إنها بطاقة الفنان التي أثارت الجدل وحركت المشاعر، أخيرا.. يقال إنه أصبح للفنان الجزائري بطاقة تعرّفه بنفسه، وتقدمه للعالم.. شخصيا أعتبر هذه الخطوة بمثابة قفزة أولى تحمل دعما معنويا وماديا للفنان الجزائري الذي يعيش حالة من الشتات، في ظل ظروف العمل الصعبة وحتى نظرة المجتمع، لكن الخوف الذي يحمله الفنان من هذه البطاقة هو شروط تسليمها. أعتقد أننا اليوم بحاجة إلى الإطار القانوني الدقيق الذي يحمي الفنان، ويضبط عملية دراسة الملفات على مستوى الوزارة، لكي لا يسمح للمتطفلين أن يحصلوا على هذا البطاقة الثمينة، والتي قد تمنح غير الفنانين الحقيقيين الحق الحديث في المنابر العامة باسم الفنان الذي بلاشك الراحل عز الدين مجوبي ورويشد وكمال مسعودي وغيرهم من الذين غادرونا بلا بطاقة فنان ولكنهم يعشون اليوم في قلبونا نجوما. الساحة الفنية اليوم، للأسف، مليئة بأصناف الرداءة ويجب الحذر منهم، كي نصل إلى صناعة سينمائية جزائرية تشرف الجزائر. فهذه النافذة السحرية التي نطل منها على واقعنا وأحلامنا هي آلة عجيبة تتحكم في الزمان والمكان، سجلت حضورها منذ زمن وتحكي تاريخ الثورة التحريرية، وهي مازالت وفية في هذه السنوات الأخيرة إلى السينما الثورية.. إنها “بن بولعيد” و«زبانة” و«كريم بلقاسم” و«العقيد لطفي”. فالجسد الفني السينمائي الجزائري اليوم يقف أمام مهام كبيرة، فهو أيضا أوكسجين الحياة للأجيال، يحتاج إلى عزيمة سياسية خاصة لدراسة مشاكل السينما الجزائرية والفنان الجزائري كي نستشق جميعا نسيم أعمال جيدة تحترم التكوين وتقدّس الإبداع.