منذ أن قطع أشبال المدرب يوسف بوزيدي تأشيرتهم إلى الدور نصف النهائي لكأس الجزائر، لا حديث يعلو في معاقل نصر حسين داي عن مباراة اليوم، فحوّل أنصار المدرسة الكروية العريقة جدران الأحياء إلى لوحات فنية تتغنى بالمجد الضائع ل "الملاحة"، وتتوق لمستقبل مشرق يبدأ بالتأهل إلى النهائي والفوز بالسيدة الكأس بعد أكثر من ثلاثة عقود من الصيام. لا يمكن للزائر إلى أحياء المقاطعة الإدارية لحسين داي، وحتى بعض الأحياء البعيدة منها، أن لا يلفت انتابه ما يقوم به أنصار نصر حسين داي، الذين حوّلوا غضب الجدل الذي نشب عقب تعيين ملعب تشاكر لاحتضان لقاء اليوم، إلى ثورة فنية تحوّلت فيها جدران حسين داي، والمقرية، ولاڤلاسيار، وبروسات، وحي عميروش، وغيرها... إلى جداريات فنية طغى عليها اللونين الأحمر والأصفر. غير أن النقاش الذي ظل يدور حتى كتابة هذه الأسطر، هو ضرورة غزو أبناء حسين داي لملعب 5 جويلية اليوم لمؤازرة الفريق، خاصة بعد ورود أنباء عن أن أنصار "المكرة" سيهجرون الولاية 22 لاجتياح مدرجات المركب الأولمبي. ولدفع "أنصار المناسبات"، كما صار يطلق على من هجروا تشجيع النصرية، ظهرت مبادرات لاستئجار حافلات ورفعت الأيدي في السماء داعية أن ينقطع الكهرباء في حسين داي من الثامنة صباحا اليوم وإلى غاية نهاية اللقاء، حتى يهرول المترددون إلى الملعب، إذ يستحيل متابعة المباراة تلفزيونيا. وحسب الأنصار، لم يسبق للفريق وأن كان قريبا من نيل لقب مثل هذه السنة، بالنظر إلى الإرادة التي يتحلى بها اللاعبون، وأيضا تجند الأنصار الذين تفننوا طوال مباريات البطولة في صنع لوحات فنية رائعة في المدرجات. وحسبهم دائما، فإن ضمان البقاء مبكرا هذا العام هو دليل على أن الفريق يملك لاعبين قادرين محو أكثر من ثلاثة عقود صحراء قاحلة في خانة الألقاب. ويعد الأنصار أن تتحوّل شوارع حسين داي وما جاورها من أحياء، إلى مسرح احتفاليات ضخمة في حال تحقيق التأهل إلى لنهائي الذي تحلم به حسين داي منذ سنوات طوال... كما وعدوا أن تعرف عملية دهن الجدران باللونين الأحمر والأصفر تصعيدا خلال الأيام التي تفصلهم عن النهائي، فاسم سيكتب النصرية في "الحجر والشجر...".