يحتفظ التاريخ الكروي الجزائري بثلاثة أسماء فقط قالت للمنتخب الفرنسي ”لا” ورفضت الوقوف لتحية ”المارسياز”، وتعلق الأمر بالثلاثي مصطفى دحلب ونصر الدين كراوش وكريم زياني. وكان بإمكان مصطفى دحلب أن يكون أبرز لاعبي منتخب فرنسا خلال سبعينيات القرن الماضي بما وصله من مستوى رفيع مع نادي سيدان ولاحقا مع باريس سان جرمان، إلى درجة وصل فيها إلى حد النجم الأول لنادي العاصمة الفرنسية، لكن ”موموس” كما يحلو لأصدقائه تسميته، المولود في بجاية والمنتقل في سن مبكرة جدا إلى فرنسا، فصل في خياره في وقت مبكر واستبق الأمور وتحاشى أي حرج كان سيقع فيه حال وصول دعوة المنتخب الفرنسي، فسارع لحمل حقائبه والتنقل إلى الجزائر لأداء الخدمة الوطنية مطلع العام 1971، حيث لعب لموسمين لشباب بلوزداد، قبل العودة إلى فرنسا، حيث تهافتت عليه أكبر نوادي ”الليغ 1”، ليتنقل سنة 1974 في صفقة قياسية لنادي باريس سان جرمان. وكان لنصر الدين كراوش الجرأة لرفض أيضا دعوة المنتخب الفرنسي لفئة الآمال سنة 1998، التي وجهها له آنذاك المدرب ريمون دومينيك وأبلغه وقتها بأنه لن يلعب لغير المنتخب الجزائري، وهو ما سارع للقيام به عندما التحق في العام ذاته بالمنتخب الجزائري، رغم غياب الامتيازات والحوافز وحتى النتائج في تلك الفترة، ليدافع عن الألوان الوطنية ست سنوات كاملة مرت فيها بالعديد من المشاكل، كان آخرها فسخ عقده مع نادي لاغنتواز البلجيكي، بسبب إصراره على المشاركة مع المنتخب في نهائيات كأس إفريقيا 2004. ثالث وآخر لاعب لم يتردد في رفض المنتخب الفرنسي هو كريم زياني الذي تلقى بدوره دعوة المنتخب الفرنسي للآمال، وهو في بداياته الاحترافية مع نادي تروا. وعلى عكس ما حدث مع فكّير، اتصل والد اللاعب، رابح زياني، بمسؤولي الاتحاد الفرنسي ليبرر موقف ابنه، مؤكدا بأن ”كريم لا يمكنه تمثيل الألوان الفرنسية ولا يشعر بأي انتماء لغير الجزائر”، لينضم زياني في 2003 للمنتخب الجزائري الأولمبي الذي خاض تصفيات أولمبياد أثينا 2004.