الطائرة كأحد أقوى فرضيات الحادث، مؤكدا في الوقت نفسه أن لجنة التحقيق التي تشرف عليها مالي وتنسق معها الجزائر وفرنسا بحكم أن القانون الدولي يخول مسؤولية التحقيق إلى البلد الذي وقع فيه الحادث، ووحدها اللجنة مخولة بالحديث عن الأسباب الحقيقية بعد الانتهاء من التحقيق. وبخصوص المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة الجزائرية التي كانت تحلق على ارتفاع تسعة آلاف متر، أوضح غول: ”إنها منطقة صعبة جدا، الوصول إليها ليس بالأمر الهين ويتطلب وسائل خاصة، لذلك ستكون مهمة نقل الجثامين معقدة”. وفند وزير النقل الفرضيات التي تحدثت عن وجود مشاكل تقنية في الطائرة، موضحا: ”الطائرة إسبانية وحائزة على كل التأشيرات والرخص الأوروبية والدولية، وقامت بخمس رحلات على نفس الخط، كما خضعت لمراقبة تقنية يومين قبل الحادث بمرسيليا في فرنسا”. وشدد غول على أن الجزائر، خلافا لما راج، كانت أول من علم بالحادث وأيضا بخبر العثور على حطامها، وهو ما ذهب إليه وزير الخارجية رمطان لعمامرة الذي أبرز قائلا: ”كنا أول من علم بخبر سقوط الطائرة ثم تحديد مكان حطامها بدقة، بعد أن علمنا بالأمر من أحد مسؤولي الحركات المسلحة في مالي، المتواجد في الجزائر في إطار مفاوضات خارطة الطريق من أجل السلام في مالي”. وذكر لعمامرة أن الجزائر مباشرة بعد تأكيد خبر تحطم الطائرة قامت باتصالات دبلوماسية مع الدول التي كان يفترض أن تحلق الطائرة في أجوائها، ”كما تواصلنا مع وزيرا خارجية إسبانيا وفرنسا”. وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن تواجد خمسة وزراء ماليين في الجزائري، ومنهم رئيس الوزراء، سهل من مهمة الاتصال بالسلطات المالية التي تجندت للمساهمة في البحث إلى جانب السلطات البوركينابية. ودعا الوزراء الثلاثة الأسرة الإعلامية الوطنية والأجنبية على وجه التحديد إلى ”ضبط النفس وتجنب التأويلات التي لا تخدم الملف وعدم صب الزيت على النار” حسب غول، وهو ما ذهب إليه وزير الاتصال حميد ڤرين في السياق: ”أدعو إلى ضبط النفس وانتظار نتائج التحقيق
