وضعت مصالح الدرك الوطني لكتيبة الشراڤة بالعاصمة حدّا لعصابة إجرامية زرعت الرعب في أوساط مرتادي غابة باينام في أعالي العاصمة، إذ وقّعت آخر عملية اعتداء لها بقتل سائق سيارة طاكسي بينما كان يهمّ بركوب سيارته رفقة زبونة له اعتاد إيصالها لوجهتها. لم يكن يدري الضحية صاحب 35 عاما، أنّ رحلته مع زبونته ستكون الأخيرة بعد أن سمحت له بالتوقف لتناول وجبة الغذاء بإحدى محلات وجبات الأكل السريع المتواجدة بغابة باينام عندما أخبرها أنّه جاءها مسرعا لكي لا يضطرّها للانتظار، غير أنّ عودته للسيارة التي ركنها بجانب طريق اجتنابيٍ عجّلت بوفاته، حيث تفاجأ الضحية الذي تناول غداءه رفقة زبونته بهجوم من طرف شابّين ملثّمين قاما بتهديدهما بالقتل في حال إبداء أيّة مقاومة، وهي الحيلة التي مكّنتهما من سرقة حليّ كانت تلبسها الزبونة خوفا على حياتها، في حين رفض السائق الرضوخ لطلبهما وأبدى مقاومة شديدة محاولا إنقاذ السيدة، وفي غفلة منه، قام أحد المعتدين بغرس طعنتين في بطنه بواسطة خنجر تسبّبت في وفاته قبل وصوله المستشفى. وقادت تحريات مصالح الدرك إلى تحديد هوية الجناة وتوقيفهما بعدما أفضى تفتيش منازل المشتبه فيهما بالعثور على ملابس استعملت في عملية الاعتداء تعرفت عليها الشاهدة “الزبونة”. وفيما حملت اعترافات المتهمين، تورّط شاب ثالث أسندت له مهمة الحراسة، أثمر تفتيش غابة الحمامات بالكلاب البوليسية بوجود كازمة صغيرة استغلّت من طرف أفراد العصابة للاختباء مباشرة بعد تنفيذهم لاعتداءاتهم وإخفاء أدوات الاعتداء، على غرار الأسلحة البيضاء والأقنعة، كما عثر على هاتف نقال يعود للضحية ومبلغ مالي. وقد أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة باب الوادي، أول أمس الجمعة، بإيداع المتهمين في قضية تكوين جماعة أشرار والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة متبوعة بالاعتداء، إيداعهم الحبس المؤقت في انتظار محاكمتهم، حيث تبيّن ضلوعهم في عدّة قضايا اعتداء التي طالت مرتادي “غابة باينام”. علما بأنّ مصالح الدرك بالشراڤة تشنّ حملة ضدّ المعتدين على مرتادي غابة باينام، كما مكّن ترصد أحد المشتبه فيهم بتوقيفه متلبسا بحمله خنجرا محاولا الاعتداء على شخصين كانا يتنزّهان بالغابة.
