أَلِف كثير من النّاس، للأسف، سلوكيات خاطئة يُمارسونها خلال شهر رمضان المبارك، حتّى صارت عادة لهم، لا ينفكون عنها، ومن هذه السلوكيات السَّيِّئة “كثرة النّوم في نهار رمضان” و«السّهر ليلاً”. شهر رمضان المبارك شهر عبادة ليلًا ونهارًا؛ أمّا في اللّيل فبتأدية صلاة التّراويح وقراءة القرآن، وأمّا في النّهار فبالصّيام. قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “الصّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصّيام: يا ربّ منعته الطّعام والشّهوة بالنّهار فشفّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النّوم باللّيل فشفّعني فيه فيَشفَعان” رواه أحمد والطبراني والحاكم وصحّحه. ورغم الثّواب الّذي ينتظر المؤمن في هذا الشّهر، من خلال العبادات الّتي شرعها الله عزّ وجلّ من صيام وقيام وصدقة وصلة أرحام وتلاوة للقرآن وذِكرٍ لله عزّ وجلّ، إلاّ أنّ البعض يستهويه السّمر في اللّيل والنّوم نهارًا، وكأنّ رمضان شهر للتكاسل لا شهر العبادة. فوقت المسلم ثمين جدًّا سواء في شهر رمضان أو غيره، ولا مجال فيه للمسلم أن يقضيه في اللّهو والسّهر الفارغ الطويل. ففي السّهر باللّيل تضييع للفرائض بالنّهار أو تأخير عن وقتها أو يقلّ فيها الخشوع، ويفوّت المسلم على نفسه وقت البكور في الصّلاة وما فيه من خير، وتضيع لذّة الصّيام في شهر رمضان. ومَن ابتلي بكثرة النّوم نهارًا والسّهر ليلاً أن يَعمل جاهدًا على التخلّص من هذه العادات السّيِّئة، وذلك بطلب العون من الله تعالى ومحاولة تعويد النّفس على النّوم مبكّرًا.